ورود على جباه حراس الثقافة (طلاب كلية اليمامة) ... وتوضيح لبعض النقاط
بسم الله الرحمن الرحيم
لم أكن أتصور أن يمتد بي العمر لأرى بأم عيني وفي قلب الوطن (مسرحية عبثية) على (مسرح اللامعقول) وهذان مصطلحان كنت أجزم أن تداولهما مقتصر على البلاد (البعيدة) إلى أن تمثلا لي وللحضور واقعاً معاشاً يثير الدهشة والإنبهار من الخارج ، والحزن والألم من الداخل ، وهذا ماحدث بالفعل على مسرح كلية اليمامة الواقعة على طريق الرياض-سدير-القصيم مساء يوم الاثنين 6 ذي القعدة 1427هـ الموافق 27 نوفمبر 2006م حيث سيكون هذا تاريخاً هاماً ومميزاً كونه يمثل نقلة نوعية ودفعة قوية إلى الأمام لا في مسيرة الكلية (الغضة) فحسب لكن في سيرة المجتمع ككل.
بل إن ماحدث تجاوز (العبث) و (اللامعقول) ولعلي أطلق عليه مصطلحين جديدين هما (مابعد العبث) و (مابعد اللامعقول) قياساً على (مابعد الحداثة) و (مابعد اللا منتمي)... وغيرهما من المصطلحات المبتدئة بـ (مابعد) فهذان المصطلحان يمكن تعريفهما بأنهما (مايدلان على ابتكار جديد من العرض المسرحي) أبطاله هم أفراد فئة مشاغبة غاب عنها العقل وطغى عليها التشنج ذوو نوايا مبيته بخبث بأن يحضروا لا للاستماع ولا للاستمتاع بالعرض المسرحي المفترض حتى ولو كان بهدف النقد وإبداء الرأي فالطرق والأساليب الطبيعية متاحة للتعبير عن ذلك للجميع ، لكن كان حضورهم فعلاً بقصد الإفساد والاعتداء الهمجي غير آبهين بالكثرة من حولهم من العقلاء والمثقفين وجلهم من هم في سن آبائهم لكن يبدو أنه ليس للاحترام والتوقير وجود في قاموسهم.
بل حتى لم يكترثوا بوجود رجال الأمن الرسميين أمامهم... وهو مايعد انتهاكاً صارخاً واستهتاراً خطيراً بسيادة الدولة فهل بعد هذا يمكن التهاون معهم؟ بالتأكيد (لا) فإن (النار من مستصغر الشرر).
كذلك لم يراعوا وجود المثقفين الضيوف المدعوين من خارج الوطن ولا الأساتذة الأجانب المحاضرين في الكلية... فماذا نتوقع أن يكون انطباعهم؟ بالتأكيد انطباع مظلم وقاتم عن هذا الوطن وثقافته وأبنائه في وقت تحاول الحكومة جاهدة تحسين صورة المواطن السعودي التي شوهتها فئات إرهابية في حوادث مشؤومة معروفة. وليس أقل من أن يقول هؤلاء الضيوف عندما يعودون إلى بلادهم أنهم شاهدوا (مسرحية إرهابية) على الطبيعة!!
وفي منظر هستيري لا يمكن تصديقه فإنه حتى باقات الورود والزهور (رموز المحبة والسلام والصفاء) استخدموها في هجماتهم الغوغائية على من كان في المسرح.
وكما أنه لايوجد في الكون خير محض ولا شر محض ، ولكل أمر وجهان ، فإن الجانب المضئ في هذه الحادثة الشريرة هو ما أبداه طلاب الكلية ومنظمو المهرجان بسبب قلة رجال الأمن وكثرة المهاجمين من بطولة رجولية فائقة دافعوا فيها ببسالة عن هذا المنجز الحضاري الشامخ بكل ما أوتوا من قوة وتلقوا جراء ذلك إصابات لا تعدو أن تكون كل واحدة منها وشماً يحق لمن حمله أن يفخر به ويشير إليه كونه علامة على أن حقبة من تاريخ مسيرة الفكر التنويري لهذا الوطن الغالي (مرت من هنا) وعندما نعلم أن هؤلاء الأبطال (بوغتوا) بهذا الهجوم الشرس المبيت والمنظم مسبقاً من قبل تلك الفئة الضالة فليس لي إلا أن أتنفس الصعداء لأني استشرف مستقبل أبنائي مشرقاً وضاءاً في عيون هؤلاء الأبطال المتطلعة بكل ثقة واقتناع صوب أشعة النور التي تضئ الكون برمته.
فليقبلوا مني أن أرفع فوق هاماتهم أكاليل من الزهور الندية والورود الفواحة ، ولا أغفل قبل ذلك ولا بعده الحكيم عميد الكلية الدكتور أحمد العيسى حيال إلغائه المسرحية ليس إنهزاماً أمام تلك الفئة المغيبة ، بل لأن الحضور رأوا بأنفسهم مسبقاً نتيجة التطرف التي تحذر منه المسرحية!
