24/11/2001, 01:12 PM
|
النائب السابق لرئيس رابطة الجمهور الهلالي في الشرقية | | تاريخ التسجيل: 17/12/2000 المكان: Dhahran
مشاركات: 2,285
| |
من اجمل ما قرأت في التيماوي كتب عبدالعزيز شرقي في جريدة الرياض،
لم يكن النجم الكبير بمستواه وأخلاقه خالد التيماوي في يوم ما سطراً هامشياً في تركيبة الفريق الهلالي، فقد كان مطلب كل المدربين نظرا لتميزه بلياقة عالية لا يجاريه فيها لاعب آخر، وفكر كروي يجيد قراءة تحركات زملائه وتحركات لاعبي الفريق المنافس، كان يعرف جيدا متى يجب أن يمرر ومتى عليه أن يهدف، وكان صاحب غيرة على الشعار الذي يرتديه سواء مع المنتخب الوطني أو فريق الهلال.
** ومع ذلك لم نسمع أو نقرأ في يوم ما ان التيماوي حاول استغلال نجوميته وأهميته في الفريق ليحصل على امتيازات خاصة، ولم نقرأ عنه انه تغيب عن الفريق لظرف ما فقد كان حريصا ان يكيف ظروفه لمصلحة فريقه الهلال، وعندما تعرض للاصابة قبل سنوات كان يقضي فترة المعالجة في معاناة مؤرقة منبتها حبه للهلال وحرصه على خدمة النادي صاحب الفضل في بروزه ووصوله للمنتخب السعودي الأول.
** غير التيماوي كان لاعبون أقل منه مستوى وحماسا لا يترددون في استغلال أي فرصة تلوح لهم للضغط على الإدارة الهلالية لكسب مزيد من الامتيازات المالية وغيرها، وكان التيماوي يعرف هذا، وكان بإمكانه أن يسير على نهج أولئك اللاعبين لولا كرامته التي يحرص على ان تكون موضع تقدير الجميع وحبه اللامحدود لناديه والذي جعله يوقع تجديد عقده دون أن يطرح أي شرط ،بل ترك كل التفاصيل لإدارة النادي، هل يوجد الآن هذا النموذج من اللاعبين.
** لم يكن خالد التيماوي ذلك اللاعب الذي يتمسك باللعب في الجهة اليمنى من الملعب رغم انها المنطقة التي برز فيها وامتلك مفاتيح أسرارها فقد صنع لزملائه من هذه المنطقة كثيرا من فرص التسجيل وسجل بقدمه الذهبية عددا من الأهداف عن طريق التصويبات القوية والذكية التي يتميز بها.
** أذكر جيدا في كأس أمم آسيا التي كسبها المنتخب السعودي في الامارات، ان التيماوي تعرض لاصابة "شد في عضلة الفخذ الخلفية" .وقد سببت تلك الاصابة لمدرب الفريق في ذلك الوقت كثيرا من القلق وكان واضحا على ملامحه وعلى متابعته مع طبيب المنتخب لمعالجة الاصابة.
** وكانت فرصة وجدتها وأنا أمام فينغادا في بهو الفندق الذي كان يقيم فيه اللاعبون فسألته لماذا أنت مرتبك وقلق؟! رد عليّ عبر المترجم ألا تعتقد ان اصابة لاعب مثل التيماوي يمكن أن تعكر صفو أي مدرب، قلت له :لماذا والبديل له موجود، قال نعم لديّ البديل ولكن التيماوي نوع خاص من اللاعبين يجعلني في كل مباراة أضعه "رقم واحد" في التشكيلة، ولماذا، قال فينغادا لأنه لاعب واع ويملك عقلية كروية ناضجة تؤهله لاستيعاب المطلوب منه في الملعب بسهولة، كما انه لاعب يمكن ان تعتمد ليلعب في أي مركز في الملعب.
** فجأة ظهر التيماوي في بهو الفندق ليبادره فينغادا بالسؤال عن حالته، وكان رده سأكون تحت تصرفك، عاد فينغادا يسأله عن الاصابة فرد عليه التيماوي لا تشيل همها يا كابتن، فالدفاع عن شعار الوطن أغلى أمنية يسعى إليها أي لاعب ولو كنت أسير على عكازين وطلبت مني اللعب فلن أتردد ولن تشعر بأنني مصاب، فأنا من النوع الذي ينسى إصابته عندما يدخل المستطيل الأخضر.
** في إعجاب مقرون بالتقدير طلب منه فينغادا أن يذهب لغرفته ليرتاح مؤكدا له بأنه من الصعب الاستغناء عنه ،إلا إذا حكمت الظروف وطلب منه الراحة حتى وقت المباراة.
** وفي الملعب كان التيماوي أنشط نجوم المنتخب وأكثرهم حركة وحماساً حتى ان فينغادا من فرط ثقته فيه اعتمد عليه لتغطية مركزين في وقت واحد، كان يتحول إلى ظهير أيمن في حالة الهجوم على المنتخب السعودي وإلى لاعب وسط عندما تكون الهجمة للمنتخب السعودي، ويومها لعب التيماوي أجمل وأغلى مبارياته وكانت أمام منتخب الامارات الشقيق.
** نسي التيماوي إصابته وغرق في شلالات الفرح مع زملائه وجماهيرهم، لكنه لم يكد يصل لغرفة اللاعبين حتى أخذ مكانه على طاولة العلاج وهو يصرخ من شدة الألم ـ حتى إن الطبيب استغرب منه مقاومة الألم وهو في الملعب يحرث الملعب دفاعا وهجوما لأكثر من ساعتين حتى انتهت تلك المباراة بضربات الترجيح للمنتخب السعودي.
** كنت وقتها داخل غرفة اللاعبين الذي دخلها قبل الجميع الأمير سلطان بن فهد لتهنئة اللاعبين بالفوز الكبير والإشادة بمستواهم ـ ولأنه لم يلحظ وجود التيماوي بين زملائه سأل عنه وعندما علم بأنه على طاولة العلاج تقدم إليه وشكره على مجهوده وتضحيته باللعب مصابا ووعده بالمعالجة في أي مكان في العالم.
** تلك بعض المواقف التي عشتها عن قرب مع اللاعب النموذج خالد التيماوي والذي جسد مثاليته التي عرف بها، والتي يواصل تأكيده باحترام ناديه وجماهيره وعدم استغلال اعتزاله في اشتراط حفل خاص يجمع خلالها هبات التكريم والهدايا واكتفى بأن يكرمه الهلال خلال مباراته أمام فريق تشرين السوري.
مع أن غيره من اللاعبين الذين لا يصلون إلى خمسين في المائة من نجوميته وحسن اخلاقه وحبه واخلاصه للهلال لا يترددون عن التمادي في مطالبهم قبل حفل الاعتزال ولا يترددون عن زيارة كل عضو شرف في منزله، لكن التيماوي وهذا "طبعه" عزيز نفس وعاشق للهلال، دائما ما يرى ان ما قدمه له الهلال لا يقدر بثمن ويكفيه ان يعتزل وهو محاط بإعجاب وتقدير كل اللاعبين في مجلس الشرف أو على الإدارة أو حتى الجماهير، وهذا هو اللاعب الذي يستحق ان نقول عنه "اللاعب النموذج". |