
من وحي الخاطر ....

عرائس الفردوس ....
الزواج نداء الفطرة .. وما من شاب ولا فتاة يملك عقلا إلا والزواج طلبته ومناه .. وهل الزواج _ بتوفيق الله _ إلا الحب في أسمى صوره ، في أجلى معانيه ؟؟ أليس كذلك يابنتى ؟؟
قال الأب ماقال .. فتملكت الفتاة أعراض الحياء ، وتوردت وجنتاها خجلا .. فازدادات بحيائها إلى جمالها جمالا ..
وهل في الكون أجمل من حسناء ترتدي حلة الحياء ؟؟؟؟
سارت الأمور على خير ما يرام ، وكتب عقد نكاح الشاب على الفتاة ، وحدد موعد زفافهما ...
ومرت الأيام .. لا تزيد حبهما إلا عمقا .. ولا تملء قلبيهما إلا شوقا .. كان قلب الفتاة يرقص فرحا ، مدادها الحب الصادق ، وحروفها المودة والمحبة ...
وكان خاطر الفتي لا يفتأ يبني من الأحلام قصورا عمادها الوفاء ، يرسم لوحات ألوانها الصفاء ...
جاء اليوم الموعود ، وتجهزت العروس للزفاف .. وضرب سرادق الفرح ، وأقبل المهنئون يباركون .. ودقت دفوف الزواج ، وكل شيء ينطق بالسعادة ..
وأشرقت الشمس على العروسين ، ورأوها شاهد صدق على أنهما في عالم الواقع لا الأحلام ، وعلى أرض الحقيقة لا الأوهام ..
ثم .... ثم ... والله لا أدري و لا أعرف كيف أنقلكم من عالم المحبين الجميل جحيم الهمجية والتسلط .. ولكن أصبح العريسان في ثالث أيامهما ، على دوي أزيز الطائرات .. وطغت طبول الحرب على دفوف الفرح .. وعلا لحن الموت على ألحان الحياة .. وفاحت رائحة الطغيان النتنة ... فارتمت العروس تنشد الأمان عند زوجها .. وعناه ترقب الطائرات المغيرة تقترب أكثر وأكثر .. ثم انتهت مراسم الزواج إلى بطن الأرض إلى القبر ... ..
ليست هذه قصة خيالية بل هي من صورة من أرض الواقع .. طالتهما يد الهمجية .. وأبدلتهما بفرحة العرس إلى حفرة القبر .. نعم ..
هناك في كابول قبران متجاوران ... و لاحول ولا قوة إلا بالله .. فليس في العزاء في فقدهما فحسب ، بل العزاء فينا نحن ، في قلوبنا في اعيننا وفي أيدينا .. وإنا لله وإنا إليه راجعون !!!