ليست مهزلة أن .. تتعادل .. أو حتى تخسر !! فلم تلد الأندية في كل أصقاع العالم فريقا لايخسر !! لكن المهزلة التي تؤلم حقا .. أن يعجز لاعبون دوليون شارك معظمهم في ( كاس عالم ) عن تسليم الكرة بشكل سليم وكأن الكرة ( منسمة ) !! .. فشاهدنا كرات مقطوعة بالجملة كانت سببا رئيسيا في أمراض القلب والضغط والسكر والقولون .. التي هددت ستين ألف هلالي في الاستاد الدولي .. ومايقارب نصف الشعب السعودي الذين هم جملة الهلاليين السعوديين !!!

لأول مرة أشاهد الجمهور الهلالي وهو يختلف فيمن كان أكثر سوءا من اللاعبين ومن هو الأقل سوءا .... بعد أن كان في السابق يختلف فيمن كان الأكثر روعة ومن هو الأقل روعة !! حتى الدعيع بعد أن قدم طوال تسعين دقيقة فواصل من الإبداع والتعملق .. رفض في آخر دقيقة من الوقت بدل الضايع أن يختلف عن زملائه فساهم بخروجه الخاطئ جدا في هدف التعادل القاتل !!

ولأول مرة أشاهد مدربا يتفرج على فريقه حتى وصلت المباراة إلى وقتها الحرج .. كما فعل مدرب الهلال !!

ولأول مرة أشاهد جمهور الهلال على درة الملاعب وأمام فريق خليجي ( مع فائق الاحترام ) وفي أول مباراة من الدور الأول للبطولة يرفع راية الاستسلام ويمني النفس بصافرة النهاية لتنقذه من خصمه فيعلو صوت تصفيره قبل النهاية بأربع دقائق وكأنها مباراة نهائية على كأس آسيا وأمام شيميزو أو ناجويا!!!


ولأول مرة أشاهد رأس الهرم الهلالي .. يهاجم على الملأ وعلى الهواء مباشرة .. لاعبي فريقه !! وكأن الظروف التي يمر بها الفريق ينقصها خلق أزمة ثقة بين اللاعبين والإدارة .. وخلق فجوة نفسية بين الطرفين المتضرر الأول فيها هو .. الهلال الكيان !!

عجيب .. فكل الأطراف الهلالية اتفقت على أن تكون ليلة الأربعاء أشد ألما وحزنا .. مما كان يفترض أن تكون عليه !! على طريقة .. لم يكن بالإمكان ( أحزن ) مما كان !!

عموما .. المباراة انتهت .. وإذا كان الهلاليون يريدون أن يخرجوا من مباراة الأربعاء بأمور إيجابية .. فعليهم أن يتركوا البكاء على اللبن المسكوب .. وأن يؤمنوا إيمانا تاما بأن الفريق يملك كل مقومات النجاح وقادر على أن يحقق آمال جميع الهلاليين بالآسيوية التي طال انتظارها وأن يكسب جميع المباريات الثلاث المتبقية وأن يستغني عن كل الحسابات الأخرى ... بشرط .. المناقشة ( الهادئة ) لمهزلة الأربعاء في اجتماعات ( مغلقة ) لا تتعيش منها وسائل الإعلام !! وأن يتم التوصل عبر هذه الاجتماعات المغلقة إلى الداء وتلمس طريق الدواء والشفاء !!

لا أريد أن أسهب في الحديث عن تفاصيل المأساة التي حدثت يوم الأربعاء .. ولكن لابأس أن أحاول التحليل والتعليل وأن أقترح التعديل .. فالانحدار الواضح والمفاجئ في أداء جميع عناصر الفريق يجب أن يكون له سبب واضح .. ولو أن انحدار المستوى أتى من نجم أو نجمين لهان الأمر ولقلنا أنها فترة تمر على كل النجوم .. ولكن أن يأتي هبوط المستوى بهذا الشكل الجماعي .. فلا بد من وجود ( إن ) في الموضوع !! ولا بد من البحث عن هذه الـــ ( إن ) ومعالجتها بسرعة !!

هل لتغير ملعب التدريب والتنقل بين الملز ووادي لبن ... دور في ذلك ؟!!

أم أن المسألة ... لياقية بشكل بحت ؟!! أم أنه .. تشبع من بعض النجوم ؟!!

أم أنها حالة نفسية وإحباط كان نتيجة عكسية لدخول اللاعبين بثقة مفرصة فتعرضوا لصدمة عندما وجدوا أن فريق الكويت ليس لقمة ( سائغة ) ولم يأت لاستقبال كومة من الأهداف ويمشي ؟!!

