ضبابية إدارة الهلال!!
استهلال:
أثمن للأخوة في إدارة موقع (الزعيم) دعواتهم لي بالمشاركة في أكثر من مناسبة ، لكن ظروف العمل لم تسعفني لتلبية هذه الدعوات العزيزة على قلبي، معتذرا عن التقصير تجاه إدارة الموقع والأعضاء والمشاركين الذين أغدقوني بحبهم وكرمهم.
اليوم أجد الفرصة ملائمة للمشاركة بموضوع كتبته في ((الاقتصادية)) أمس (السبت)، مع تغييرالعنوان وإضافة ما يستحق التنويه، ولا سيما في ظل تراكم سلبيات العمل الإداري في نادي الهلال ، وعدم تجاوب الإدارة مع أخطاء وملاحظات تطرق لها كثيرون.
==========
((.. وقعت على بياض، لا أتخيل نفسي ألعب لغير فريقي ···، ما كتبته الصحافة كذب واجتهادات، رفضت كل العروض عشقا لبيتي الثاني)).
عبارات على نحو ما سلف يدلي بها لاعبون ((محترفون)) بعد تجديد عقودهم، وقبل ذلك كانوا تحت مجهر أندية أخرى عند اقتراب موعد انتهاء عقودهم، ولا يجدون اهتماما من أنديتهم الأصلية!!
وفي المقابل يتشدق مسؤولو ا الأندية بالولاء، وعدم منح ((مقدم عقد)) بحجة أن هذا ((ليس موجودا في نظام الاحتراف)).
أستثني هنا النجم الكبير محمد الدعيع الحارس العملاق الذي يتجدد تألقا،
ويتوهج تواضعا كلما علا شأنه، حيث ضرب أروع أمثلة الولاء والصدق والوضوح
حينما أصر على أن يتسلم ناديه الأصلي ((الطائي)) حصته قبل أن يوقع للهلال ((أو غيره)) في وقت كان يستطيع فيه كسب أعلى مبلغ للاعب، ويترك ناديه يلهث خلف(( تقسيط إعانة النادي الآخر من الرئاسة العامة لرعاية الشباب)).وفي هذا الصدد وعلى الصعيد الهلالي الذي كثرت قضاياه، كان حريا بمسؤولي ناد جماهيري
كبير أن يبرهنوا مدى ما يتمتع به هذا النادي من مكانة وقوة، بالوضوح في
التعامل مع لاعبيهم، وباختصار تجتمع الإدارة أو من ينوب عنها باللاعب قبل
انتهاء عقده، وتصارحه بالمبلغ الذي يستحقه، وفق معايير صحيحة وعادلة، هناك نجم يستحق أكثر من المليون مع زيادة راتبه، وآخر مستواه لا يؤهله حتى لزيادة
راتبه، بل ربما يجدد عقده بأقل مما كان يتسلمه شهريا، وحينئذ يختار اللاعب
ما يراه ملائما، ومن خلال مفاوضات ((أسرية)) يعم الرضا الطرفين·
لكن أن ينتهي عقد نجم ما مثلما حدث مع كثيرين وليس خميس العويران فقط، ويهمّش، إلى أن يتلقى عروضا، فمن المؤكد أن يكون المصير كما حدث مع خميس الذي قال ((يقولون لي وقع وبعدين نتفاهم))، وما يحدث حاليا مع الثنيان·
وفي هذا المقام، أجزم ((لو)) أن إدارة النادي تعاملت كما يجب، لوقع اللاعبان بأقل من نصف ما حصلا عليه حاليا·
يحدث هذا من قبل العويران، لأنه ـ كما غيره ـ وقع قبل سنتين ((على بياض))، ثقة في وعود اتضح في الأخير أنها ((...)!!
