"^ عِبر وعَبرات ^من^ دفتر الاحزان^ " - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

الهلالي دائماً · #1 12/12/2006, 09:44 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

طوى الجزيرة حتى جاءني الخبر** فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
حتى اذا لم يدع لي صدقه كذبا ** شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي

أيه الموت عجبا لك !!
من أنت وكيف أنت ما أقساك وما أعدلك لا ترى ولكنك وسط الناس لا تتكلم وأنت أصعب الأحاديث
لا تفرق بين الصغير والكبير والغني والفقير والوضيع والأمير ...

نعد المشرفية والعوالي ** وتقتلنا المنون بلا قتال ..

تدخل من كل باب لا يمنعك الحراس والحجاب .. لا يدفعك الحبيب عن حبيبه والقريب عن قريبه ..
ولا تمنعك الأم عن ولدها ولا الولد عن والده .. فلك مع الكل موعد لا يستقدم ولا يستأخر ولك في الناس عبرة ومستعبر ..

في عبرة الموت آيات لمعتبر ** وفي زواجره ردع لمزدجر ..

أيه الموت عجبا لك لاتهمل ولاتمهل ..
كم أحرقت من قلب ؟ وكم فجعت من نفس ؟ وكم أبكيت من عين ؟
عظم ألمك فكثرت الاحزان كيف لا وانت صعب المراس ..
قاطع الأنفاس .. لا تأخذك لومة لائم .. ولا تثنيك دمعة هائم ..
او غفلة نائم ..

أمن المنون وريبها تتوجع ** والدهر ليس بمعتب من يجزع

أيه الموت لقد حرت معك وتهت في سراديبك وضعت بين فجائعك فمن اذكر ومن أنسى فلا الميت يجيب ..
ولا الحي يسئل وما عدت ادري ما أقول ومن أين أبدأ ...
من أين أبدأ قصتي وحكايتي ** وبأي حرف ياإلهي أصوغها ..

}{ " ناصر " .. حكاية لن تمحوها السنين .. !! }{

في يوم الاربعاء 17 /1 / 1421 هـ كانت بداية النهاية ونهاية البداية
حيث دق الحزن اوتاره وأشعل الألم نيرانه فتغير لون الايام وطعمها

كنت في ذلك اليوم خارجا من المسجد بعد صلاة العشاء على عجلة من أمري فشاهدت صديقي ناصر
فستوقفتني ابتسامته سلمت عليه وأخبرته ان اليوم لدينا مباراة مهمة وطلبت منه الحضور للملعب
كعادته وافق على الفور ومازالت ابتسامته تنير قسمات وجهه ..

ذهبت الى الملعب وفي زحمة الاستعداد للمباراة لمحة ناصر جالسا بهدوءه المعتاد على شرفات الملعب ..
لم يسعفني الوقت كي أسلم عليه فقد بدأت المباراة ..

وفي أثناء المباراة وقع حادث في الشارع القريب منا وشاهدت الكثير من السيارات قد وقفت وسيارات الاسعاف
قد حضرت فسألت احد هم ماذا حصل فقال إن هناك رجل صدم و مات على الفور ..

أسترجعت وفكرت في الذهاب لرؤية المتوفى فجاءت صرخات زملائي تأمرني بالعودة وعدم تخريب اللعب !!

رجعنا نلعب المبارة وكأن شيء لم يكن فقد كانت عقولنا في اقدامنا

قدمي بلا عقل ويؤلمني ** ان ينتمي عقلي الى قدمي ..

لم نحزن ولم نفكر في الموت وكأن الامر لا يعنينا ..
تباً لنا انه الموت وكما قيل اذا سمعت بالموت فمت او تماوت ..

ولكن .. كلنا في غفلة ** والموت يغدو ويروح ...

انتهت المباراة ورجعت الى المنزل وكأن شيء لم يكن !!

وفي اليوم التالي حضر إلي بعض الاصحاب وسلم علي ثم قال أحسن الله عزاءك !! لم أستوعب الامر
وبدت علي الدهشة فعلم أني لا أعلم شيء فقال لي : أحسن الله عزاءك في صديقك ناصر
فقد توفي البارحة بعد أن صدمته سيارة مسرعة !!
في تلك اللحظة أظلمت الدنيا أمام عيني ودارت بي الدوائر ..
قفزت الى عيني ابتسامته لم اعلم انها ابتسامة مودع تذكرت حديثنا في المسجد لم أعلم انه الحديث الاخير ..

تذكرت تلك المباراة وذلك الحادث ...
تباً لي حبيبي ناصر توفي على مرأى مني ومسمع وانا ألعب وألهو ناصر كان ينازع ويتألم
على بعد أمتار وانا اضحك وأمرح !!
تباً لتلك المباراة .. تباً لذلك الفريق .. تباً لكرة القدم ..

تملكني الحزن وكأن ناصر اول من مات وانا اول من فقد ..
تأثرت بتلك الحادثة كثيرا .. ضميري يؤنبني وقلبي يعذبني ..
فكلما ذكر الموت ذكرت ناصر وكلما ذكر الألم ذكرت ناصر
ومما زاد الالم مرارة انني لم اعلم بوفاته الا بعد ان صلي عليه ودفن .. فأي حق له أديته وأي واجب له قضيته !!

لكن ليس لي إلا أن أدعوا الله عز وجل أن ينعمه في الجنان
وينزله منازل الشهداء ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ويجمعني به في مستقر رحمته
في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..

وكانت في حياتك لي عضات ** وأنت اليوم أوعظ منك حيا ..

احبتي ..
لقد كتبت قصة ناصر في دفتر سميته دفتر الأحزان او كما قال بعضهم انه دفتر الأموات
وها أنا اليوم انقلها لكم كما هي في قلبي ودفتري قصة كلها ألم وعبرة وعبرااات ...

رحلوا نعم رحلوا ومسكنهم ** في القلب ما شطوا وما قربوا ..

^^ صالح & ابتسام ^^

أحسن الله عزاءنا فكلنا مكلوم ...

حكم المنية في البرية جاري ** ماهذه الدنيا بدار قرار ..

دمتم بخير ,,,

محبكم / ماجد ...