من اوراق تصفيات مونديال 2002 ((1)) الانجليز صاروا منافسين على اللقب والالمان يشتمون لاعبيهم من تحت الحزام
انحدار كرة القدم الالمانيه مستمر، وها هي منحت فرصة اخيره للحاق بركب الدول المشاركه في مونديال 2002 شرط ان تتخطى عقبة اوكرانيا ونجميها شفشنكو وريبروف في الملحق الاوروبي يومي 10 و 14 نوفمبر
فاذا لم تفعل فانها ستعجز عن تخطي التصفيات للمره الاولى في تاريخها.. لم تشارك في مونديال 1930 ولم تدع لتصفيات مونديال 1950 ثم راحت تضرب بقوه اعتبارا من 1954 اوروبيا وعالميا وصارت من الاقوى على الاطلاق مع البرازيل ومرجعا من زاوية اعداد اللاعبين واللياقه البدنيه العاليه والروح القتاليه.
وعلى غرار البرازيل، سجلت المانيا نتائج اقل من عاديه في التصفيات الحاليه، ففازت في ارضها على البانيا بشق النفس 1-0 وتعادلت مع فنلندا المغموره 2-2 وصفر صفر. واذا بدأ المدرب الجديد رودي فولر بدايه ممتازه مع منتخبه من خلال فوز متوقع على اليونان 2-1 وفوز ثمين على انجلترا في عقر دارها (( ويمبلي )) 1-0، فان مباراة الاياب كانت كارثه حقيقه حيث تفوق فيها الانجليز 5-1. ولاحت للالمان فرصه اكثر من ذهبيه ليتفادوا معضله الملحق عندما استضافوا فنلندا في المرحله الثامنه والاخيره من منافسات المجموعه التاسعه فلم يستثمروها لان اللقاء انتهى بتعادل سلبي، ولو استغلوا الفرصه وسجلو هدفا يتيما للعبت انجلترا في الملحق بعدما تعادلت بشق النفس بدورها مع ضيفتها اليونان 2-2 وقد جاء هدف التعادل في الدقيقه الاخيره عن طريق ديفيد بيكهام.
وصدق نجو 60 الف متفرج الذين احتشدوا على مدرجات الملعب في مدينة غيلسنكرشن النتيجه المخيبه لان منتخبهم صار عاديا منذ سنوات عدة، انجازه الاخير كان المركز الاول بطولة امم اوروبا 1996 بقيادة المدرب بيرتي فوجتس (( مدرب الكويت الحالي ))، لكن علامات التقدم في السن بدت عليه واضحه عندما خرج بخفي حنين من مونديال 1994 الامريكي.
اعتقد الكثيرون بان الامر عابر الى ان ظهرت الحقيقه جليه في كاس امم اوروبا صيف 2000 عندما سقط رجال المدرب اريك ريبيك في فخ التعادل مع رومانيا 1-1 قبل ان يخسروا امام انجلترا 0-1 والبرتغال 0-3.
ثم عين رودي فولر مدربا مؤقتا بانتظار كريستوف داوم، غير ان ادمان الاخير على المخدرات وفوز المنتخب مباراة ويمبلي على انجلترا في عقر دارها اديا الىتثبيت فولر في منصبه.
بيد ان كل ذلك كان وهما واللاعبون الجدد القلائل الذين استنجد بهم فولر من امثال بومه وكلوزه ودايسلر وراميلوف والنيجيري الاصل اسامواه كانوا اقل من عاديين على غرار المخضرمين اوليفر كان وريمر وفورنز وبالاك وتسيغه ونوفوتني وبيرهوف ونوفيل وبوده.
ومن سوء طالع فولر ان ابرز لاعبين على الاطلاق في المنتخب وهما نجما بايرن ميونيخ محمد شول وينز يريميز كانا مصابين مع نجم بايرن الثالث ايفنبرج المعتزل دوليا.
بالتالي، سمع الالمان جرس الانذار منذ فتره طويله وحاولوا ايقافه لكن من دون ان يفلحوا لان المواهب غير موجوده على الرغم من القاعده الاوسع في العالم والتي تضم نحو 6 ملايين لاعب.
ومع فقدان الكره الالمانيه هبيتها وامكان غيابها عن مونديال 2002 لم يملك النقاد المحليون الا وصف لاعبيهم باسوا الاوصاف (( ومن تحت الحزام ))..وهكذا كتبت صحيفة (( بيلد ام سونتاغ )) بالعنوان العريض: (( انته "..." ولا تستحقون خوض المونديال)). وكتب النجم القدير بول برايتنر في الصحيفه ذاتها: (( بعد فوزنا الودي على المجر 5-2 في ا15 اغسطس الماصي في بودابست ذكرت اننا سنملك بعد 3 او 4 سنوات منتخبا كبيرا وقادرا على المنافصه في مونديال 2006 الذي سنستضيفه، لكن بعد تعادلنا السلبي في المباراه الاخيره من التصفيات ضد فنلندا فانني اسحب كلامي جذريا، ولا افهم كيف وقع فولر في المحظور على غرار ريبيك.. شارك تسيغه وفورنز مثلا وهما اقل من عاديين ويشارفان على الاعتزال.
