بعروقنا دم .. لا .. بعروقنا ديره (فارس الروضان)
يا غاليه.. يا غاليه
فوق الغلا أنت
ما أجملك حبيبتي.. ما أجملك
العشق لك.. والمجد لك
يكفي القصايد فخر.. لو توصلك
يا مجدّ له شعرك نفود
وعالي جبينك هالنجود
قلبك هضاب بينها
أطهر مكان في الوجود..
يا غالية.. يا ديرتي لست بحاجة كبيرة لكي أقسم بأنك قطعة من ذاتي.. لست بحاجة لكي أنشد أكثر فوالله انني لا أشعر بأي شيء سوى أنك دمي وعروقي.
في ليلة الاثنين.. لم يبق سعودي أصيل ولا محب لهذا الوطن المتفرد إلا وقال: الليلة غير.. حتى الأغاني غير.. بل حتى النجوم والسماء وبياض القمر غير.
في تلك الليلة لم تمنح السعودية الفرح لمواطنيها فقط بل إن كرمها فاض على الخليج.. وكل جزء من الوطن العربي.. وكل مسلم بانتصار الغالية القوي وتكفلها للمرة الثالثة على التوالي على مدى 12عاماً برفع راية التوحيد الخفاقة في أكبر المحافل الرياضية على الإطلاق.
هذا التأهل حمل أشياء كثيرة.. فهو أطعم والذ وأعذب تأهل على الإطلاق لاعتبارات كثيرة أهمها تأكيد تميز أبناء الجزيرة الأصايل دون غيرهم من شعب آسيا.. وأيضاً أنه التأهل الثالث على التوالي كإنجاز عربي غير مسبوق وكذلك لأنه منذ البداية بقيادة ابن الوطن ناصر الجوهر يعني أنه تأهل سعودي خالص ولن أنس أنه طعم للغاية لأنه هزم الذين تفرغوا للتقليل من هذا المنتخب العريق من المحسوبين على هذا الوطن الأشم الأبي.
فألف مبروك لحكومتنا الرشيدة.. مبروك لقيادتنا الرياضية مبروك لجميع الأجهزة الإدارية والفنية.. مبروك لكل لاعب سعودي ساهم في هذا الإنجاز.. مبروك لكل إعلامي مخلص وصادق.. "وعسى الله لا يغير علينا".
العابسون في الفرح؟!
ظاهرة تسجل لنا كسعوديين يجب أن نبحث عن أسبابها ألا وهي ظاهرة التقليل من أي إنجاز باللجوء إلى أسباب ظاهرها مثالي وباطنها غير ذلك.. ومثال ذلك أن (البعض) خرج في عز نشوة الفرح والتأهل القوي ليقلل من هذا الإنجاز ويطالب بعد الفرح والتفكر في الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها المنتخب خلال التصفيات ثم يشيرون إلى أن طعم الفرح ناقص لأنه جاء بمساعدة البحرين ويجب أن نتلافى مثل هذه الأحداث ويجب.. ويجب.. ويجب ولكنهم لا يدركون بأن أهم ما يجب هو سكوتهم.
في لحظة الإنجاز ليس هناك مجال آخر لحديث غير حديث الانتصار والتغني به واستقبال وتوزيع التهاني والتبريكات ففي يوم العيد لا مجال لغير الفرح.. في يوم العيد يجب أن نتبادل التهاني.. وننسى كل شيء وإذا كان عيد للوطن فليس لنا خيارات كثيرة سوى توحيد مشاعرنا بدون أي خلفيات.. لقد تأهلنا بأبناء كل الوطن.. وبكل أبناء الوطن.. وأي فكر غير ذلك هو فكر متخلف وشاذ ولا يمثل أي رجل سعودي أصيل.
في لحظة التتويج لم نشاهد أي شعار غير الأخضر لهذا لابد من الفرح لأنه الوطن.
وكذلك الشيء الجدير بالذكر أن أمامنا عملا كبيرا في متسع من الوقت يصل إلى تسعة أشهر ولكن بعد أن نمنح مشاعرنا وأنفسنا فرصة للتعبير عن الفرح بدون قيود ولو ليومين على الأقل.
وكون أن المنتخب قد مر بأخطاء فأظن بأنه لا يوجد منتخب على مستوى العالم لا يمر بالأخطاء وإذا يرى العابسون أنها أخطاء تستحق التوقف لدرجة إيقاف الفرح فأظنهم بحاجة إلى علاج من أخطائهم الفكرية والنفسية ونقول لهم إذا كانت الأخطاء تفعل بنا مثل هذا الفعل الراقي فأهلاً بها على الدوام.
جواهر الوطن..
احترمت الأستاذ فيصل عبدالهادي كثيراً وهو يعدد في كل محطة أسماء كل من ساهموا في هذا الإنجاز.. لم ينس عبدالهادي أحداً إلا نفسه.. تحدث بمنطق العقل.. تحدث بهدوء تام.. لم تأخذه نشوة الفرح وعظمة الانتصار لكي ينسى كما نسيهم الآخرون.
والحقيقة أنني اختلفت مع عبدالهادي في كأس آسيا بسبب تصرفه مع اللاعبين أمام الكاميرات التلفزيونية ولكني أقف إجلالاً لهذا الرجل ولي وقفة خاصة مع قيادة عبدالهادي في وقت آخر وذلك لما لمسته من قرب في أبوعبدالعزيز وكنت سأقول ما أود قوله حتى لو لم يتأهل الأخضر لأن الألم لا يشفع لنا باجحاف المخلصين.. وعبدالهادي أحد الجواهر الوطنية النفيسة.
