klick ......dont loss it
 

مقال للكاتب محمود الربيعي

العريس

أحاول جاهداً أن أعيد ترتيب أفكاري فيما تعلمته من وجودي في عالم الصحافة الرياضية على مدار 30 سنة أو يزيد ''!'' في هذه الأيام تحديداً أفاجأ بأن هناك مفاهيم جديدة أصبحت تسود وتكاد تقتل مع سبق الاصرار والترصد الكثير من الثوابت التي نشأنا عليها وتربينا عليها ''!'' أسأل نفسي وبصدق هل أنا أصبحت ''دقة قديمة''·· هل أصبحت أفكاري مستمدة فقط من زمن ولى وانتهى! هل أصبحت غير مواكب للعصر الجديد مثلاً؟! حقيقة لا أدري ''!'' فقد أصبحت في حاجة لمشورة الآخرين·· حتى لا تزين لي نفسي أنني الذي على صواب وان الآخرين هم الذين على خطأ ''!'' أسأل نفسي عندما يختار المدرب ميتسو مثلاً·· وهو المدرب العالمي زائع الصيت مجموعة كبيرة من النجوم الهابط مستواها·· ومجموعة كبيرة من النجوم المصابة أو العائدة من الاصابة أو التي لم تشارك مع فريقها في مباريات الدوري·· وأتساءل أين هو المفهوم الذي عملنا من خلاله سنوات وسنوات وهو مفهوم ''اللاعب الجاهز''!'' هل أصبح مفهوم اللاعب الجاهز من مخلفات الماضي؟! وعندما يقع بصري على مانشيت كبير يقول ''خلفان عريس آسيا'' في إشارة الى اختيار اللاعب القطري الصاعد خلفان إبراهيم كأفضل لاعب في آسيا·· ثم اتساءل ببراءة من هو خلفان·· فهل هذا التساؤل يدينني مثلاً؟! وأسأل نفسي كيف يختار الاتحاد الآسيوي لاعبا بحجم ''أفضل لاعب في آسيا'' وأنا لا أعرفه·· هل وصل بي التخلف عما يدور حولي الى هذه الدرجة ''!'' وأحاول جاهداً أن أعرف أي معلومات عن العريس·· فلا أجد الا ان سنوات عمره لا تزيد عن 18 عاماً وأنه لتوه قد تم اختياره ضمن قائمة لاعبي المنتخب الأول القطري·· وأنه لاعب شديد الموهبة· وأتساءل مرة أخرى ما هو المقصود بكلمة موهبة·· وهل كل لاعب موهوب لا بد وأن يكون بالضرورة أفضل لاعب في آسيا· أليس من الثوابت والمعايير كما تعلمنا أن تكون لهذه الموهبة اسهامات مشهودة وعظيمة وطاغية لدرجة ان الجميع قد علم بها وعرفها وهذه الاسهامات تكون قد قدمت خدمات جليلة لرياضة بلاده ولرياضة القارة الآسيوية؟! من سمع منكم أن النجم الآسيوي خلفان قد حقق كل هذه الانجازات العظيمة وهو لم يحمل لقب لاعب دولي بعد·· أو حمله منذ أيام ''!'' نحن لسنا ضد المواهب وضد الألقاب·· ولا نسمح لأنفسنا ان نشارك في جريمة التأثير على لاعب صاعد·· ولكن إذا كانت هناك جريمة فقد ارتكبها غيرنا ''!'' كنت سأكون متوافقاً مع هذا الاختيار اذا كان يخص أفضل لاعب صاعد مثلاً· عندما اختاروا النجم الايطالي كانافارو كأفضل لاعب في العالم وهو ''مدافع'' لم أندهش لأن الاختيار اعتمد في المقام الأول على لقب منتخب بلاده وهذا يبدو مقنعاً حتى لو لم يكن اللاعب هو الأفضل على المستوى الفني·· وبالتأكيد لم يكن الأفضل·· لكنه بالتأكيد أيضاً أنه قد لعب دوراً مهماً في فوز فريقه وهذه الثوابت والمعايير التي أتحدث عنها· كل التهنئة لمجلة ''سوبر'' الإماراتية التي انفردت بهذا السبق الكبير·· وما أسعدها لأن هذا الانفراد سوف يثير جدلاً·· وسوف يثير العديد من علامات الاستفهام حول معايير الاتحاد الآسيوي ومنطلقاته ومفاهيمه· كل التهنئة ''لسوبر'' التي كشفت ان الماسة الآسيوية ستذهب للمسيو بلاتر في اختيار يكشف آلية العمل ويفضحه·· فهذه الماسة من المفترض ان تذهب لأبناء آسيا وليس لرئيس جمهورية كرة القدم·· لأنه باختصار ليس في حاجة اليها·· بل كان من المفترض ان يعلقها هو على صدر أحد الآسيويين فهذا هو دوره وهذه هي مكانته· كنت ولا زالت أفتخر أنني أنتمي الى جنس الأخ العزيز محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي·· فأنا عربي مثله· لكن هذه الأشياء تفضح المستور وتلقي بظلالها على قيم الاقتناع والإعجاب أحياناً! راح ذهني الى نادي شونبوك الكوري بطل آسيا والى نادي الكرامة السوري الطرف الثاني في النهائي الآسيوي ووصيف البطل· رحت أتذكر لاعبي هذا الفريق الكوري وهذا الفريق العربي فلو كان منهم نجم آسيا مثلاً لاقتنعت وتقبلت· أيها الزمن الجديد اعذرني فأنا من المتخلفين عن الركب··! ويا أيها النجم الجديد خلفان استمتع باللقب الذي جاءك قبل الأوان فالذنب ليس ذنبك·· ومن منا يستطيع أن يدين المواهب يا عريس!



al ittihad al emaratiyah

مشكور أخوي ويعطيك العافيه

يعطيك ربي الف عافيه ،،،، والصراحه المقال روعه ،،،، واتمنا من كاتبه الاستمرار وان شاء الله إلى الامام دائما بإذن الله .