أم إفلاس فني من المدرب وعجز عن خلق تكتيك جيد يتيح للاعبين الانتشار الجيد ( المفقود ) في الملعب مما يقلل من الكرات المقطوعة ؟!!

أم أنها الكرة الجديدة التي اعتمدها الاتحاد الآسيوي ولم يتدرب عليها اللاعبون سوى تدريبا واحدا ؟!! ولهذه النقطة وقفة في الأسطر القريبة !!

وكم من ( أم ) و ( أم ) يمكن لنا أن نطرحها وأن نحاول من خلالها التوصل إلى الداء .. فالدواء !!



@@ بـــــــقــــــــــايــــــــا @@


** الفريق يعاني من ضعف لياقي واضح .. قالها سيريزو في مؤتمر ما بعد المباراة .. أما أنا فقلتها في مقالي بعد رباعية الشباب في الدور الأول و لكنها ملاحظة ضاعت في زحمة الاحتفالات حينها !!!!! وليتني لم أكن على حق !!!

** قرار التعاقد مع مدرب اللياقة لويس كارلوس ... قلبته يمنة ويسرة فلم أجده إلا غريبا غامضا !!! لا أدري بصراحة على أي أساس تم اختيار لويس .. خاصة أن تاريخه لا يحمل أي نجاح .. بل واجهته الكبرى ... ثمانية ألمانيا !!!!

** سيريزو يقول في مؤتمر ما بعد المباراة عن بدر الدوسري : لا أعرفه .. ولم أجتمع به سوى مرة واحدة !!
إذا كيف تم اختياره للقائمة ؟!! وكيف تم إقحامه في مباراة هامة كمباراة الكويت ؟!!

** بينما توقع الجميع أن يزج سيريزو بالجابر سامي في منتصف الشوط الثاني ليستفيد من قيادية سامي وخبرته وروحه المعنوية المرتفعة بعد تألقه الأخير و وقدرته على تحريك الجمهور المحبط بفعل الأداء الباهت للفريق بالإضافة إلى الوقع السلبي لدخول سامي على الخصم ... تفاجأ الجميع بإشراك المدرب للصويلح !!

** رئيس الهلال ينبغي أن يعي أن الإعلام ليس المكان المناسب لمزاولة مهامه الإدارية وتوجيه موظفيه !!! ومن وجهة نظري أن تصريحه الأخير كان سقطة .. وعليه أن يتحلى بالشجاعة وأن يتراجع عنها حتى لا تنقطع الصلة الروحية بينه وبين لاعبيه .. والتراجع عن الخطأ والاعتذار عنه .. من شيم الكرام .. وأنت كريم ولد كرام يا أبا سلطان !!

** إذا ماصح الحديث عن تعديل مواعيد دور الأربعة في كأس ولي العهد .. فعلى اللجنة الفنية أن تنشر ما يثبت للجمهور ..
أنها لا تستخدم في برمجتها للمسابقات على كمبيوتر العالمية ... صخر !!!!

** ماتردد عن لاعبي الهلال والحديث عن عدم تدربهم على الكرة الجديدة التي اعتمدها الاتحاد الآسيوي سوى تدريب واحد فقط وجعلهم ذلك مبررا لكثرة الكرات المقطوعة في مباراة الكويت.. يثير الكثير من التساؤلات حول المتسبب :

هل كان هناك تأخير من الاتحاد الآسيوي في إبلاغ الأندية باعتماد الكرة الجديدة .. وهل كان التأخير بالإبلاغ خاصا بالهلال .. أم بالجميع ؟!!

أم أن التقصير .. كان إداريا من جانب الهلال ؟!!

وإذا كان التأخير في الإبلاغ شاملا للجميع .. فكيف تأقلم لاعبو الكويت .. ولم يتأقلم لاعبو الهلال ؟!!

باختصار .. من المذنب .. الاتحاد الآسيوي ؟ أم إدارة الهلال ؟ أم أن المسألة خلق مبررات من قبل اللاعبين ؟!!

من جهتي أنا فأتمنى حقا أن تكون الكرة الجديدة هي السبب ... فذلك سيختصر الكثير من الإجابات والبحث !!

** قبل أن أختم .. أكرر .. على الهلاليين ألا يزيدوا الطين بلة وألا يبالغوا في ردة الفعل .. وأن يرمموا صفوفهم ويكثفوا اجتماعاتهم الودية لبحث المسببات .. والعمل على إخراج الفريق من هذه الحالة النفسية السيئة ... فالأمل موجود والتأهل لازال بأيدينا .. لا بأيدي البختاكوريين ولا الكويتيين .. !! وبالتوفيق للزعيم .. ولعلها كبوة الجواد الأخيرة في هذا الموسم ..