|
شـــــــــاعــــــر المـــلــــيـــــون ,,,,,,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم أحبتي وتحياتي لكم جميعا ,,
هذه دردشة بسيطة عن برنامج ربما تابعه بعضكم وربما يقاس مايحدث فيه على كثير
من جوانب حياتناالتي أصبحت تهتم بالقشور وتترك اللب ونهتم بالمظاهر
أكثر من الجواهر ,, وكأننا نعيش في ظاهرنا بشكل يختلف عن ما نعيشه فعلا ,,
فنحن نضحك في وقت من المفترض فيهأن نبكي على حالنا وحال أمتنا ونلهو
في وقت يفترض فيه أن نجد ونلعب في وقت يفترض فيه أن
ننعب ونلهو في وقت يجب علينا فيه أن نتأهب ,,
سنحت لي الفرصة لحضور البرنامج الذي اكتسب شهرة مؤخرا وهو برنامج
شاعر المليون وحقيقة فقد كان الحضور في المسرح يختلف عن المشاهدة التي
يغلب عليها البهرجةوالتلاعب بالإضاءة وربما (بالأصوات ) .
كان الحضور محدودا وبأعداد قليلة والأماكن الشاغرة كثيرة(ربما للشعار المتواجدين
في تلك الحلقة دور في ذلك ) ماعدا الصفوف الأمامية فهي ممتلئة لزوم الإخراج ,,
والتصويت الصوري الذي يعطي انطباع عن الشاعر لدى جمهور الراحة محصور في الثلاثة
أو الأربعة صفوف الأمامية ,,
أما البقية فليس لهم حق التصويت لعدم وجود أجهزة التصويت .
عموما البرنامج له حسنات وسيئات ,, أعتقد أن من أكبر سيئاته هو التفكير في
المردود المادي قبل الأدبي ,,والدليل على ذلك عدم وجود سياسة أو هدف معين
أو مستوى شعري محدد فوجدنا شعراء مشهورين ومبتدئين ومتشاعرين !!
فالبرنامج لم يبرز شعراء ومواهب جديدة
فالشعراء الذين اشتركوا كانوا معروفين من ذي قبل ومن لم يكن مشهورا لم يكتسب شهرة جديدة ,,
فكرة البرنامج كانت ممتازة لو أبتعدت عن شئيين مسيئين جدا للشعر والأدب عموما وهما :
1ـ المدح المبالغ فيه بشكل فج ,, وبالذات لسمو الأمير محمد بن زايد وهو يستحق الثناء
ولكن ليس مدحا في وجهه يصل لدرجة الغلو !!
2ـ التعصب القبلي المقيت : والإستجداء بالقبيلة للمشاركة في التصويت ,,
وبالتأكيد فالشاعر الحقيقي سيفرض نفسه ولايستجدي قبيلته وعشيرته ,,
والملاحظ أن غالبية الشعراء حولوها لعنصرية مقيته ,, فالمتذوق للشعر لايهمه من يكون
الشاعر بقدر مايهمه كيف يكون الشعر ؟ .وسيتذوق الشعر مهما كان مصدره ,,
وليس حصرا على قريبي وابن قبيلتي ,,
ويقول أحد الشباب الأماراتيين الذين قابلتهم في المسرح
وهو من قبيلة أحد الشعراء الذين خسروا أنه وجماعته جمعوا مبلغ ثلاثمائة وخمسون ألف درهم
للتصويت لقريبهم ولكنه فشل !!فكم دفع لغيره ؟
كذلك لم يحسن القائمين على البرنامج إختيار الضيوف وكذلك فضيفهم لايعطى
فرصة كافية لتقديم مالديه ,,
والسيئة الأخرى عندما يفتتح البرنامج بأغنية ويختتم بأخرى ,,
كنت أتمنى من القائمين على البرنامج أو اللجنة أن تضع ضوابط للمتقدمين
من الشعراء تحدد فيه معايير واضحة ومحددة وأغراض معروفة ليس بينها
مايثير النعرات والتحزبات ,,وكذلك أن تكون القصيدة معدة لغرض المشاركة
وليس قصيدة ألقيت في كل محفل وعرضت في الصحف والمجلات ,,
فأحد الشعراء سمعت قصيدته قبل خمس سنوات تقريبا في لقاء إذاعي ,,
وعلي طاري اللجنة كان من المستحسن أن لايعلق على كل قصيدة إلا إثنين منهم لأن غالبية الكلام
يكون تقليد لبعضهم أو إنتقائية في الأبيات وإن كانت المجاملة ظاهرة بشكل واضح كما قال
أحد أعضاء اللجنة لمتسابق من الإمارات ( أنت قابلك الله وقابل شعرك ) وهو لم يكن كذلك لاشعرا ولا ...... !!
