سليم الدوسري شقيق لاعب الهلال الراحل ينقل معاناة أسرته المادية:
لم نتسلم من الهلاليين ريالاً واحداً من حقوق أخي منذ وفاته!


حوار - إبراهيم العسيري: تصوير - علي أبو سنجة
"سعد الدوسري".. من منا لا يذكر هذا الاسم.. سعد الذي قضى جل حياته في ملاعب كرة القدم وقدم الكثير للأندية التي لعب معها ومع المنتخبات الوطنية كان نادي الهلال آخر محطاته الرياضية قبل أن يتوفاه الله في حادث سير على طريق (الرياض - الشرقية) قبل أكثر من عامين.
سعد (رحمه الله) كان مثالاً للاعب الموهوب والخلوق والقريب من نفوس كل من عرفه على حقيقته.. نقي وطيب وبسيط وهادئ الطباع.. رحل (سعد) قبل أكثر من عامين وترك الألم في قلوب الجميع.

إلا أن أمه (شفاها الله) كانت مصيبتها فيه مختلفة ولها وقعها الخاص مما عرضها للاكتئاب هذا عدا الجلطة الدماغية ويكفي أنها لا تزال حتى الآن بما تبقى لها من نطق تتمتم باسمه وما زالت تنتظر عودته كل يوم.

لن تكفي مقدمة ولا حتى مقدمات لاعطاء سعد الدوسري (رحمه الله) حقه.. ولكن ماذا بعد..!

اتصال هاتفي قاد "سليم الدوسري" شقيق سعد إلى جريدة "الرياض" ليروي معاناته ومعاناة أسرة بأكملها بعد وفاة "المعيل" الأول لها بعد الله سبحانه وتعالى.

لم نستلم ولا ريال

يقول سليم الدوسري.. نسمع ونقرأ من فترة لأخرى ومنذ وفاة أخي سعد (رحمه الله) في التلفزيون والصحف أن إدارة الهلال صرفت جزءاً من مستحقات سعد وسوف تصرف الأجزاء الباقية قريباً وأنهم يريدون وكيل شرعي للاعب يتسلم باقي مستحقاته مع تأكيدهم أن والدي اللاعب استلما (مبالغ محترمة) وأنا أحب أن أؤكد للجميع بأنه منذ وفاة سعد وحتى تاريخ اليوم لم نتسلم ريالاً واحداً من حقوق سعد (رحمه الله).

زيارتي للهلال

ويضيف سليم قائلاً: زرت نادي الهلال أكثر من مرة بخصوص مستحقات سعد وتحدثت مع سمو الأمير محمد بن فيصل رئيس النادي واجتمعت مع منصور الأحمد.. وهنا أحب أن أعطي الأمير محمد بن فيصل حقه فجزاه الله خير تكفل بالعزاء ومصاريفه.. لكن بعد ذلك لم نر أي شيء ولم تثمر زياراتي لنادي الهلال عن أي نتيجة ونحن لا نعرف الآن أين مستحقات سعد وأين رواتبه ومكافأته؟ وكم قرأنا في الصحف عن أخبار تؤكد استلام ذوي سعد كل مستحقاته إلا أن هذا غير صحيح ولا ندري الآن ماذا نفعل..! ولا ندري لمن سلمت هذه المستحقات!؟

حقوق والديه

ويواصل الدوسري حديثه.. ولو افترضنا جدلاً أن مستحقات سعد صرفت لزوجته أين حقوق والديه؟! أمه طريحة الفراش كان سعد هو الراعي لها بعد الله وبعد أن توفي انتقلت عندي وأصيبت باكتئاب وجلطة دماغية وحالتها متدهورة وبحاجة للمساعدة ومستحقات سعد كانت ستساهم في تخفيف هذه الأعباء عني شخصياً كوني موظف في شركة وراتبي لا يتجاوز (2500) ريال ومستأجر.. وأنا هنا لا أتحدث عن نفسي ولكن عن حق لأخي لم نره بل نقرأه في الصحف فقط!!.

