14/11/2001, 10:54 AM
|
(( كاتب الزعيم )) | | تاريخ التسجيل: 18/11/2000 المكان: جدة
مشاركات: 725
| |
أية وتفسير ( علاج الفتنة ) باختصار بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، وبعد ،،،
فهذه سلسلة من أقوال العلماء المفسرين ـ عليهم جميعاً رحمة الله ـ في تفسير أية معينة وسوف أختصر قدر الإمكان ما طال منها ، وبالله التوفيق وعليه التكلان .
في تفسير قوله تعالى :
{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلانسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا(53)} الإسراء
يقول الإمام القرطبي عليه رحمة الله :
والآية نزلت في عمر بن الخطاب. وذلك أن رجلا من العرب شتمه, وسبه عمر وهم بقتله, فكادت تثير فتنة فأنزل الله تعالى فيه: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن" وقيل: المعنى قل لهم يأمروا بما أمر الله به وينهوا عما نهى الله عنه; وعلى هذا تكون الآية عامة في المؤمن والكافر, أي قل للجميع. والله أعلم. وقالت طائفة: أمر الله تعالى في هذه الآية المؤمنين فيما بينهم خاصة, بحسن الأدب وإلانة القول, وخفض الجناح وإطراح نزغات الشيطان; وقد قال صلى الله عليه وسلم: (وكونوا عباد الله إخوانا). وهذا أحسن, وتكون الآية محكمة. [ وفي قوله تعالى : { إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ } يقول أيضاً ]: أي بالفساد وإلقاء العداوة والإغواء. [ وفي قوله تعالى : { إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلانسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } يقول عليه رحمة الله ] : أي شديد العداوة.. وفي الخبر (أن قوما جلسوا يذكرون الله, عز وجل فجاء الشيطان ليقطع مجلسهم فمنعته الملائكة فجاء إلى قوم جلسوا قريبا منهم لا يذكرون الله فحرش بينهم فتخاصموا وتواثبوا فقال هؤلاء الذاكرون قوموا بنا نصلح بين إخواننا فقاموا وقطعوا مجلسهم وفرح بذلك الشيطان).
فهذا من بعض عداوته.
ويقول الإمام ابن كثير عليه رحمة الله :
يأمر تبارك وتعالى عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر عباد الله المؤمنين أن يقولوا في مخاطباتهم ومحاوراتهم الكلام الأحسن والكلمة الطيبة فإنهم إن لم يفعلوا ذلك نزغ الشيطان بينهم وأخرج الكلام إلى الفعال ووقع الشر والمخاصمة والمقاتلة فإنه عدو لآدم وذريته من حين امتنع من السجود لآدم وعداوته ظاهرة بينة ولهذا نهى أن يشير الرجل إلى أخيه المسلم بحديدة فإن الشيطان ينزغ في يده أي فربما أصابه بها.
ويقول الإمام الشوكاني عليه رحمة الله :
وقل لعبادي يقولوا التى هى أحسن أى قل يا محمد لعبادي المؤمنين إنهم يقولون عند محاورتهم للمشركين الكلمة التى هى أحسن من غيرها من الكلام الحسن كقوله سبحانه ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن وقوله فقولا له قولا لينا لأن المخاشنة لهم ربما تنفرهم عن الإجابة أو تؤدي إلى ما قال سبحانه ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم وهذا كان قبل نزول آية السيف [ وفي قوله تعالى ] : إن الشيطان ينزغ بينهم أى بالفساد وإلقاء العداوة والإغراء إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا أى متظاهرا بالعداوة مكاشفا بها
ويقول الإمام الألوسي عليه رحمة الله :
وقل لعبادي أي المؤمنين فالإضافة لتشريف المضاف يقولوا عند محاورتهم مع المشركين التي أي الكلمة أو العبارة التي هي أحسن ولا يخاشنوهم كقوله تعالى ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم أي يفسد ويهيج الشر بين المؤمنين والمشركين بالمخاشنة فلعل ذلك يؤدي إلى تأكد العناد وتمادي الفساد فالجملة تعليل للأمر السابق إن الشيطان كان قدما للإنسان عدوا مبينا ظاهر العداوة .
إعداد : الكاتب النحرير
جدة – بوابة الحرمين الشريفين
ليلة الأربعاء 29 / 8 / 1422هـ |