وأعضاء اللجنة في مستوى يؤهلهم وكنت من المتابعين لهم وبالذات حمد السعيد وعلى المسعودي
اللذين يمتلكان ثقافة واسعة ,, وكان أسوأ أعضاء اللجنة تركي المريخي الذي يحاول أن
يكون جادا ولكنه تميز بأسلوب نشاز واستفزازي مثل ماقال للشاعر العماني ( أنت جلف !!)
وسقط سقطة كبيرة في حركته مع ياسر التويجري والتي حاول أن يسحب بها بعض الضوء
الذي ذهب لياسر الذي عرف كيف يهرب من المسابقة بأسلوب مهايطي مميز !!
من أكبر الحسنات لهذا البرنامج هو أنه شغل الكثير من الشباب
عن متابعة برنامج السخف ( ستار أكاديمي )
نعود للشعراء ,,
كان هناك بعض الشعراء مميزين ومنهم من ظلمه أسلوب التصويت
ولكن ممن أرى أنه تميز كثيرا :
1ـ محمد مريبد العازمي 2ـ محمد سرور المطيري 3ـ محمد فطيس المري
أما تركي الميزاني فهو بلاشك من المتميزين ولكنه أظن أنه من المفروض لمثله أن
لا يدخل نفسه في مسابقة من هذا النوع فالشاعر الكبير لايحتاج لمثل هذه البرامج لتقييمه
لأن معروف وله جمهوره ومتابعيه ,,وأعتقد أنه أقربهم للفوز بحكم شاعريته وجماهيريته ,,
وأعود لمسألة تحيرني كثيرا وتستفزني كثيرا وهي التعصب القبلي ولدي تساؤل :
من يمجد ويمدح في قبيلته بشكل مبالغ فيه وكأنهم أسياد الله في أرضه ,
هل يتوقع بهذه الطريقة أن الكل سيسلم له ويقول صحيح ,,
ما أجزم به أن كل قبيلة فيها الطيب والردي وفيها الحسن والقبح ,,
وكل شخص مسئول عن نفسه فطيب القبيلة لن يجعل منك شخصا فوق
الجميع بل كل واحد وماقدم ,,
كان الشعراء سابقا يتفاخرون بأمجاد قبائلهم ويمدحون لأنها تعتبر جزءا من
الحرب الإعلامية للقبيلة لإظهار قوتها أمام خصومها مع العلم أنه كان لايشتهر
في القبيلة إلا عدد محدود من الشعراء ,,
أما الآن فالكل شعراء وكل يغني على ليلاه ,,
مايجب أن نعلمه ونعمل به الآن هو أن الكل أخوة في الدين وأفضلنا هو أتقانا لله
كما قال ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم ( لافضل لعربي على أعجمي ولا لأسود
على أبيض إلا بالتقوى )
أتمنى أن يزول هذا التفاخر والتعالي الذي هو من فعل الجاهلية ويبقى فخرنا ومصدر عزتنا
هو أننا ندين بدين الإسلام ثم فخرنا بعد ذلك هو أننا من دولة بها
الحرمين الشريفين وتتشرف يخدمتها ورعايتها ,,
وقبل الختام أحب أن أذكر موقفين حصلا لي :
الموقف الأول : كنت أسير في في مكان عام ومر بقربي رجل وإذا بزميلي يشير
إليه ويقول
هل عرفته فقلت لا ,, فقال هذا الشيخ محمد بن زايد ,,
لم يكن معه إلا ثلاثة رجال وبعيدين عنه ,,
