فيدرر نادال 2007
والصراع يستمر 
للسنة الثالثة على التوالي يستمر الصراع بين الجبل السويسري روجيه فيدرر المصنف رقم واحد على العالم والماتادور الإسباني رافايل نادال المصنف الثاني.
وستكون جميع مشاركاتهم هذه السنة محط أنظار النقاد والصحافة العالمية إضافة إلى محبي الكرة الصفراء.
ولن يغيب نادال عن الموعد، إذ اعتاد الانطلاق في كل موسم من الهند في بطولة مادراس، أما بالنسبة لفيدرر وعلى خلاف كل سنة فسيغيب عن بطولة الدوحة التي سجلت انتصاراته باللقب على مدى السنتين الماضيتين.
ويظهر فيدرر رسمياً لأول مرة في بطولة أستراليا المفتوحة للدفاع عن لقبه ابتداء من 15 الشهر الجاري، في الوقت الذي سيكتفي بخوض دورة كويونغ الودية الاستعراضية على سبيل التحضير.
أهداف العام الجديد
أما هدف البطلين لهذه السنة فسيكون بسط سيطرتهما بقوة على الأرضيات الخاصة بهما، إذ يتعين على نادال اكتساح الدورات التي يشارك فيها والتي تجري فعاليتها على الملاعب الصلصالية أو الترابية بينما يتعين على فيدرر تأكيد هيمنته على الأراضي العشبية والصلبة.
إضافة إلى ذلك سيسعى نادال إلى انتزاع ما يستطيع من الألقاب على الأراضي التي يتفوق عليها عادة السويسري بغية الاقتراب منه في التصنيف العالمي وإزاحته عن العرش.
وعمل الإسباني على هذا الهدف عن طريق تحسين إرساله ذاك أن الإرسال الجيد يخول صاحبه التقدم نحو الشباك واللعب بأسلوب أقرب إلى الهجوم، الأمر الذي يعطيه شيئاً من الأفضلية على الملاعب السريعة، وهو بالضبط ما ينقص نادال.
من جهته سيحاول فيدرر تحسين وتطوير إمكاناته الدفاعية والصمود في التبادلات الطولية (long rallies) من خلف خط الإرسال (base line), كما ركز على تطوير أسلوب تعامله مع الكرات المرتدة العالية خاصة لجهة الضربات الخلفية الأمامية (backhand) التي شكلت عائقاً كبيراً له في جميع مواجهاته مع الإسباني.
مواجهات ساخنة
وسيكون الموعد مع الماتادور الإسباني والجبل السويسري شيقاً وحماسياً خاصة وأن السويسري تمكن من مقارعة نادال السنة الماضية على الملاعب الترابية في نهائي روما ومونت كارلو ورولان غاروس، في الوقت الذي تمكن "رافا" من الوصول إلى نهائي بطولة ويمبلدون التي تدور أحداثها على الأراضي العشبية قبل أن يعود فيدرر ويهزمه.
وكان عام 2006 بالنسبة للسويسري مبهر للغاية والأفضل في مسيرته حتى الآن إذا استطاع الفوز بــ12 لقب من بينهم 3 ألقاب غراند شلام, وبالمجمل تمكن فيدرر من تحقيق 92 انتصارا مقابل 5 هزائم ما خوله التربع على عرش التنس العالمي وتسجيل رقماً قياسياً تمثل في بقائه في المركز الأول من حيث عدد الأسابيع المتتالية لأطول وقت.
ولكن ومع هذه الإنجازات التي تحاكي الخيال بقية الأراضي الترابية وملكها الإسباني نادال عاصية ومنيعة أمام زحف السويسري, وتجلى ذلك في نهائي مونت كارلو وروما وغاروس حيث فشل زحف فيدرر أمام أسوار الملك الإسباني المنيعة ليفوّت لقب غاروس التي مازالت خزائنه تفتقد كأسها.
الطريق طويل
وإذا أراد فيدرر تسطير اسمه في كتاب العظماء ومتابعة زحفه نحو المجد وكتابة تاريخ التنس فلا يتعين عليه الفوز فقط بــ14 لقب غراند شلام ومعادلة أرقام الأسطورة بيت سامبراس بل عليه إيجاد الحل التكتيكي المناسب الذي سيخوله السيطرة على الملك القادم من جزيرة مايوركا والذي يشكل العقبة الأصعب في طريقه.
