محمد الفودة المحلل الفني في قنوات "سبورت" لشبكة راديو وتلفزيون العرب "art" البارحة الأولى في تقييمه لأداء الحكم الإسباني كارلوس ميجيا دافيلا الذي أدار لقاء فريقي الهلال والاتحاد ضمن الجولة الـ 16 لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين والتي انتهت بفوز الأول بهدفين مقابل هدف، بعيدا عن التحليل الفني الذي اعتاد المتابعون لمثل تلك البرامج على مشاهدته.
كل من شاهد برنامج "الراية الثالثة" الذي أطل البارحة الأولى من خلاله الفودة "وليته لم يطل" على المشاهدين استغرب طريقة التحليل المبتكرة التي ابتكرها الفودة، ووضع عليها برأة اختراعه الجديدة، والتي تفوق من خلالها على بقية المحللين للتحكيم في القنوات الفضائية الأخرى.
توقف المشاهدون كثيرا عندما حاول الفودة - المعتزل قديما - والذي عاصر الكرة السعودية إبان النجيلة الصناعية، إيهامهم بأن الحكم الإسباني طلب من محمد الشلهوب عند تنفيذه للركلة المباشرة التي أحرز منها هدف تفوق فريقه، عدم لعب الكرة إلا بعد الصافرة!!
الفودة الذي طالت سهامه الحكم الإسباني في غالبية قراراته، وكان حانقا عليه بشكل واضح، وبدا واضحا سيطرة عقدة "الأجنبي" على تحليله، فقد سمع حديثا هامسا بين الشلهوب والحكم يطالبه فيه بعدم تنفيذ الركلة إلا بعد الإيعاز له بصافرة!!
الفودة شاهد شيئا لما يشاهده غيره، وحاول جاهدا وهو يردد "ركزوا معي على الحكم .. انظروا أنه يؤشر للشلهوب لا تسدد الكرة قبل الصافرة" في محاولة مستميتة لإقناعهم بعدم شرعية الهدف، لذلك المشاهدون ركزوا وتابعوا بناء على طلب الخبير "الفودة" ولكنهم لما يشاهدوا ما حاول الفودة إيهامهم به، نتيجة شيء في نفسه أو أنه كان يشاهد لقطة أخرى غير التي شاهدها المشاهدون!!
الحكم في اللقطة التي شاهدها متابعو القناة أوعز للشلهوب بوضع الكرة ثم هم بإطلاق الصافرة قبل أن يقاطعه كثير الاحتجاجات "حمد العيسى"، ثم بادر الشلهوب بركل الكرة في مرمى الاتحاد في ظلة غفلة من مدافعي الاتحاد، لأن القانون واضح وصريح في مثل هذه الحالة والتي لا تستوجب صافرة من الحكم لتنفيذ اللعبة.
تعودنا من حكامنا الدوليين والأجانب الذين أسندت إليهم بعض المباريات في الدوري السعودي، رفع اليد التي تحمل الصافرة والتأشير باليد الأخرى عليها عندما يطلب منهم عدم تنفيذ أي ركلة إلا بعد صافرته، لكن الفودة رأى إن الحكم عندما هم بإطلاق الصافرة كان يقول للاعبي الهلال لا تركلوا الكرة إلا بعد الصافرة.
الفودة بات خبيرا في حركة الشفاه وفي التقاط الحديث الهامس بين الشلهوب وكارلوس دافيلا رغم أنه كان في جدة التي تبعد عن الرياض التي أقيمت فيها المباراة ألف كيلومتر تقريبا، وخذل المدافعين عن شطحاته السابقة، ولم يجدوا له أي مخرج ليدافعوا عنه.
كنا سنحترم تحليل الفودة لو كان مبنيا على قوانين ورأي فني صرف حول عدم شرعية الهدف التي أكدها زميله المحلل مدني رحيمي عضو شرف نادي الاتحاد، ومحمد نور قائد الفريق، الحكم الدولي السابق إبراهيم العمر، ولكن ما لا نحترمه هو محاولته إقناعنا بعدم شرعيته بناء على حركة شفاه أو وصفه للقطة بأوصاف من خياله.
لن يقدم رأي الفودة أو يؤخر في قناعات المشاهدين، فالمتابع للرياضة تطورا كثيرا وأصبح يفقه في قانون كرة القدم أكثر مما يفقه الفودة الذي لا يذكره ولم يشاهده كثير من الجيل الحالي المهتم بكرة قدم سعودية متطورة وعالمية.
كنا نأمل أن يحترم الفودة عقول المتابعين، بدلا من إدخالهم في مقطع خيالي من صناعته ولم يشاهده سواه!!
المشاهدون شكروا الشلهوب والحكم الإسباني اللذين كشفا لهم عقلية بعض المحللين أو ما يطلق عليهم خبراء تحكيم والخبراء منهم براء. لقد كشف الشلهوب بدهائه وكارلوس دافيلا ببراعته القانونية، عقلية بعض المحللين المتحجرة والتي لم تستوعب التطور الحاصل في كرة القدم وقوانين الاتحاد الدولي "فيفا".
شكرا للشلهوب لأنه سيجعلنا نكتفي بمتابعة 90 دقيقة هي مجريات المباراة، نغلق التلفاز بعدها لكي لا نستمع لشطحات الفودة مرة أخرى .. وخياله المبني على مقولة "المخرج عاوز كدا"!!