الجوهر كما رأيته .. هل يكون في المونديال ؟
عند متابعتي للمنتخب السعودي الأول خلال نهائيات كأس آسيا 2000 وخلال التصفيات النهائية لكأس العالم 2002 ، كنت أتعاطف مع الكثيرين من متابعي المنتخب مع مدربنا القدير ( ناصر الجوهر ) ومصدر هذا التعاطف والتقدير لمن يكن لأسباب فنية أو تقديرية ، بل لأن ( ناصر الجوهر ) كان من أبناء المملكة – بغض النظر عن الميول – كنا نعذر أبو خالد حين يخطأ راجعين بذلك إلى تصورنا بقصور جوانبه الفنية والتكتيكية ، ولا نلام في ذلك مادام أن ( الإعلام ) يشخص لنا حال الجوهر بالمدرب الإحتياطي حين الحاجة ، ولم يصور لنا يوماً من هو ناصر الجوهر كمدرب .
سنحت لي الفرصة للإلتقاء بالجوهر – للمرة الأولى – خلال حفل التكريم الذي أقامته شبكة الزعيم لأبي خالد ، ومن خلال ( ثلاث ساعات ) فقط تغيرت نظرتي – ونظرة كل الزملاء – إلى ناصر الجوهر كمدرب فني ، فقد تفأجأت بما يملكه أبو خالد من قدرات فنية ومنهج تدريبي راقي .. وأكررها .. تفاجأت !!
فمن خلال الأحاديث الجانبية والأسئلة الصريحة التي ركز عليها الأخوة الزملاء – لدرجة انهم لم يجعلوا أبو خالد يتمتع بالعشاء – أجابهم على جميع الأسئلة والاستفسارات التي عكسها لنا الإعلام بصورة سلبية بكثير من الواقعية ( المقنعة ) ، قال لنا وجهة نظره تجاه ضم إبعاد اللاعبين ومن الهجوم الإعلامي الذي واجهه سبب ضمه لعدد كبير من لاعبي الهلال بنظرة المدرب المحترف الواثق من نفسه .
سألته عن اللاعب ( سعود كريري ) كحالة خاصة في وجوده بقائمة المنتخب بشكل ثابت رغم عدم مشاركته في أي مباراة ! فرد أبو خالد بأنه يمهد حالياً لإبراز موهبة سعودية قادمة في مركز المحور من شأنها خدمة المنتخب كنجم ثابت خلال العشر سنوات القادمة ، وأضاف : لو استغنيت عن ( كريري ) فهو حتماً سيعود إلى فريقه القادسية واللعب في دوري ضعيف ( الدرجة الأولى ) ضمن فريق لا يضم أي نجم ولا يملك أجهزة فنية وتدريبية على طراز عالي لذلك مسألة بقاءه ضمن نجوم المنتخب خلال فترة تصل إلى ثلاث أشهر تحت تدريب أجهزة فنية ولياقية متخصصة بالإضافة إلى التغذية السليمة والتمرن واللعب مع أفضل لاعبي المملكة من شأنه أن يصقل موهبة وخبرة هذا اللاعب .
هذه النقطة أوردتها تحديداً وتوقفت عندها كثيراً حيث يتبين حرص المدرب الوطني على صقل وإعداد مواهب لخدمة المنتخب لعشر سنوات قادمة ! ولم ينظر لمصلحته الشخصية والحرص على تحقيق النجاح السريع خصوصاً وهو يعلم بأن استمراره مدرباً للمنتخب الأول بعد بطولة الخليج القادمة محل شك كبير .
لننهي الحديث حول شخصية الجوهر وننتقل إلى قضية استمرارية الجوهر خلال المونديال القادم من عدمه ، برأيي الشخصي أرى أن الجوهر هو الأنسب لتدريب المنتخب في ظل عدم توفيقنا مع المدربين الأجانب طوال السنوات الماضية رغم تعدد الكثير من الأسماء ( ليوبنهاكر – سولاري – فينجادا – أتو فيستر – ماتشلا – كارلوس البرتو – سلوبودان - .... الخ ) ، رغم ان المنتخب السعودي في التسعينات هو الأبرز من ناحية الأفراد كمجموعة عنه في الثمانينات ومع ذلك نتفق أن المنتخب خلال السنوات الماضية لم يقدم في غالبية المشاركات المستوى الذي يطمح به كل رياضي سعودي ربما باستثناء التصفيات الآخيرة والتي أشرف فيها الجوهر تدريباً .
سبق وان تطرقت في موضوع سابق بأن اللاعب السعودي يبدع بطريقة " السهل الممتنع " الطريقة البسيطة التي تتضح معالمها ومهام كل لاعب منذ الوهلة الأولى دون تعقيد أو ( استذكاء ) في غير مكانه ، وأعيد هنا نشر خطة ((( العالمي ))) كارلوس البرتو في لقاء المنتخب السعودي مع المنتخب الدينماركي في مونديال 98 التي يتضح فيها تخوفه الشديد ومن خلالها لم تصل السعودية إلى مرمى شمايكل سوى من تسديدة العويران من خطأ خارج الـ 18 .
بينما الخراشي ومن خلال الاسلوب السلس المبسط والذي ينتمي لنفس مدرسة ( ناصر الجوهر ) قدم أفضل مباريات المنتخب في المونديال ضد جنوب أفريقيا .
اخيراً يجب أن نتذكر بأننا سنلعب في المونديال أمام ثلاث مستويات في المجموعة الواحدة كما حدث في تقسيم 98 :
1- درجة أولى ( فريق قوي )
2- درجة ثانية ( متوسط )
3- درجة ثالثة ( ضعيف – إلى حد ما – )
ومن هذا المنطلق التعادل أو حتى الخسارة بفارق بسيط من فريق الدرجة الأولى وتحقيق الفوز في المباراتين الباقيتين يؤهلنا بمشيئة الله إلى التأهل للدور الثاني ، المقصد هو التوجه نحو مباراتي ( 2- 3 ) بمدرب متفهم تماماً لوضع الفريق وبخطط معقولة دون تخوف كما عهدناه من المدربين العالميين أمراً ليس مستحيلاً وهو ما فعلناه تماماً بمدرب ( مغمور ) ألا وهو الأرجنتيني سولاري عام 94 .
المعطيات السابقة تصب في صالح ( الجوهر ) دون جدال وكم أتمنى أن نشاهده مع الأخضر في المونديال القادم
الإعصار
(( الصور من موقع الإتحاد الدولي - الفيفا- ))