تحية معطرة للجميع تحملها النسائم العليلة ....
ساعات ولحظات تفصلنا مساء كل يوم عن سماع احلى صوت قذيفي يترنم الى اسماعنا - الا وهو صوت مدفع إفطار رمضان ( لمن لا يزال يسمعه)
وهي نفس اللحظات التي تفصلنا ايضا عن سماع طعم ولون ورائحة ومذاق مختلف عن السابق لأذان المغرب الذي اعتدنا على سماعه كل يوم
لماذا ...
فصوت المدفع واذان المغرب اجمل صوت يسمعه الصائمون بعد يوم كامل عن الطعام والشراب ... فاذا حانت تلك اللحظات تبتل العروق ويذهب الضمأ ويثبت الأجر ان شاء الله ... ولكن
في نفس الأثناء واللحظات تلك ... في لحظات المواجهة واللقاء الحار مع أحلى وأغلى مائدة تقدم للإنسان ... عندما يواجه أطيب انواع المعجنات والمقليات والشوربات وباقي الأطعمة هناك اخوة لنا في العقيدة والاسلام ينتظرون مائدة إفطارهم بالدم والدموع والأشلاء والركام
نقابل مائدة أنهالت عليها قذائف من اشهى ألوان الأطعمة والأشربة التي لا عد لها ولا حصر ... وهم يقابلون الوانا وانواعا من اقسى انواع القذائف الغاية في التفنن الاجرامي الإرهابي واللانساني - سمبوسك انشطاري وشوربة كيماوية وحلويات جرثومية - تنزل على موائدهم ليفطروا عليها
نحتار في كيفية قضاء الوقت بعد الافطار وحتى يحين العشاء والتراويح وهم ربما يدخل عليهم المغرب ويمضي ويتبعه العشاء وهم لا يدرون هل لديهم قطرة ماء يسدوا بها ظمأهم او هل لديهم القدرة على الجلوس لتناول طعام افطارهم - هذا اذا كان عندهم طعام-
اما اولئك المساكين - الذين لم يكن جرمهم إلا انهم قالوا ربنا الله وآمنوا بالله العزيز الحميد -
وحيث أننا لن نستطيع وسط الظروف الراهنة أن نقدم لهم إلا الدعاء .. فليس هناك من فرصة عظيمة تستغل كما هي في شهر الخير والغفران والعطاء الوافر من رب الخلائق سبحانه وتعالى