لست بصدد شرح مفهوم الجهاد الاسلامي واحكامه , فهذا دور العلماء الأفاضل , ولا أتدخل في شأن هو لهم فأكون متعالما ممقوتا أو فضوليا دخيلا على غير تخصصه !

أنا بصدد الحديث عن من يمزق هذا المفهوم الجميل بجاهد يدعيه في بلاد المسلمين وجهل يستعلي به على علماء المسلمين , سوف يكون محور الحديث ذلك الفكر الضال الذي عُلم خطره لكن شبحه يطل من الأفق .

هذه الموضوع أشبه بالطاقة التعريفية التي تتضمن أبرز ملامح الفئة الضالة , لكنه طبعا لن يجمع كل ما يتعلق بهم وبفكرهم .

يستهين التنظيم الضال بثلاثة أمور أساسية :

1. التكفير - والاستهانة بالدماء , انظر على سبيل المثال قول " العوشن " وهو يزعم أن الردة تجتاح جزيرة العرب :

إقتباس " لما سمعت نبأ مقتل أخي الشيخ المجاهد يوسف بن صالح بن فهد العييري في يوم السبت ليلة الأحد 30/3/1424هـ لم أتمالك نفسي أن جهشت بالبكاء حزناً على فراقه في هذه الأيام العصيبة التي تعصف بها موجة الردة العنيفة التي تجتاح جزيرة العرب "

2. العلم - العلماء , ويتضمن ذلك جانبين :

أ- الاستهانة بالعلم كعلم : التصدى للعلم بغير علم حتى أن أحد أكبر مشائخهم لم يكمل الثانوية !
يقول أحدهم " العوشن " حزنا على العييري وتذكيرا بمناقبه ! :

إقتباس " درس الشيخ يوسف العييري الابتدائية والمتوسطة ولا أدري أأكمل الثانوية أم لا ؟ "

ب- الاستهانة بالعلماء : وهذا مما هو معلوم بالضرورة , وجدير بالذكر أن قادتهم يجذبون الشباب الى التنظيم الضال عبر بوابة رئيسية هي بوابة التشكيك في العلماء , ولم يسلم منهم لا الشيخ ابن باز ولا العثيمين ولا علماء الوقت الحاضر , وحتى الحوالي والعودة أصبحوا من علماء السلاطين عندهم ولا حول ولا قوةالا بالله .

3. الأمن - الوطن : لقد جعل التنظيم الضال هذه الدولة موضع الجهاد الأساسي وساحة الحرب الرئيسية , جاء في مجلاتهم :

إقتباس " ومن أعظم الأماكن الَّتي تعيَّن فيها الجهاد ووجب : بلاد الحرمين "

إقتباس " ومن العجيب أن كثيرًا من شباب الجهاد يتوجّهون إلى ميادين أُخرى ويتركون هذا الميدان العظيم ، وتحرير الأرض الطاهرة من دنس الصليبيين وأذنابهم ، مع أن هذه الأرض أولى البلاد بالجهاد وأحوجها إلى التطهير والتحرير. "

لايريدون للشباب أن يذهب الى العراق ولا أفغانستان ولا الشيشان ولا الى فلسطين ! بل يبقى في السعودية ليس كمواطن صالح مصلح ! بل ليقاتل ويحارب الى جوارهم فينال اثم اصابة دماء المؤمنين !
فانظروا الى الضلال المبين .

ومن أبرز الخصائص النفسية والاجتماعية لعناصر الفئة الضالة :

1.الثقة المطلقة بالنفس " غرور " وبالفكر الذي اعتنقوه , وكما ورد في احدى مجلاتهم على الانترنت تحرضا قاسيا للشباب على الانتماء اليهم , ومما يقولون :

إقتباس " الله أكبر ....الله أكبر ....الله أكبر .... أي شجاعة وأي تضحية وأي بطولة ... فأقدموا قد قامت السوق ...وارتفعت سجلات الأجور ...والملائكة تسجل العظيمات ....وكل ذلك في كتاب مبين .... فأقدم أيها الأخ الحبيب ....أقدم فقد طاب الموت ... "

!

فالموت أصبح عندهم طيب حلو المذاق ! لأنه الخطوة الأسهل نحو الجنة !
وسوف يموت أحدهم عن طريق تفجير سيارة مفخخة أو حزام ناسف الخ - طبعا .

2.بذاءة اللسان وسوء الخلق : من يتابع هؤلاء في منتدياتهم يعلم يقينا هذا الشئ وينفر منهم ومن منتدياتهم : ورد في احدى مجلاتهم :

إقتباس " ابتلاني بـ "بوش بن بوش" .. كلب ابن كلب .. دمه دم كلبٍ .. ونُباحه نُباح كلب .. وفيه كلُّ أوصاف الكلب .. ما عدا الوفاء .. فهو حينئذٍ ضبع .. وابتلاني .. بنايفِ بن عبد العزيزِ .. قاتله الله .. لا عقل .. ولا عرض .. ولا حياء .. ولا دين .. ولا مروءة .. ولا خُلُق .. ولا صدق .. "

فهل هذه اخلاق مسلم ؟
وهل كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كذلك ؟
أليس خيرا لهؤلاء أن يجاهدوا أنفسهم أولا ويتدربوا على التمسك بالأخلاق الحميدة ؟

3.الكذب المحشو بالتهييج العاطفي لخداع الدهماء , ومن ذلك قولهم في احدى مجلاتهم :

إقتباس " ألم ترَ هذا .. الَّذي دمُه دمُ كلبٍ .. يسبُّ دينَك ، ويسبي أُختَك؟ هذا الَّذي دمُه دم كلبٍ .. يحتلُّ أرض المسلمين .. ويتحكَّم في بلاد الحرمين .. ويستعمر مكَّة والمدينة .. "

فهل استعمرت مكة والمدينة يوما ؟ أم هي محفوظة بحفظ الله ؟
انهم بمثل هذه العبارات المتحاملة المنغمسة في سياق عاطفي تحريضي يخدعون الشباب ويوقعونهم في حبائلهم .

4.الغدر : كما في حادثة الوشم .وغيرها

5.الجهل : فالعالم فيهم وطالب العلم والكبير والصغير سواء تقريبا !

6.الانعزال عن المجتمع : ربما هم يأخذون بأفكار سيد قطب حول العزلة الشعورية .

7.عقوق الوالدين : كم سمعنا من مناشدات حارة ودموع ساخنة لآباء ظهرت اسماء ابنائهم ضمن قوائم المطلوبين , فهل رحم هؤلاء والديهم ؟
اليس الغياب عنهم من غير اذنهم عقوقا لهم ؟
اليس جعلهم يعانون نفسيا عقوقا لهم ؟

8.الحماسة للدين على جهل .