أبو عبدالرحمن
الرياض
*********************************************
أولاً: أشكر أبو عبدالرحمن على هذه الكلمة التي أعتبرها وسام فخر أعلقها على صدري كوني أحد (حراس الثقافة) وأقول له ( لافض فوك ).
ثانياً: توضيحاً لما سبق وأن طرحته في موضوع (ماحدث في كلية اليمامة) صباح يوم الثلاثاء الماضي والذي تم نقله إلى غياهب الظلمات فإني أود ذكر بعض النقاط ورداً على بعض الأعضاء وتوضيحاً للحقيقة الكاملة لأني (حارس الثقافة) والمعني بالأمر والموجود أصلاً في قلب الحدث يعني (لست أتبع وكالة يقولون)
بسم الله ابدأ ...
النقطة الأولى التي ذكرها بعض الأعضاء بخصوص الألفاظ التي أطلقتها على (التكفيريين) ووصفهم بـ (البهائم) وأنها هي نتاج ثقافتي التي استقيتها من تركي الحمد... أولئك الذين حضروا إلى المسرحية وقاموا بفعلتهم الشنعاء كانوا يرددون كلمة (ياكفار) (ياعلمانيين) (ياملحدين) (ياليبراليين) أثناء وبعد أعمالهم التخريبية استمروا في ترديدها وكانوا يقصدون بذلك الطلاب والعاملين... وأنا واحد من هؤلاء الطلاب الذين (رُموا) بهذا الوصف المقيت والخطير في نفس الوقت... هل هؤلاء من حضروا بفعلتهم يجوز لنا أن نطلق عليهم (مصلحين)؟ كفرونا تكفيراً وجردونا من كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) أمام الحضور ومن حضر شاهد على ذلك ... تسجيلات الفيديو شاهدة على ذلك... وبالنسبة إلى الألفاظ التي أطلقتها ... هل ترون بما فلعوه هو عين الصواب؟ أينكم من قوله سبحانه (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)؟ هل هذه هي الطريقة الحكيمة في الدعوة إلى الله؟ هل هذه هي الموعظة الحسنة؟ هل هذه هي المجادلة بالتي هي أحسن؟ لا والله ... وإنما طريقتهم هي .... (لكم الخيار فيما ترون أن تطلقوا عليها ولي الحق بالتمسك بما قلته من قبل في طريقتهم)... ثقافتي لم استقيها من تركي الحمد ولا من أمثاله.. أنا إنسان لي عقل وهبنيه الله لأفكر به ... ديني الإسلام وقدوتي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم... أعرف حقوقي مالي وماعلي ... الحمد لله أعرف الخطأ وأعرف الصواب حتى وإن ارتكبت خطأً وأنا أعرف أنه خطأ فهذا ذنبي أنا وأتحمل عواقبه... لم أترك أحداً ولله الحمد يحرضني على أشياء أو يغير فيني مبادئ... طريق الصواب معروف وطريق الخطأ معروف.
النقطة الثانية بخصوص من يظن أو يشك في اني مروج إشاعات وأن ماقلته فيه تمليح وتبهير للموضوع... إن لم تكن حاضراً للأحداث لا تكذب الحاضرين لها ودعهم ينقلون الحدث بمصداقية وسواء (دخلت مخك) أو لم تدخل فهذا شأنك فأنت لم تحضر... بالمناسبة هل سمعت عن حركة اليد الذي فعلها أحد أولئك التك...؟ هل سمعت بقذف أحد أولئك التك... لأحد الحاضرين في عرضه؟ هل سمعت بذلك الذي يدعي الإلتزام بقوله لأحد العاملين في الكلية كان يحمل معه كاميرا تصوير ... (لاتصور الأحداث بل صور أختك الحاضرة فوق)؟ إن لم تسمع بذلك كله فأعلم بأنك مغيب تماماً عن الأحداث وغشي عليك بغطاء (غزوة اليمامة)
النقطة الثالثة بخصوص من يتسائل عن إستفزاز المهاجمين وكيف أن أموراُ كثيرة حصلت وأن القصة مبتورة... هل منع المهاجمين من الصعود إلى مسرح الكلية ومنعهم من التكسير والتخريب يعتبر إستفزازاً؟ في معمعة الأحداث صعدت إلى المسرح وكان هناك البراك واقفاً ومعه شخصان أو ثلاثة (بودي قارد) سألته (هل ترضى بهذا ياشيخ؟ هل هذا هو الأسلوب؟) فرد لي (أنتم تستفزونهم)... يعني هل يريد أن نتركهم يهدمون المسرح؟ هل منعم يعتبر استفزاز؟ بعد إجابته طلب المايكروفون للتحدث إلى أولئك التك... لم نجد المايكروفون... سألت نفسي ماذا سيقول لهم؟ هل سيقول (إنتهت غزوة اليمامة؟) أم (انتصرنا على الكفار؟)... ماذا يريد ذلك المتسائل عن القصة كاملة؟ هل يريد أن نخبره عن ماذا فعل هؤلاء التك...؟ هل يريدني أن أكتب تلك الجملة التي خرجت من لسان ذلك التك... تجاه أحد الحضور (وكانت عن عرضه)؟ عرض القصة كاملة وقول الحقيقة ليزيد المتدينين المعتدلين الذين نرى فيهم الخير والصلاح حرجاً كبيراً.
