{ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ }
من أوائل الأمور التي أمر الله بها سيد البشر على مر العصور الأمر بطهارة الثياب وذلك في قوله تعالى : { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} 4 المدثر ـ وطهارة البدن والملابس شرط من شروط الصلاة لكننا نلحظ في هذا الزمان اهتمام الناس بالأمر الأول وتجاهل الأمر الثاني إلا من رحم ربك .
فالناظر في حال كثير من المصلين يجدهم لا يهتمون بمظهرهم عند أداء الصلاة ، وقد أكثر الواعظون من قول : ماذا لو أن أحدنا سيقابل مديره أورئيسه أو ماشاكل هذا ؟ .
أتراه يكون على الحال التي يحضر بها للصلاة !! ، ولكني أقول ماذا لو قيل لأحدنا أنه ستزف إليك عروس هذه الليلة ماذا سيكون حاله ؟ ستجده يتكلف أحسن الثياب وأجمل الأطياب ،
ويبقى هذا أو ذاك لمقابلة البشر فما هو حالنا عند مقابلة رب الأرباب ؟ .

ولنا في سلفنا الصالح قدوة حسنة فالإمام مالك عليه رحمة الله ـ كما هو مذكور في ترجمته ـ كان لا يجلس للتدريس إلا بعد أن يتطهر ويتطيب ويلبس أحسن الثياب قال تعالى : { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } 32 الحج ـ وهذا حاله في التدريس فما بالك بالصلاة .
بقي نقطة مهمة تخص الأخوة الذين أبتلوا بعادة التدخين ـ نسأل الله لنا ولهم العافية والسلامة ـ
حيث نتمنى منهم أن يمتنعوا عن التدخين قبل الصلاة بوقت كافي ، فو الله لقد رأيت من يمشي إلى المسجد وهو يحمل سيجارته بيده ثم يطفئها عند باب المسجد ويدخل لأداء الصلاة .
فإذا كنا قد مُنِعنا من حضور الجماعة عند أكل الحلال الذي يؤذي برائحته المصلين فمن باب أولى الشيء المُجمع على تحريمه ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الثُّومِ و قَالَ مَرَّةً مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ )) رواه مسلم .
اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

أخوكم : الكاتب النحرير
جدة – بوابة الحرمين الشريفين
الاثنين 13 / 8 / 1422هـ