مواقف نواف بن فيصل لا تنسى

ويكمل سليم حديثه قائلاً: لا يمكن لي ولأهلي أن ننسى موقف الأمير نواف بن فيصل (جزاه الله كل خير) فقد تكفل سموه بعلاج والدتي وقال لي بالحرف الواحد (اختر أي مستشفى ولا تفكر في الفلوس) وفعلاً نقلنا والدتي لمستشفى دلة.. كما تكفل سموه بتسديد جزء كبير من ديون أخي سعد (رحمه الله) وهذا ليس بمستغرب على الأمير نواف بن فيصل جعل الله ذلك في ميزان حسناته.. حتى الأمير محمد بن فيصل تكفل بتسديد جزء من ديون سعد وجزاه الله خيراً.

وعود وهمية!!

ويواصل سليم قائلاً: الوالدة خرجت من مستشفى دلة بعد أسبوعين وتدهورت حالتها الصحية.. وحقيقة تلقيت العديد من الاتصالات من شخصيات هلالية ووعدوني بالنظر في موضوع الوالدة والتكفل بعلاجها بعد أن شكيت لهم الحالة المادية والنفسية لها ولنا.. وأذكر أن اتصلت بالأمير بندر بن محمد قبل شهر ونصف واعطاني وعداً بحل أمور مستحقات سعد ولكن للاسف لم يطرأ أي جديد على الموضوع وما زالت الوالدة تعاني ونحن نعاني معها..!!

زيارة اخرى للهلال

ويكمل سليم المعاناة ويقول.. ذهبنا للنادي مرة اخرى انا ووالدي التقينا نائب رئيس الهلال السابق خالد بن معمر وشرحنا له الموضوع وطالبنا بحقوق سعد سيما وان سمو رئيس الهلال قد أعلن ان راتب سعد سوف يصرف له بعد وفاته حتى نهاية عقده ولكن للأسف منذ وفاة اخي لم نستلم ولا ريالاً واحدا من هذه الرواتب ولا نعلم ماهو مصيرها حتى اليوم رغم كل المحاولات التي بذلناها في سبيل ذلك..!!

لسنا متسولين!

اجتمعنا مع منصور الاحمد وسبق ان طالبنا بحساب دقيق لمعرفة ما الذي لنا وما الذي علينا واستبشرنا خيرا بعد ذلك إلا أنه غير نهجه وبدأ بمماطلتنا وكم حضرنا للنادي ولم نجده مرة غير موجود ومرة مشغول وكأننا قادمون (للتسول) وكأن اللاعب ايضاً المتوفى ليس ابننا وأخانا ومن حقنا معرفة ما له وما عليه.. لدرجة ان الاحمد تحدث في الصحافة وقال كلاماً (مخزياً) لم نتوقعه منه.. بينما التزمنا نحن الصمت ولم نتحدث احتراماً للهلال ورجالاته.. واخوي سعد مات وهو لاعب في الهلال.

حالنا لا يسر

واستطرد سليم قائلاً: انا متأكد ان الأمير محمد بن فيصل لم ولن يرضى بهذه الحال التي نعيشها خصوصاً فيما يتعلق بمستحقات سعد، على الرغم من أننا سمعنا بأن مستحقات سعد تجمع لعمل مشروع تجاري باسمه، لكنا نعرف ايضاً ان الأمير محمد بن فيصل تكفل بصرف رواتب سعد حتى نهاية عقده إلا أن ذلك لم يحدث فأين حق سعد وحق والديه، ومرت الأيام وللأسف لم يتغير الوضع ولازلنا بانتظار رحمةه الله عز وجل..