الجوهرة الأخرى هو المبدع الأستاذ ناصر الجوهر.. فأتذكر أنه بعد لقاء إيران وقبل يوم من لقاء العراق تحدثت معه عن نيتي في إجراء حديث مطول معه لنشره بعد نهاية التصفيات وبكثير من التقدير والاحترام اعتذر وقال "بقي لي مباريتان وأعتزل التدريب" فقلت له ستغير رأيك.. والحقيقة لا ألوم هذه الجوهرة النفسية أبداً لأنه بعد لقاء إيران انتقد من البعض نقداً غير فني وهذا ما أحبطه.. ويومها أتذكر أنني أول من انتقده فنياً وقد رحب بذلك ولكن أعداء النجاح.. وأصحاب الأهواء تناولوا الجوهر شخصياً غير أن الله سبحانه نصره.. لثقته بالله ثم بنفسه وبلاعبيه وحبه الشديد لوطنه.
الجوهر غير أنه لم يخسر أي لقاء منذ إشرافه الأخير على المنتخب وغير أنه تجاوز ظروفاً صعبة واختبارات محرجة أكد أن الأرض المباركة قادرة على أن تنبت كل مبدع في كل مجالات الحياة.
ناصر.. اعلم بأنك كنز ثمين.. مهم.. واعلم بأننا نحبك كثيراً.. نقدرك كثيراً.. وسنقف معك كثيراً في أي موقع تكون فيه.. واعلم بأنك قد غدوت رمزاً في تاريخ الرياضة السعودية كالزياني وبقية الرموز الوطنية.
وإذا كنت قد قلت بأنك ستغلق هواتفك ولا تكلم الناس لعدة أيام فوالله لن نلومك.. بل نقول: نام يا ناصر وتنفس بعمق فقد أصدقت قول المتنبي حينما قال:
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصمُ..
والجواهر الوطنية من فضل ربي ليس لها حصر فكل من انضم إلى المنتخب وشارك حتى ولو في التدريب هو جوهرة نفيسة ساهم بشكل كبير في هذا الإنجاز الفريد من نوعه.. والجواهر الوطنية هم كل الجماهير الوطنية الصادقة التي حملت مشاعرها خلف الأخضر في كل محطة تتوقف بها قافلة الأخضر باتجاه كأس العالم.
والجواهر الوطنية هم كل رجال الإعلام إذاعة وتلفزيون وصحافة "المخلصين".. "الوطنيين".. الذين قدموا الغالي والنفيس وساهموا في كل ما تحقق.
نجوم خلف الأضواء
حتى وإن صرحوا وتحدثوا لوسائل الإعلام إلا أن ما قام به رؤساء البعثات من أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم من جهود كبيرة خلف الأضواء كانت بعد الله سبباً كبيراً في ما تحقق من إنجاز.. فقد عملوا دون استثناء على دعم المنتخب قلباً وقالباً حتى من لم يكن رئيساً للبعثة فأبارك لهم كثيراً على هذا الإنجاز.. وأخص بالتبريك سمو الأمير نواف بن سعد هذا الرجل المثالي.. الراقي.. النشيط.. المتفائل فقد كان وجه خير على المنتخب في أصعب لقاءين فله كل الشكر وكثير من التبريك.
وين أحب الليلة وين..
والآن وبعد كل شيء لي الحق كسعودي أن أغني:
وين أحب اليلة وين
وين أحب.. وين أهيم..
لي الحق أن أرفع رأسي لارى الغيم لأنني من فضل الله قد تجاوزت هذه المرحلة منذ سنوات طويلة فأنا كسعودي الآن اني أرفع رأسي لا تأكد هل لامست النجوم أم لا؟
صدقوني القضية ليست كرة قدم أو تنافس رياضي فقط ولكنها قضية وطن.. فكل ماله علاقة بالوطن يدغدغ مشاعرنا ويجعلنا نصل حد بكاء الفرح.. فالحمد لله سبحانه كثيراً على أن جعلنا أبناء هذا الوطن العظيم.. الحمد لله الذي أنبتنا من هذا الثرى الطاهر.. الحمد لله على كل ما حبانا الله من قيادة أبوية حكيمة.. الحمد لله على كل نعمة وبالحمد والشكر تدوم النعم.
وقبل أن أختم هذه المشاعر لابد وأن أتقدم كسعودي بخالص الشكر والتقدير لأبناء البحرين الرجال.. الكبار.. الذين منحوا السعودية حقها الذي كاد أن يضيع.. لقد أنصف البحرينيون السعودية وأنصفوا الحق.. وكسروا غرور إيران.. فألف شكر لهم وكلمة حق كانت البحرين الفريق الوحيد الذي يمتلك هوية قوية وثابتة بين كل فرق التصفيات في المجموعتين ولو قدر الله لها وحلت في المجموعة الأخرى لحققت حلم أبناء البحرين ولهم المستقبل بإذن الله.
يفداها الحسود
قالوا في مدحك تزود
قلت.. يفداها الحسود
وما على هالأرض.. أرض
مثل أرضي..
الوضع العادي
