
27/10/2001, 04:08 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 20/07/2001
مشاركات: 122
| |
الكرة العربية.. بين الواقع والمأمول * مجهودات الأمير فيصل بن فهد رحمه الله لتطوير كرة القدم العربية جعلت في قلوبنا شيئاً من التفاؤل بوجود كرة قدم عربية تضاهي تلك التي نستمتع بها في الدول المتقدمة كروياً.
* إلا أن المتتبع لوضع الكرة العربية الحالية يكاد يتيقن أن شيئاً مما حلم الأمير فيصل به لم ولن يحدث.
* أربع دول فقط هي التي تستطيع إنجاز شيء ما على الصعيد الدولي، تونس والمغرب ومصر والسعودية.
* أعتقد أن دولة مثل تونس تجعل المواطن العربي فخور بما وصلت اليه كرويا، فالملاحظ لخط سير المنتخب التونسي يراه تصاعدياً بشكل ملفت للنظر.
* فبعد نهائي أمم إفريقيا 96 والتأهل لكأس العالم 98 والعودة مجدداً الى نصف نهائي أمم إفريقيا 2000 دون أن ننسى حصول منتخب تونس الأولمبي على ذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط، جاء التأهل الى مونديال كوريا واليابان وللمرة الثانية بعد مونديال 78 ليضع الكرة التونسية ضمن ركب المقدمة إفريقيا.
* وكغيرها من دول شمال إفريقيا أصبح لتونس العديد من المحترفين في الخارج كعادل السليمي وزبير بيه والمهدي بن سليمان والطرابلسي والواعر وبدرة والقابسي والمهذبي وبوزيان وغيرهم.
* ناهيك عن منافسة الأندية التونسية الدائمة للبطولات الإفريقية والدوري القوي هناك حيث وجود أكثر من ناد مرشح للحصول على اللقب.
* أعتقد أن المنتخب التونسي مرشح كبير جداً للحصول على اللقب الافريقي القادم ، وهو قادر على إنجاز المستحيل في المونديال القادم.
* نأتي بعد ذلك الى مصر التي تملك منتخباً يحسب له ألف حساب إفريقيا وله سمعته كذلك.
* الكرة المصرية تواجه بعض العوائق التي قد تحد من تقدمها، وأبرز هذه الأمور هو الدوري الضعيف جداً هناك فالأهلي والزمالك هما المرشحان دائماً وأبداً للحصول على اللقب وحتى التنافس بينهما كاد أن ينعدم نتيجة تربع الأهلي على القمة ولمدة سبع سنوات متتالية اكتفى فيها الزمالك بالمشاهدة.
* ويبدو أن هذا هو مادفع اللاعبين إلى الاحتراف في الخارج والبحث عن ذلك وحتى في انعدام العروض وساعدهم في ذلك مدرب المنتخب الجوهري الذي يؤكد أن بقاء اللاعبين في مصر لن يساعد في استمرار قوة المنتخب.
* كنت شخصياً أتمنى تأهل المنتخب المصري لأنه كان جديراً بذلك ولأننا لن نتمكن من مشاهدة هاني رمزي ونادر وربما حازم وبالتأكيد حسام حسن في مونديالات قادمة بحكم السن.
* واذا قلنا أن المنتخب المصري كان جديراً بالتأهل فإن نظيره المغربي لم يكن كذلك رغم تصدره لمجموعته قبل خط النهاية، فالأداء المغربي الآن لم يكن كذلك الذي أسر القلوب الغربية قبل العربية من شدة الابداع .
* أعتقد أن الكرة المغربية لو استمرت على نهجها هذا ستفقد مكانتها المرموقة في وقت غير بعيد ، فالأسماء التي شاهدناهاقبل أربعة مواسم هي نفسها التي نسمع بها وإن تغير موقع اللاعبين بين الملعب والدكة حسب رؤية كل مدرب حاليا دون إضافة وجوه جديدة تكفل للكرة المغربية الاستمرار في المنافسة.
* وحتى اللاعبين المحترفين في الخارج رغم كثرتهم ، فالأساسيون في فرقهم يعدون على أصابع اليد ، العظيم نور الدين ومصطفى حجي رغم فقدانه لبريقه المعهود هم الوحيدان المؤثران في نتائج فرقهم ويمكن إضافة بعض الأسماء كبصير وصابر وشيبو وربما كشلول.
* أما الدوري المغربي فحدث ولا حرج ، كرة تشابه تلك التي نسمع عنها سابقاً يوم كانت الكرة مصنوعة من الجوارب ، يجري اللاعبون وراء الكرة إلا أن يخطفها الحارس ليرسلها عالية وتعاد العملية مرة أخرى ولكن في الاتجاه المعاكس ، حتى أن المتابعين هناك أصبحوا يعدون الأيام حتى يصلوا إلى اليوم الذي تقام فيه مباراة الوداد والرجاء كمباراة يمكن مشاهدتها.
