ألف مبروك تأهل المنتخب السعودي للمرة الثالثة على التوالي ...
استهلال:
أكتوبر... شهر الثورات، شهر الانتصارات
........................
باسمك الأخضر
يا أكتوبر الأرض تغنِّي
الحقول اشتعلت قمحاً ووعداً وتمنِّي
والكنوز انفتحت
في باطن الأرض تنادي:
باسمك الشعب انتصر
والقيود انسدلت
جدلة عُرسٍ في الأيادي
........................
وفي أكتوبر، طال الفرح أبناء الوطن مرّتين، عبر واجهتين كرويتين. لأنّ التأهُّل الأول للمونديال، كان في يوم 28 أكتوبر 1993، ثم التأهُّل التأكيدي الثالث، يوم (21 أكتوبر 2001).
أربطوا بين هذه "الأكتوبريّات"، وستتجلّى مظاهر متباينة للفرح، رغم أن أكتوبر الآن "حزين جدّاًً"، وهو يرتدي بدلة الحرب والتقتيل، في أرضنا الإسلامية، ما بين أفغانستان وفلسطين.
(*)........................
التأهُّل السعودي الثالث، لم يكن انتصاراً رياضياً فحسب.
كان الوصول "المونديالي" الثالث للسعوديين، ذا أبعاد سياسية، ولا تستغربوا.
الكرة لها لسان. قد يكون سليطاً، وقد يكون "مهذّباً"... إنها "دبلوماسية الأقدام"، التي لها أحياناً أدوارها، في حلّ الكثير، من الأزمات السياسية، عن طريق إقامة مباراة، ليس إلاّ (!).
في إفريقيا، كادت تصفيات المونديال، أن تكون سبباً، في قطيعة دبلوماسية، بين دولتين عربيتين. فحينما تشنّج الجزائريون، في مباراة حاسمة أمام مصر، كانت السبب في عدم تأهُّل الأخير، كادت أن تحدث "مصيبة" بين الأشقّاء. والمؤسف أن 3 منتخبات عربية، في مجموعة واحدة (مصر، المغرب، والجزائر)، لم يتأهل أيٍّ منها، ولعب جميعهم لصالح منتخب السنغال.
أمّا العرب في آسيا، حوّلوا "المستديرة"، إلى مائدة مفاوضات سياسية لبقة.
تحمّس البحرينيون، كأقصى ما يمكن من حماسة، وأقصوا الإيرانيين، وصرخة مدرِّبهم الذي "قد ينتحر!"، ليكونوا سبباً أساسياً، في تأهُّل المنتخب السعودي.
............................
في غمرة شلالات الفرح المتدفقة في الانجاز لا ننسى فقيد الرياضية العربية والسعودية صاحب السمو الملكي الأمير " فيصل بن فهد " رحمه الله ... فما نحصده اليوم هو غرس ما بناه المرحوم ... وسار على نهجه صاحب السمو الملكي الأمير " سلطان بن فهد " ونائبه صاحب السمو الملكي " الأمير نواف بن فيصل بن فهد " ..
............................
هذا التأهل أغلى من أي تأهل لأن التأهل هدية بسيطة من ابناء الوطن إلى قيادتنا الحكيمة، وأهم تأهل لانه هدية لخادم الحرمين الشريفين الملك " فهد بن عبدالعزيز " حفظه الله .. هدية متواضعة في ذكرى البيعة المجيدة ..
.............................
دامت الأفراح وسلمت يا وطن ..
ما اجمل الفرحة ..
ستبقى شامخا آيها البلد ، شموخ ذلك البدوي الأصيل الذي لا يرتضى غير القمة ولا يقبل غير العزة ..
ستبقي ذلك الآبي ، آباء الصحراء بكبرياء جبال السراة ..
في كل محفل لك راية خفاقة ..
وفي كل شيء وبرغم كل شيء آبى أبناؤك إلا أن يسطروا إبداعهم ، وان يرسموا لوحة شرف جميلة مطرزة بعزة أبية ، وبطموح يعانق عنان السماء ..
بعزيمة الرجال ، سطر لنا رجال الأخضر اجمل لوحات الفرح ..
سلمت يا وطن ..
* ومن مجد إلى مجد يا وطن المجد ...