للولايات المتحدة أسلوب للتأثير على الرأي العام في المجتمع الأمريكي بشكل خاص، والغربي بشكل عام، ودائماً ما يكون هذا الأسلوب من خلال وسائل الإعلام، وكثيراً ما تأخذ أفلام السينما نصيب الأسد في توجيه الرأي العام نحو قضية معينة.
فترة تصور هذه الأفلام أن الحكومة الأمريكية تسعى لنشر الحرية والديمقراطية، وأنها تبذل كل ما بوسعها ليعم الأمن والأمان في العالم، وتصور أن الجندي الأمريكي ترك أهله وبلده لتحقيق هذه الغاية.
وفي القديم قد حققت مثل هذه الأفلام تأثيراً كبيراً في المجتمعات سواء الغربية أو العربية، حتى أن البعض كان يتصور أن الجيش الأمريكي لا يهزم، بل أن الجندي الأمريكي لا يموت بسهولة في المعارك.
إلا أن الواقع بدأ يفتح كثير من العقول المعجبة بالقوة الأمريكية، وبدأت الأفلام لا تأثر بشكل كبير على العقلية المتفتحة المطلعة على واقع الأمور وحقيقتها.
ونتجية لذلك تغير أسلوب أفلام السينما من أسلوب إظهار العظمة والقوة إلى أسلوب تشويه صورة الطرف الأخر، فمثلاً هناك أفلام حاولت أن تصور العربي أو المسلم بأنه متخلف، ثم انتقلت إلى تصويره إلى أنه إرهابي ويكره الآخرين.
وبما أن المصالح الأمريكية بدأت تتضارب مع إيران، ورياح المعركة معها بدأت تهب، فإن أمريكا ستخوض مع إيران حرب (إعلامية - ثقافية - نفسية) قبل أن تخوض الحرب (السياسية - الاقتصادية).
ويعتبر فيلم 300 أحد وسائل الحرب الإعلامية، الذي تقع أحداثه في السنة 480 قبل الميلاد عندما قام ملك سبارتا الملك ليونيداس 300 لقتال الجيش الفارسي في معركة "ثيرموبايلي".
واتهم مسؤولون إيرانيون منتجي الفيلم بالتهجم على الثقافة الإيرانية والسعي لإقناع الناس بأن إيران كانت مصدراً للشر منذ القدم وأن "الإيرانيين المعاصرين هم هؤلاء القتلة القبيحون الأغبياء الذين نراهم في 300".
إن توقيت الفيلم في هذه المرحلة الحساسة لعب دوراً في شدة ردة الفعل الإيرانية و اتهامهم للمنتجين بتشويه الثقافة الإيرانية.