ففي الـ2006 حاول فيدرر إتباع تكتيكاً هجومياً صرفاً في نهائي روما، لكنه لم ينجح وفاز نادال، أما في نهائي غاروس اعتمد السويسري أسلوباً هادئاً يرتكز على خفض أخطائه المباشرة (unforced errors ) لكن دون جدوى.
أما بالنسبة لنادال فالطريق أمامه أطول بكثير من خصمه اللدود علماً أنه حقق إنجازات مهمة العام المنصرم حيث استطاع إسقاط فيدرر على الملاعب الصلبة في دبي كما شكل له تهديداً حقيقياً في عرينه على الملاعب العشبية في نهائي ويمبلدون.
لكن المفارقة أن نادال لم يستطع إكمال الموسم بنفس المستوى فتراجع مستواه في النصف الثاني من السنة إذ لم يتمكن من تخطي حاجز الأدوار الربع نهائية إلا مرة واحدة خلال 6 دورات متتالية وذلك على الملاعب الصلبة والـ synthetic .
ويعود سبب هبوط مستوى "رافا" لثلاثة أولها الإصابات التي لحقت به وثانيها وهي الأهم هي طريقة أدائه التي تعتمد على القوة واللياقة البدنية التي تستهلكه وتستنزف قواه مع مرور الوقت وتراكم المباريات, لكن السبب المخفي والذي أثر مباشرة في "رافا" هو خارطة الطريق للبطولات التي خاضها خلال موسم 2006، فهو لم ينجح ومدربه في تنظيم جدول مشاركاته في البطولات ولم يعرف متى يتوقف ليستريح ومتى يعاود الانطلاق وهذا أمر أساسي ساهم في تكدس التعب وعرضه للإصابات وللإرهاق وظهرا جلياً في النصف الثاني من السنة.
ومع اقتراب عام 2006 من نهايته حيث يختتم الموسم بدورة الماسترز التي تجمع أول 8 مصنفين في العالم قال فيدرر كلمته وحسم الجدل فتفوق على نادال في نصف النهائي قبل أن ينتزع اللقب بفوزه في المباراة النهائية على الأميركي جيمس بلايك 6-صفر و 6-3 و 6-4 ليؤكد هيمنته على عالم الكرة الصفراء.
اللقاء الأول
لكن نادال لم يخلد إلى الراحة بعد انتهاء الموسم الماضي ، إذ عمل طيلة فترة استراحته على تحسين إرساله وأدائه الهجومي استعدادا للقائه الأول مع فيدرر.
وعند مشاركتهما في بطولة أستراليا المفتوحة حيث من المرجح أن تكون أول مواجهة حقيقية بينهما سيكون في جعبة فيدرر مشاركة ودية واحدة تتمثل في مشاركته بدورة كويونغ، بينما سيكون في رصيد الإسباني مشاركتين في كل من دورتي مادراس الهندية وسيدني الأسترالية.
وعلى الرغم من أن دورة أستراليا المفتوحة تقام فعاليتها على الأرض الصلبة حيث الأفضلية لفيدرر إلا أنه من الصعب توقع لمن ستكون الأفضلية إذا أن ملاعب أستراليا الصلبة تتميز بارتداد الكرة البطيء(slow rebound ) الأمر الذي يصب في مصلحة نادال وأسلوب لعبه الأقرب إلى الدفاع.
ولا يأتي حديثنا هذا عن نادال وفيدرر انتقاصاً من قيمة اللاعبين المصنفين من بين العشرة الأوائل لكن الوقائع والحقائق أثبتت أن أياً منهم لم يستطع تشكيل تهديداً حقيقيا ً للعملاقين السويسري والإسباني على الأقل حتى يومنا هذا.
ولن يأتي التهديد للجبل السويسري والماتادور الإسباني من حيث يعتقد البعض أي عن طريق المصنف الثالث أو الرابع أو الخامس إلى آخره، بل من اللاعبين الناشئين الذي يبلغ معدل أعمارهم 21 سنة والذي يأتي تصنيفهم بين المركز 12 و 18 وهم القبرصي بغداتيس والتشيكي بريدتش والصربي يوكفيتش والسكوتلندي موراي والفرنسي غاسكيه.
ويبقى الصراع لعام 2007 مستمراً بين السويسري روجيه فيدرر والإسباني نادال وعيون المراقبين والمعجبين شاخصةً إليهما في صراع تدور رحاه على الأرض بين بطلين قادمين من كوكب آخر.
المصدر: الجزيرة الرياضية 
..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
..
..
الوضع العادي
