اطفاو نور الغرفه وقررو النوم , فالحديث ذو شجون و ( السوالف ) لا تنتهى . طارق يفضل مواصلة الحديث لكن طلالا ينصح بالنوم لان في الغد موعد سفرهما اما احمد فيفضل الصمت كعادته ولكن في هذه المره الصمت يختلف فليس الصمت الذي يحدثه الملل كالصمت الذي يحدثه الالم , توسد وسادته ببطء ورايح يبحلق في الظلام الدامس ثم ببطء اخر اغمض عينيه لعله ينام .. نصف ساعة مضت ,, تلتها ساعة كامله ,, وهو يتقلب في فراشه , تارة على جنبه الايمن واخرى على الايسر . تارة يضع راسه فوق الوساده وتارة تحتها ,, ولكن لا فائده ليس هناك امل بالنوم فسفر طارق وطلال ارق مضجعه , فهو لا يتخيل العيش بدونهما .
تسلل خارجا من الغرفه قاصدا حجرة المكتب , تناول قلما وراح يسجل ذكرياته معهما ,,, تذكر اليوم الاول الذي فيه التقاهما , كان ذلك قبل ثلاث سنوات عندما اختاره مدير السكن للسكن معهما .. تذكر برودهما في استقباله .. وتعالى ضحكاتهما من دون سبب ..
كيف ساعيش مع هذين ؟ اللهم اعني .. ثم تذكر اول يوم استيقظ فيه على ضحكاتهما وهما يستنهضانه لاداء صلاة الفجر !! كان الضحك ديدنهما قبل النوم وبعده ... صلى الفجر وعاد ليرتدى ملابسه استعدادا للدوام ...
· على فين مع هذا الصباح ؟؟!
- للجامعه ..
ضحك وهو يتذكر هذه الاجابه , كانت اجابة سخيفه في نظر طلاب الجامعه لانها تعيدهم الى ايام الدراسه – ما قبل الجامعه - ... عاودته ضحكة اخرى وهو يتذكر حاله الان اذ لا يستيقظ الا بشق الانفس ... تذكر الماء الذي يسكبانه عليه كل يوم ... وتذكر الشجار الصباحي المعتاد ,, الشجار الذي ملؤه الضحك اكثر من الخصام .. ثلاث سنوات قضوها معا كانت كلها سعادة ومرحا ..
فكر كيف سيتسنى له العيش بعدهما ؟ من سيوقظه ؟ ومن الذي سيستفزه كل صباح ؟ من سيصنع الشاي الذي اعتاد ان يشربه من يد طلال ؟ اما طارق فمن سياتى بنكتة يا ترى ؟
احمد انت وهذا المكتب شبيهان ولولا انه من الخشب لقلت ان امك ولدته معك .. كان دائما يقول : ستندم على هذه الجلسه خلف المكتب لانه لن يغنيك عن الناس .. فنحن لن نبقى معك طول العمر

صدقت يا طارق ليته هو الذاهب وليس انتما قد ابكى عليه قليلا وانساه للابد .. ولكن انتما كيف سيتسنى لي نسيانكما ... طلال .. ساتولى مهمتك في هذا اليوم .. فانا الذي ساوقظكما لاول مره .. ولاول مره ايضا سيكون صباحنا بلا ضحك وبدون شجار ايضا ... كيف لي ان اضحك وانتما ستغادرانى ؟؟؟

وكيف لنا ان نتشاجر في لحظة الوداع ؟!؟










كانت هذه الكلمات اخر ما كتبه احمد ....


فقد مات قبل ان يسعد بايقاظ اغلى صديقين عنده !.....