الهلاليون لم يكتفوا بسلبيات على نحو ما سلف، بل تهافت كثيرون على تجريح اللاعب ((ابن ناديهم))، وكالوا له التهم في تصريحات صحافية، وهذا ما لم نتعوده في الهلاليين الذين نتوخى فيهم دائما المثالية·
أدرك أن هول ((الصدمة))أخرج كثيرين عن طورهم، مما دعا شرفيين كثر للظهور في اليوم التالي داخل النادي، لكنهم كانوا سيكسبون أكثر لو تعاملوا بهدوء، وبرهنوا على مدى استيعابهم لنظام الاحتراف، ولا سيما أن غيره خرج وخسر حياته الرياضية، وآخرون فقدوا هويتهم الفنية، وقليلون نجحوا·
وفي هذا المقام أتذكر ما حدث لعبد الله سليمان العام الماضي عندما غادر الأهلي إلى الهلال، وواجه هجوما شنيعا من أهلاويين، أغلبهم صحافيون، في حين كان تعامل الأمير محمد العبد الله ـ أكثر من ضحى بماله ووقته وصحته للأهلي ـ مثاليا، و رائعا وهو يؤكد((حاولنا معه لكننا لبينا رغبته بالانتقال))، ولم يشكك في ولائه وتاريخه·وهنا أسأل هل خسر الأهلي مزيدا من البطولات؟ كلا، بل العكس حدث، والحال ينطبق على الهلال الذي خسر كثيرا من نجومه في بطولات صعبة ومباريات حساسة، وواصل توهجه·
في المقام ذاته، لا يختلف اللاعب عن الطبيب، الموظف، المهندس، المعلم، وحتى الصحافي، فالأول ـ الطبيب ـ عندما يكثر ((مرضاه))، يرفع تسعيرة الكشف، ويحظى بعروض من مستشفيات ومراكز، وفي هذا المقام نحمد الله أن من علينا بكثير من الأطباء السعوديين الأكفاء. والحال ينطبق على الآخرين، وهناك صحافيون تلقوا عروضا ((للتفرغ)) وآخرون غادروا إلى صحف منافسة، كما أن هناك من يرفض الانتقال لعوامل أخرى((غير مادية)).
أؤكد مجددا أن لاعبين يوقعون باتفاق على مقدم عقد دون الإعلان عنه، وكثيرون يسرون لزملائهم، وأصدقائهم، ويلتزمون بوعودهم لرئيس النادي بتكذيب ما يكتب في الصحافة، واللعب على موال((الولاء والكلام المعسول للجماهير))، ولكنهم ينالون أكثر من المتهمين بـ((المساومة))!!
محمد الخليوي لم يوقع للاتحاد إلا بمقدم عقد، إلى درجة أنه غاب عن التمارين لحين تلبية مطالبه أو الجزء الأكبر منها، وسار على الطريق ذاته: أحمد الدوخي (الهلال)، محمد الخوجلي (النصر)، والأخير أكد شقيقه عادل أن لديه ثلاثة عروض قبل أن يوافق على التجديد للنصر، وكانت الصفقة مكشوفة،وما زال إبراهيم ماطر يكرر الحديث عن معاناته ((لم يفاوضوني)).في المقابل، يتذمر الكثير من اللاعبين من التعاقد مع أجانب أقل مستوى ويلهفون ((مقدم عقد)) وراتبا ضخما·وضمن السلبيات الاحترافية، يردد هلاليون بامتعاض ((لدينا أكثر من 11 نجما، ولو منحنا كل لاعب مقدم عقد سندفع أكثر من 20 مليون ريال، بينما مداخيل النادي لا تكفي لاعبا واحدا))!!!