فقلت دعني أقترب منه لأتأكد فلحقت به ونظرت إليه فإذا هو بالفعل ولم يكن يفصلني
عنه إلا مسافة قريبة ,,
كم هو متواضع وحبيب وهادئ ,, ولا أستغرب حب شعبه له ,
الموقف الثاني : خرجت من مسرح شاطئ الراحة أنا وإثنان من زملائي
وكان لايوجد حولنا سياراتأجرة فقلنا لشاب إماراتي يسير بجانبنا ,,
يا أخي نريد أن تصف لنا مكان سيارات الأجرة فقال
لنا سأوصلكم لها ,, فأركبنا في سيارته ثم انطلق بنا فقال يا اخوان لم يعد في الأمر
سيارات أجرة فأنتم ضيوفي وأنا من العين وأريدكم أن تذهبوا معي لإكرامكم فشكرناه
على قوله وقلنا جزاك الله خيرا نريد أن توصلنا لأقرب أجرة للذهاب إلى مقر سكننا فرفض
وقال إذا أوصلكم بنفسي وسار بنا تقريبا 40 كم بعد أن مر بنا على محل قهوة وبعد أن أعتذر
لعدم وجود أحد معارفه في أبو ظبي ,, كم كانت أخلاقه رائعة ونموذج للشاب العربي المضياف ,,
واسمه عبدالله المنصوري فله تحياتي وشكري أينما كان ,,
وفي الختام أترككم مع نموذج جميل للشعر الشعبي ,, قصيدة رائعة للشاعر عبدالله بن عون
وتقبلوا تحياتي ,,
يا طير عقبي كن خاطرك شاين
خاطرك شين وغيبتي عنك يومين
النقص فيك مبين له بواين
في لمعة الريشة وفي ناظر العين
يا طير أنا وياك كنا خداين
وبيني وبينك ولف ومعامل زين
يوم نتخاوى مع وجيه الضعاين
ونهمل سبقوك في مناكب خسيرين
ولا شمال الهضبتين القراين
شرقي طلال ومن سواحيق ويمين
والا عطينا سكة التابلاين
ولا قد عطيناها عليهن حراذين
نصبح على طارات شهب المكاين
بين العراقيين والأردنيين
في خايع به كن عيني تعاين
ربد الحباري به على أربع وثنتين
وناخذ لنا أيام بذيك الدفاين
ما بين برقع والغدف والبسيتين
ونكسر على ما ينحدر من ضواين
وناخذ هناك اسبوع ولا اسبوعين
وننكف نشاط وسالمين الصخاين
ولو كان نتعب عدنا مستريحين
قدام يطلع للصقارة زباين
ناس تحوش القوبعة بأم روحين
ليا روحوا بمشحنات الخزاين
ما في نحاهم ذوقوه الأمرين
واليوم ما بيني وبينك مداين
أنا سعودي وانت جاي من الصين
وأما لقينا للحباري عواين
والا توادعنا وداع المحبين
الوقت ما تاليه معنا بزاين
والبر في حادور من حين لاحين
أدناه مليان كراتين فاين
واقصاه ضاق وضيقوا به هل الضين
وضاقت مناهج طيبين الضغاين
اللي على المقناص بالطير ضارين
واليوم كان اللي يحاكيك ماين
هذي سبوقك وانتهض بالجناحين
وهاجر مهاجر مبحرات السفاين
للصين والا اهبط على ضلع قزوين
لو كان عندي ما فراقك بهاين
حنا عزاز ولا نهين العزيزين
خلك تروح ولا تشوف الغباين
شاملك عفوٍ مثل عفو المساجين |
الوضع الشجري
