01/03/2007, 08:22 PM
|
| كاتب مفكر بالمجلس العام | | تاريخ التسجيل: 22/11/2005 المكان: في زمنٍ حياديّ
مشاركات: 1,847
| |
|
وذبلت الياسمين ...
السلام عليكم ...
تحية للجميع ...
هذه القصة التي سأكتبها لكم ... قصة حقيقية ... سمعتها أمس من أحد من يعرفون بطلة الرواية ...
القصة فيها الكثير من العبر ... ربما أهمها في نظري: عدم الحكم على الناس لأفعالهم ... فأنت لا تعرف المبرر ...
القصة جرت أحداثها في إحدى الدول العربية ...
كانت هناك فتاة اسمها "ياسمين"...
كانت في الرابعة عشر من عمرها ...
أعطاها الله من الجمال مالم يعطه لكثير من بنات هذا الزمان ...
ولكنه لم يعطها المال الكثير ... فكانت من عائلة فقيرة نوعا ما ...
ياسمين الطفلة ... كانت محبوبة من الكل ... لبراءتها وحسن أخلاقها ...
كانت سعيدة ... لما أعطاها الله من حب الناس لها ...
حتى جاء ذلك اليوم ...
جاء أهل ياسمين رجل يسمى "ناصر" ... في الرابعة والثلاثين من عمره ...
جاءهم يطلب يدها ... وهي مازالت طفلة في الـ 14 !!
جاءهم يطلب يدها ... وهو أكبر منها بـ 20 عاما !!
وقد كان ذا مال كثير ...
فهنا أغرت الدنيا ياسمين وأهلها ...
ورأوا الخلاص من هموم الفقر وتعبه ... ولم يعلموا أنها بداية حقبة من العذاب والابتلاء ...
***********
بعدت أن خُطبت ياسمين ... بدأت حياتها بالتغير ...
كان ذلك أولا بأن قلت طلعاتها مع من هم في سنها ... وهذا طبيعي لكل مخطوبة ...
ولكن لم تكن هناك المشكلة ...
بل كانت عندما بدأ ناصر يعامل ياسمين بشدة ...
لم يكتب الكتاب بعد ولكن ... بدأ معاملته (الفوقية) القاسية ...
"لا تذهبي ... لا تفعلي ... اجلسي ... ممنوعة من ..."
حتى أنه منعها من الذهاب للمدرسة ... وجعلها تكمل دراستها في بيتها ...
***********
كعادة المساكين ... كانت ياسمين كأي بنت في سنها ... من السهل الضحك عليها ...
وذلك عندما جاءها ناصر في اليوم العصيب ...
الذي غير مجرى حياتها نهائيا ...
عندما استطاع أن يقنع تلك الطفلة التي أصبحت وقتها في الخامسة عشر من عمرها أن تعطيه نفسها ...
أن تدعه يعمل بها عمل الأزواج ...
فوافقت ... المسكينة
لأنها تعرف أن ناصر خطيبها ... وسيتزوجها عما قريب ...
وفقدت المسكينة عذريتها في ذلك السن المبكر ...
فاعتراها الخوف ... من مصيرها ...
وأصبحت تلح على ناصر أن يتزوجها عاجلا غير آجل ...
الرجل يعشمها بالانتظار ...
وفجأة سافر ناصر للخارج ... وقد وعدها بالعودة ليتزوجها ...
سنتين والرجل لم يعود ...
***********
وبينما كان الرجل في الخارج ... اتصل بأهل ياسمين ...
أخبرهم بعدم عذريتها ... واضعا تهمة الهتك في عنق غيره ...
اتهمها بالزنا مع غيره ... اتهمها بالفجور وعمل المحرمات ...
ادعى بأنها من بنات الشوارع اللواتي يعملن كل شيء مع أي شخص ...
فما كان من أهلها إلا البكاء ... على ما آلت إليه حالهم ...
وما كان من ياسمين إلا البكاء ... لأن لا أحد من أهلها يصدق روايتها ...
ومرت الأيام ... وقد انقطعت ياسمين عن صديقاتها وعن الناس ...
وتحولت لتلك البنت الانطوائية ...
التي تتجنب أعين الناس ... خوفا من انتشار الخبر ... خوفا من لمز الناس ... وخوفا من الفضيحة ...
وفضيحة كهذه ماذا يسترها ؟
***********
عندما صارت ياسمين في السابعة عشر من عمرها ... تعرفت على شاب اسمه أحمد ...
أظهر لها الحب ... فأحبته ...
أول شخص يحبها منذ زمن ... أول من يحتضنها ... لأن الجميع نبذوها ...
من الطبيعي أن تحبه ...
علم بقصتها فوعدها بالستر ...
وعدها أحمد بأن يتزوجها ...
فأحبته أكثر وأكثر ...
وطلب من ياسمين أن تعطيه ما قد أعطت ناصر من قبله ...
والمسكينة وافقت ... تخاف من أن ترفض فيفضحها وتأمل في أن إذا وافقت أن يسترها ...
فلما أخذ أحمد من ياسمين ما أراد ...
رماها رمية الكلاب ...
شتمها وفضحها ...
"أنا أريد فتاة عفيفة ... لا فتاة مثلك يا ..."
فكانت بداية المأساة الحقيقية ...
***********
بعد سنة من ذلك اليوم ...
شوهدت ياسمين مع بعض صديقاتها القدامى ...
وذلك بعد اختفائها من بيت أهلها تماما ...
"انتهت حياتي يا بنات ...
ولدغت من جحر مرتين ...
من سيسترني؟! من سيقبلني؟!
ليس لي إلا الشوارع ...
ليس لي إلا الكباريهات ...
ليس لي إلا السياح الخليجيين ...
ليس لي إلا حياة البؤس والشقاء ...
سامح الله الحياة ...
وحسبي الله على من ظلمني ...
وغفر لي ربي ..."
لا حول ولا قوة إلا بالله
***********
تبلغ ياسمين من العمر الآن 22 سنة ...
ولا أحد يعرف مكانها ...
يا بنات ... إحذروا من الذئاب الـ(ـذكورية)
والسلام
أبو صقر |
الوضع الشجري