النقطة الرابعة... بخصوص ماذكره ذلك العضو عن قصدي بـ (كبيرهم) واني كنت أقصد بذلك أسامة بن لادن... ردي على هذا العضو هو مادمت تحضر للهبدان فأنت تعرف من أقصد... أما أسامة بن لادن فهو فقاعة صابون مالبث أن انفجرت استخدمته أمريكا للهجوم على أفغانستان ... هذا رأيي الشخصي وهذا ما ألاحظه... فأين هو بن لادن الآن؟ لو جلس المرء بينه وبين نفسه يفكر فيما يدور حوله وماحصل من الأحداث ليعلم كيف هي تجري الأمور ولكن سلم كثيرنا عقولهم وتفكيرهم لأناس آخرين ليفكروا بدلاً عنهم... لعدم وجود صلة أو رابط لابن لادن بالحدث فأنا أقفل الحديث عنه...
النقطة الخامسة بخصوص ماذكره الهبدان عن صور (لنساء عاريات جداً) على خشبة المسرح... العرض الأول للمسرحية شاهده قرابة الـ 400 شخص ... صور لوجه نساء معلقة على طاولة ديسكو... أين العري والعري جداً؟؟؟ أترك الإجابة لمن حضر المسرحية... ولمن سيعلق عن وجود ديسكو في المسرحية أطلب منه عدم التعليق إذا لم يشاهد العرض الأول...
النقطة السادسة بخصوص ماتناقله البعض بعدم القبض على أحد المخربين ... تم القبض على 31 شخص والبراك والبودي قارد تبعه من ضمنهم... جاري التحقيق معهم وهذا ليس نقلاً من أحد وإنما بما شاهدته بنفسي...
النقطة السابعة بخصوص من حاول تشويه سمعة طلاب كلية اليمامة ومحاولة لصق التهمة لهم بسكب الزيت على النار وتكبير الموضوع... ماذا تتوقعون من (طلاب) بذلوا جهودهم لتنظيم عرس ثقافي على مستوى إقليمي يحضره كبار المثقفين ووجهاء المجتمع سواء من الداخل أو الخارج... حينما يرون أن جهودهم قد لامست الزوال بفعل أولئك التك... الطلاب ضبطوا أنفسهم في البداية وليس أدل على ذلك من دخولهم خلف ستار المسرح لضبط النفس ولكن تعالي أصوات التك... بتكفيرهم وطعنهم في دينهم وأعراضهم لهو البلاء بعينه... كيف لهم بضبط النفس وقد استمر أولئك التك... بفعلتهم؟ الطلاب يرون جهودهم قد اُفسدت من فئة باغية... عرس ثقافي ينظمه طلاب! متى حصل هذا؟ طلاب ينظمون؟ كيف وأين؟ لأول مرة تحدث في المنطقة إقليمياً أن طلاب ينظمون أسبوع ثقافي كامل ... بدايةً من إستقبال الضيوف من المطار وإنتهاءاً بتوديعهم... انظروا حولكم من خلال الأسابيع الثقافية الأخرى... من هم المنظمون؟ من هم المشاركون؟ هم العاملون في الجامعات فقط ... دور الطالب مهمش في التنظيم وهذا لهو عين الصواب فيما فعلته كلية اليمامة بإتاحة الفرصة للطالب في المشاركة بتنظيم أسبوع ثقافي على المستوى العربي... الحمد لله الضيوف راضين كل الرضا من حسن المعاملة من الطلاب... متعجبين من الترتيبات التي قام بها الطلاب... لم يكن يدر في خلدهم بأن من سيستقبلهم في المطار هم طلاب الكلية... وفي الفندق هم طلاب الكلية... وفي وسيلة النقل من الفندق هم طلاب الكلية... وحين الدخول إلى الكلية هم طلاب الكلية... وفي زوايا المعرض التشكيلي هم طلاب الكلية.. وفي استقبال ضيوف المسرح هم طلاب الكلية... وفي القائمين على المسرحية هم طلاب الكلية... وفي توديعهم في المطار هم طلاب الكلية... هنيئاً لكم ياطلاب كلية اليمامة فيما فعلتموه وفيما قيل عنكم ... ماقذفتم به من تكفير وعلمانية وإلحاد وليبرالية لهو دافع لكم بالإستمرار في نهجكم ومسيرتكم... هنيئاً لي شخصياً بأني كنت أحد أولئك الطلاب وأحد (حراس الثقافة)
تقبلوا تحياتي
الوضع الشجري