* وقد نجد العذر لدول مثل ليبيا والجزائر والسودان للظروف المختلفة التي تحد من التقدم لديهم.
* لكن ما يحزنني بالفعل هو حال الكرة الجزائرية حالياً، فالمنتخب الجزائري في يوم من الأيام كان بطلاً لإفريقيا وتأهل للمونديال وأحدث ضجة في الأوساط العالمية.
* وحتى على مستوى اللاعبين فرابح ماجر جلب بطولة الأندية الأبطال الأوروبية لبورتو بهدفه الشهير، وعصاد أبهر المتابعين آنذاك ، وجاء بعد ذلك جمال مناد وغيرهم.
* وحتى في الوقت الحالي هناك لاعبون متميزون لكن الظروف حتمت علينا فقدان رمز من رموز الكرة العربية.
* وبقدر ما أحزنني الجزائريون، أضحكني السودانيون حينما صدقوا أن لديهم أمل في التأهل الى المونديال في مواجهة نيجيريا وليبيريا وغانا، لم أضحك من باب السخرية و الاستهزاء، لكن على المسؤولين أن يعلموا أن التأهل يحتاج الى تخطيط واستراتيجيات طويلة المدى والمحاولة لإعادة عصر الكرة السودانية الزاهر، فالمسألة ليست ترقيص وهز مدرجات.
* وحينما نعرج على عرب آسيا، لانجد مبرراً للحال التي وصلت إليه الكرة الكويتية مثلاً ، فقد ظن الكويتيون أنهم وصلوا إلى القمة بحصولهم على كأس آسيا عام 80 وبلوغهم مونديال 82 وفوزهم غير مرة ببطولة الخليج، فاكتفوا بذلك وتفرغوا لهزيمة المنتخب السعودي فقط وليتهم استطاعوا.
* وعن الأمارات فحدث ولا حرج، منتخب تأهل الى مونديال 90 وأثخنت شباكه بالأهداف ، وحاول بالقوة الحصول على كأس آسيا على أرضهم، وغير ذلك لاشيء سوى موقعتين هامتين أمام الهند واليمن عاد فيهما الأبيض يجر أذيال الخيبة .
* لا أجد مبرراً للضجة الاعلامية التي أحدثها الإعلام الأماراتي بعد التأهل الى الملحق وتناسوا أن هناك بعبعاً أوروبياً اسمه إيرلندا ، هذا اذا تمكنوا من تخطي عقبة المنتخب الايراني (أشك في ذلك).
* نفس الحال ينطبق على المنتخب القطري ذو الانجاز الوحيد والذي أخذ على عاتقه كغيره من المنتخبات الخليجية هزيمة المنتخب السعودي وجعلوا ذلك هو محور اهتمامهم.
* باختصار ينبغي على منتخبات الخليج الرقي بفكرها وطموحاتها لتتعدى المباريات التنافسية الخاصة والتفكير في المنافسة قارياً أولاً قبل نثر الأماني برغبة الوصول الى العالمية.
* لا ننسى أن نشيد بالرغبة الكبيرة في التطور لدى البحرين وذلك بعد سياسة التجديد والبناء التي اعتمدها الاتحاد البحريني وكانت النتائج الأولية هزيمة الكويت في الكويت والفوز على العراق بعد فترة طويلة جداً والتعادل مع السعودية وإيران خارج قواعدها قبل الهزيمة الثلاثية التاريخية في المنامة.
* كما أن على منتخبات مثل سوريا والأردن ولبنان معرفة ما يريدونه من كرة القدم أولاً حتى يتسنى لهم بعد ذلك التطلع إلى ماهو أفضل.
@ أماني وطموحات:
* أتمنى أن يوجد الحل سريعاً لدى الاتحاد المغربي قبل أن تقع الكارثة ونفقد منتخباً عربياً قوياً آخراً.
* أتمنى أن تعود الجزائر وليبيا والسودان والكويت والعراق الى سابق عهدها لنحلم جميعاً بمنتخبات عربية تستطيع المنافسة قاريا ولم لا عالميا!!
* أتمنى أن يمن الله على إخواننا في فلسطين بالتحرير وإنتهاء الأزمة لنحتفل بعودة المنتخب الفلسطيني الى المسابقات المختلفة.
* أتمنى من الله العلي القدير أن يأخذ بيد المنتخب الأماراتي في الملحق ويمكنه من بلوغ المونديال.
* أخيراً .. أتمنى أن نبتعد عن الحساسيات الغير مبررة بين الدول العربية وأن نحاول مع بعضنا البعض النهوض بكرة القدم العربية والوصول بها إلى أرقى المستويات بدلاً من المشاحنات والاتهامات التي ليس لها أي داع.
################################
* خاتمة:
رحمك الله يا أمير الرياضة العربية.
اخر تعديل كان بواسطة » لايفوتك في يوم » 27/10/2001 عند الساعة » 05:38 PM |