سامي أول من جذب سعد للهلال

ويؤكد شقيق سعد - رحمه الله - علاقة سامي الجابر بالموضوع ويقول.. سامي هو الذي قاد المفاوضات مع سعد وكان له دور رئيس في انتقال المرحوم للهلال ويعلم جيداً مستحقات سعد الدوسري وسبق ان زارنا وأدى واجب العزاء وتحدثنا في هذا الموضوع بشكل سريع على ان نتحدث في التفاصيل لاحقاً إلا أنني كل ما حاولت الاتصال به (يرد) علي سكرتيره ويعتذر لي بأكثر من حجة.. ولم استطع ان اصل اليه حتى الآن.

أقوال الصحف

وعرج الدوسري على ما تناقلته الصحف وقال: صدقني ان البعض شك اننا استلمنا مستحقات سعد لا نبحث إلا عن حقوق اخينا لكي نستطيع ان نسد التزاماته ونواصل علاج امه التي فقدت القدرة على النطق، مؤخراً وهي في وضع لا تحسد عليه..!

بيع منزل سعد

واضاف شقيق الراحل سعد الدوسري بالحديث:

ونصيبنا من بيع البيت لا يكفي لشراء بيت شعبي للوالدة التي كانت مع سعد في منزله وانتقلت بعد وفاته للسكن معي.. سعد (رحمه الله) هو الذي كان قائماً بالوالدة يعالجها ويصرف عليها ويراعيها - إضافة إلى أنه كان قائماً بالعائلة أجمعها.. فنتمنى من المسؤولين واعضاء شرف الهلال ان ينظروا بعين الرحمة لوالدة سعد كيف كانت وكيف اصبحت ! وان يوفروا لها مسكناً وعلاجاً وفاءً على الأقل للاعبهم!!

الديون تطاردنا

ويشتكي سليم من الديون ويقول: لقد لحقت بنا الديون بسبب مرض والدتي وتدهور حالتها الصحية في الآونة الأخيرة وسبق ان ذكرت لك اني من محدودي الدخل ولا أملك منزلاً ومرض والدتي زاد من عبء الضغوط المادية وأنا لا أريد شيئاً لنفسي والله على ما أقول شهيد إنما أريد حق أخي ليصرف على الأقل في علاج والدته وإنقاذها من الوضع الصحي المتدهور..!

دموع الوالدة

ويكمل الدوسري سرده للمعاناة قائلاً:

الوالدة الى اليوم وهي تبكي على سعد وتتذكر بره وحنانه ومداعباته ووالله انها تبكي كل يوم وهذا مما ساهم في اصابتها بالاكتئاب والجلطة هذا عدا احساسها بحرمانها من حقوق ابنها المادية التي كان من الممكن ان تعينها على ما أصابها لأنها ستطمئن الى ان (حلال ولدها ما ضاع..!).

التحدٍي

ويعلن سليم الدوسري التحدي ويقول: اتحدى ان يثبت أي مسؤول في نادي الهلال لو ب(كمبيالة) واحدة فقط انه تم صرف ريال واحد من مستحقات سعد الدوسري - رحمه الله - لللأم أو للأب أو لنا كأخوانه، وأي واحد ينفي كلامي يواجهني بإثبات يفند فيه ادعائي هذا وحتى لا أكون مزيفاً للحقائق لم يقف معنا بعد الله سوى الأمير نواف بن فيصل جزاه الله خير بتكفله بعلاج والدتي وسداد جزء كبير من ديون سعد إضافة للأمير محمد بن فيصل الذي سدد جزءاً ايضاً من ديون سعد وتكفل بالعزاء..

خاتمة

واختتم الدوسري حديثه بالقول انهم حالياً يعيشون مأساة حقيقية أملاً في اهل الخير من الهلاليين او غيرهم الوقوف معهم في هذه المحنة وإعادة الحق (المتأخر) لاصحابه وإنقاذ (أم) لا ذنب لها سوى أنها انجبت لاعباً اسمه سعد الدوسري لحق بالرفيق الأعلى وهو على ثقة بأن أمه وأهله لن يضيعوا بعده لرحمة الله قبل كل شيء ووفاء ووقفة كل المخلصين.


المصدر : جريدة الرياض