مصادر أفغانية تؤكد معظم المحاصرين في قندوز تمكنوا من الانحياز بعيدا عن التحالف ...
مع انقضاء أكثر من يومين على دخول التحالف الشمالي مدينة قندوز ، بدأت أبعاد ما حدث في تلك المدينة تتكشف ، لتؤكد أن التغطية الإعلامية للحرب الأميركية على أفغانستان باتت أحد الأركان الأساسية لتلك الحرب ، فالأنباء التي وردت من مصادر متعددة داخل البلاد و تسربت إلى بعض وسائل الإعلام تكشف أن الروايات الشمالية و الغربية للأحداث مجانبة للحقيقة إلى حد كبير ...
و آخر شواهد التعمية الإعلامية الغربية ما حدث في قندوز ، حيث شملت المغالطات كل المعلومات تقريبا ، من عدد المحاصرين إلى مصيرهم ، إلى خدعة الاستسلام ، إلى القضاء على المقاتلين الهاربين ...
و قد ذكرت مصادر متعددة من أفغانستان أن الانسحاب الفعلي من المدينة قد تم منذ حوالي سبعة أيام ، و لم يكن العدد بالصورة المبالغة التي صورها الإعلام الغربي ، و تم الانسحاب على مجموعتين ، الأولى تقوم برعاية الجرحى و المرضى و تشاغل العدو عن انسحاب المجموعة الثانية ، و يبلغ عدد الأولى نحو ستمائة مقاتل نصفهم من جنسيات غير أفغانية ، و قد قامت هذه المجموعة بمهمتها على أكمل وجه حتى نفاذ ذخيرتها ، حيث تفاوضوا مع الشماليين على الاستسلام مع التعاهد على تحين أي فرصة للقتال حتى الموت ، و هم الذين تم نقلهم إلى مزار الشريف في قلعة جانجي حيث تطورت الأحداث على النحو المعروف ...
ـأما الباقون و عددهم يقترب من الألفين نحو خمسهم من غير الأفغان ، فقد توجهوا إلى خارج الولاية عبر طرق و مسالك متوارية ،و قد نجحوا إلى حد بعيد في هذا الانسحاب حيث لم يقتل منهم سوى بضعة أشخاص ، و وصلوا إلى مكامن لهم حتى ينطلقوا للقتال من جديد ...
هذا و يؤكد مصادر من حركة طالبان أن المشاهد التي عُرضت لعدد من الرجال الذين يزعم أنهم من رجال الإمارة الذين استسلموا ، ما هم إلا رجال من قبائل خان آباد الذين خرجوا من مناطقهم خشية القصف الأمريكي ، أما الصور التي نشرت للأسرى فأغلبها ترجع إلى الباكستانيين وكان تصويرهم في خان آباد قبل نقلهم إلى مزار شريف و تعرضهم للمذبحة ...
و تقول نفس المصادر ردا على إدعاء الغرب أن المحاصرين في قندوز يبلغ عددهم 30 ألف و العرب 10 آلاف : سنصدقهم جدلاً في ذلك ، و حيث أنهم قالوا أن 800 مقاتل قد استسلموا وقتلوا في التمرد ، وقوات التحالف دخلت إلى قندوز من غير مقاومة تذكر ، فيبقى من المقاتلين 29 ألفاً 9 آلاف منهم تقريباً من العرب ، أين ذهب هذا العدد الضخم ؟ ، فإن كانوا يقولون بأنهم قتلوا فأين ذهبت جثثهم و هم لن يبخلوا علينا يإظهارها على شاشات التلفاز العالمية من باب النكاية ، و إن ادعوا أنهم وقعوا في الأسر ، فهم أيضا لن يترددوا في إظهار تلك الأعداد الضخمة من المستسلمين ، و لكنه الكذب و التضليل للخروج من المأزق ...
http://islammemo.com/news/asia/28_11_01/5.htm