نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

في عالم كرة القدم لكي تملك فريقا قريبا من منصات التتويج ومرشحا مستمرا للبطولات والكؤوس ومرعبا للخصوم يجب أن تملك هدافا من عملة نادرة قادر على سد أي ثغرة في فريقه ورتق نقاط الضعف مهما كانت.
فوجود هداف وقناص بمواصفات خاصة يعني أن الفريق قادر على تجاوز أي عثرة قد تواجهه في سبيل تحقيق أهدافه وطموحاته.
فعلى مستوى العالم، نجوم السامبا منتخب البرازيل في مونديال فرنسا 98، عجز ملوك اللعبة عن تحقيق البطولة رغم أن البرازيل في ذلك الوقت كان يملك أفضل العناصر، ولكن هبوط مستوى مهاجمه رونالدو كلفه خسارة اللقب بكل سهولة، فيما تبدل الحال في مونديال كوريا واليابان 2002، عندما كان رونالدو في قمة عطائه استرد اللقب بكل سهولة، وكذلك الحال بالنسبة إلى المستوى المحلي، فالنصر كان الفريق الأفضل والأخطر أيام الأسطورة السعودية ماجد عبد الله، وعلى الرغم من أن صفوف الأصفر لم تكن الأفضل ذلك الوقت، إلا أن وجود هداف من عملة نادرة ألغى كل ذلك وكفل التفوق لفارس نجد.
اللاعب الهداف أضحى عملة نادرة، بل أشبه بالألماس الذي إن وجد فلا يفرط فيه، وندرة الهداف على مستوى العالم أجمع، وخاصة على المستوى المحلي منذ اعتزال ماجد عبد الله، وأخيرا باعتزال سامي الجابر دوليا وقرب رحيله نهائيا عن الملاعب يعاني من غياب وصعوبة اكتشاف مهاجم قادر على قيادة الكرة السعودية للاستمرار على عرش الكرة إقليميا وقاريا.
الأندية السعودية في سباق حميم ومتواصل على الظفر بمهاجم هداف يصنع الفرق لفريقه ويكفل له أن يكون صديقا مقربا من الذهب ومنصات التتويج، لذا فإن أسعار المهاجمين على المستويين المحلي والدولي تصل إلى أرقام فلكية أرهقت ميزانيات الأندية ورفعت أسعار اللاعبين.
ياسر القحطاني قضية شائكة أصبح حديث الساعة والمجالس ليس كونه مهاجما من طينة الكبار القادرين على تحقيق ما يعجز عنه أبناء جيله ولكن القحطاني حرك الركود الذي اعترى الوسط الرياضي الصيف قبل الماضي، عندما دخل الهلال والاتحاد في منافسة كبيرة عليه للظفر به كفرسي رهان قبل أن يظفر به الأزرق في صفقة قدرت بأنها الأعلى والأكبر في تاريخ اللاعبين السعوديين قرابة الثلاثين مليون ريال، لينقسم معها الوسط الرياضي وخاصة البيت الهلالي إلى قسمين أحدهما فرح بقدوم ياسر القحطاني كونه من سيحمل لواء الهجوم السعودي بعد سامي الجابر، أما الفئة الأخرى فكانت ترى أن المبلغ فلكي وكبير.
القحطاني ياسر أو القناص كما يطلق عليه تحببا استطاع خلال موسمه الأولى أن يرمى سهامه ويحقق مع الزعيم بطولتين محلية ولكن محبي وعشاق الهلال رغم احتفائهم بالقحطاني، إلا أنهم يرون أنه لم يظهر بعد بالمستوى المأمول والمتوقع وما زالوا ينتظرون منه المزيد والمزيد خاصة أنهم يعلقون عليه آمالا كبيرة لقيادة الهجوم الأزرق خصوصا أن جابر عثرات الهلاليين سامي الجابر أفل نجمه وباتت أيامه في المستطيل الأخضر معدودة وقليلة.
روبن هود الكرة السعودية هذا الموسم حرمته الإصابة من الظهور مع الأخضر والأزرق، إلا أن عودة القحطاني مع فريقه أعاده للصدارة حيث إن ياسر أسهم بشكل كبير في حصول الهلال على تسع نقاط في ثلاثة لقاءات متتالية أمام الاتفاق والاتحاد والفيصلي، ليؤكد أنه العلامة الفارقة حاليا في الأزرق بجانب محمد الشلهوب لذا رغم حداثة انضمام ياسر للأزرق، إلا أن المهاجم الدولي أضحى عنصرا مهما ويشكل ثقلا كبيرا في صفوف الزعيم.
ياسر القحطاني الذي خطا خطواته الأولى عام 2002، وتحديدا في بطولة العرب الثامنة في الكويت التي حققها الأخضر وصل لأقصى درجات النجومية في مونديال ألمانيا الماضي 2006، عندما سجل اسمه بأحرف من ذهب في البطولة بتسجيله هدفا في مرمى منتخب تونس الشقيق، يعده الرياضيون السعوديون والمتابعون للكرة السعودية اللاعب الأفضل والأميز بجانب محمد الشلهوب في الكرة السعودية، وأنه المؤهل والأجدر بحمل لواء قيادة خط المقدمة للصقور الخضر ليكون خير خلف لخير سلف ماجد عبد الله وسامي الجابر.
الكرة السعودية حاليا لديها العديد من المهاجمين، أمثال عيسى المحياني، صالح بشير، سعد الحارثي، أحمد الصويلح، ومالك معاذ، إلا أنهم جميعا ليسوا ياسر القحطاني، فياسر يتفوق عليهم مستوى وخبرة فجميعهم يتنافسون على الوصافة لأن الأفضلية علامة مسجلة حاليا باسم القناص إلى أجل غير مسمى.
ياسر القحطاني الذي ضحى بالمادة من أجل عشقه ليترك ملايين الاتحاد ويتنازل عن جزء من نصيبه في الصفقة من أجل أن يحقق حلم الطفولة بالانضمام إلى الهلال ليؤكد أنه عقلية محترف بقلب هاوٍ، فهل يحقق روبن هود الكرة السعودية طموحاته الباقية بعد أن حقق حلم الطفولة ويفرض نفسه في الساحات: المحلية، الإقليمية، القارية، والعالمية، ليثبت بُعد نظر مؤيديه أم يكون نسخة بالكربون من عبيد الدوسري وطلال المشعل وتظل الساحة لماجد عبد الله وسامي الجابر فقط.

ومعليش على الاطاله
هذا مقال عبدالعزيز العجلان
الاقتصاديه