أؤكد هنا أنه وعلى الرغم من حماس وإخلاص وثقافة الأمير الشاب سعود بن تركي إلا أن ضعف الخبرة وتشدد آخرين من حوله في بعض القضايا، عوامل ((تهدم)) الكثير من الإيجابيات، وهناك خلل في العلاقة بين النادي وبعض لاعبيه، وجماهيره، وشرفييه
والإعلام·
===========
سلبيات أخرى
===========
* لا شك أن فيصل أبو اثنين اللاعب المثقف والواعي، عمّق هجومه على فهد المصيبيح مدير الكرة المخلص، لكن يفترض عقد اجتماع ((أسري)) يعتذر فيه المخطئ، وإعادة لاعب بحجم إخلاص وكفاءة أبو اثنين·
* ماجد المولد حضر من الوحدة قبل نحو ثلاثة أشهر، وما زال يتدرب دون قرار!!
* مشكلة الظهير الأيسر، مرّ عليها أكثر من ثلاث سنوات دون علاج·
* قضوا على أدميلسون ((نفسيا)) من خلال تهديده بمباراة النصر المقبلة، هل يعقل أن الفترة الماضية لم تكن كافية لاتخاذ قرار نهائي؟
* جعلوا من انتقال خميس العويران((قضية القضايا))، مما يعمق السلبيات، ونشوء قضايا مماثلة، في حين يفترض مواجهة السلبيات بصراحة والاعتراف بالأخطاء، وإلا ستتضاعف الأعباء النفسية، وتصير النتائج وخيمة.
** محمد نور الذي واجه هجوما واتهامات، رد في حوار له في جريدة ((عكاظ))، وقال ((لا توجد أي ترسبات في علاقات لاعبي المنتخب، والدوخي صديقي، كما أن سامي الجابر تحدث معي أخويا بعد مباراة إيران بلسان الكابتن الحقيقي، ولن أنسى وقفته، لكن وبعد كرة مشتركة حاول البعض الاصطياد في الماء العكر)).
وفي هذا المقام ، لم تختلف مباراة الاتحاد والهلال الأخيرة عن مباريات سابقة بين الفريقين على مدى السنوات الأربع الأخيرة، لحساسية ((التنافس البطولي))، لكن البعض حاول الاتجاه عكسيا دون أن يراعي خطورة (افتراضاته) وتأثيرها على الشارع الرياضي الذي يصدق (الشائعات) ولا سيما بين لاعبي المنتخب!!
وبالعودة إلى بعض لقاءات الفريقين، نجد أن هناك ما هو أسوأ وأشد خشونة من المباراة الأخيرة، وفي هذا المقام يجب أن يشكر محمد نورالذي كشف حقائق مهمة للجماهير التي تقع دائما ضحية شائعات وافتراضات صحافية!!
=====
توقيع:
أعتقد أن ضعف النقد الموجه لإدارة الهلال خلال الفترة الماضية، سبب رئيسي في بروز سلبيات عاصفة سريعا في الوقت الراهن، والأغرب من ذلك تمسك الإدارة بقناعاتها حتى وإن كانت خاطئة، ومنها ـ على سبيل المثال ـ استمرار المدرب سافيت العام الماضي بالرغم من تدهور الفريق تدريجيا، وعدم إذابة جليد المشكلة بين المصيبيح وأبو اثنين. وهنا لن نغفل عن بعض الإيجابيات مثل: صرف الرواتب، معالجة المصابين، والاهتمام ببعض الألعاب المختلفة.
===
وداعا:
يحسب للنجم خالد التمياوي الطريقة التي سلكها في توديع الملاعب، ومما يسعدنا مواكبة ذلك شرفيا بالدعم، وجماهيريا بالحضور. اللاعب ترك انطباعا حسنا بعلاقاته الجيدة مع الجميع، ومساهماته الذهبية في عدد كبير من الإنجازات على صعيدي الهلال والمنتخب. نودعه بالحب والأمنيات الصادقة بالتوفيق في مشواره الجديد.
====
ختاما:
نبتهل للموي العلي القدير أن يكتبنا وإياكم من المقبولين في شهر رمضان، شهر العبادة والرحمة والمففرة.
·خلف ملفي
[email protected]
رئيس القسم الرياضي في جريدة ((الاقتصادية))