ومن المؤسف ان نرى بيرهوف في خط الهجوم لان اشراكه ادى الى شلل المنتخب باعتبار ان جميع اللاعبين الاخرين اعتقدا بان تسجيل اي هدف سيتم عن طريق رفع الكرات على راس بيرهوف.
وكتب المدرب المشهور اودو لاتيك: (( على بيرهوف ان يعتزل، وفولر حاول ان يقوم بدور المنقذ رغم انفه فلم يقدم شيئا )).
وكتبت صحيفة (( فيلت ام سونتاغ )) بالعنوان العريض: (( انه العار.. ولاعبو امتنا انقلبوا الى مهرجين )). ويعتقد فولر انه (( لا خوف من لقاء اوكرانيا )) ... غير ان احدا لم يعد يصدقه. وقد تلحق المانيل بهولندا ليغيبا معا عن مونديال 2002، والحال مؤسفه بالتاكيد.
انجلترا انتزعت البطاقه التاسعه
ومصائب قوم عند قوم فوائد.. انتزعت انجلترا بطاقة المجموعه الاوروبيه التاسعه بفارق الاهداف امام المانيا، ولم يكن احد يتوقع ذلك في منتصف التصفيات وتحديدا عندما عين السويدي زفن جوران ايركسون القادم من نادي لاتسيو الايطالي مدربا لها مكان كيفن كيغان، وهو الاجنبي الاول الذي يتسلم مقدرات منتخبها.
وسبحان مغير الاحوال.. من منتخب دخل غرفة العنايه الفائقه حتى لا يخرج باكرا من التصفيات الى منتخب يرشحه البعض للمنافسه على لقب المونديال المقبل بعد الفوز العريض على المانيا 5-1. الصفوف فيها عدد كبير من الشباب، والاهداف الخمسه كانت لهؤلاء، وتحديدا للاعبي ليفربول مايكل اوين (3) واميل هيسكي وستيفن جيرارد. لكن اذا توقع مدرب الارسنال ارسين فينغر ان يضرب الانجليز بقوه في اليابان وكوريا الجنوبيه فان مواطنه الفرنسي جيرار هوييه مدرب ليفربول يعتقد ان هذه الضرب سيكون في مونديال 2006 عندما ينضح الجيل الحال بالدرجه الكافيه .
والحديث عن الكره الانجليزيه طويل، نقلت انجلترا اللعبه الى العالم وتاخرت في خوض المونديال العام 1950. وفيه، سقطت امام الولايات المتحده بهدف فوعت الى اي مدى صارت متاخره الى ان احتضنت المسابقه عام 1996 وفازت بها للمره الاولى والاخيره، وبرزت انديتها في المسابقه الاوروبيه لكنها لاتزال تبحث عن مركز بين الكبار على صعيد المنتخبات في سجلاتها نحو مليوني لاعب، وفي مشاركاتها العشر في كاس العالم فازت في 20 مباراه وتعادلت في 13 وخسرت 12. ولها 62 هدفا وعليها 42.
وفي الحقبه الاخيره عين غلين هودل مدربا للمنتخب فحاول اضافة الاسلوب اللاتيني الى الاسلوب البريطاني في الملعب، هو الذي تنقل بين اكثر من نادي ايطالي وفرنسي، ثم جاء دور كيغان في ربيع 1999 فاخفق في امم اوروبا 2000 حيث خسر مباراتين وربح واحده ( ضد المانيا في الدور الاول ). ومع الخساره الاولى امام المانيا في تصفيات المونديال بهدف لديتر هامان استقال وقاد المدرب المؤقت هوارد ويلكنسون التشكيله الى التعادل مع فنلندا 0-0 في هلسنكي. ثم جاء دور ايركسون وسط موجه من الاحتجاجات على تعيين هذا الاجنبي في دوله تلك الاف المدربين.
وبشكل او باخر كسب ايركسون الرهان الاول مستفيدا من المواهب الجديده ومن تقهقر الالمان الذي سقطوا امام الانجليز 1-5 وهي اقس خساره لهم منذ 1931.
انتهت اخطاء كيغان التكتيكيه، وصار المنتخب متوازنا وعرف ايركسون كيف يستثمر نجاحات مانشستر يونايتد وليفربول والارسنال وليدز اوروبيا. وحتى الغريب الوحيد عن الانديه الاربعه هو ستيف ماكمانمان انضم الى ريال مدريد من ليفربول بالذات. في المرمى مخضرم الارسنال ديفيد سيمان، وفي الدفاع ثلاثة من الشبان هم اشلي كول وسول كامبل (( الارسنال )) وريو فيردناند (( ليدز )) ومخضرم مانشستر يونايتد غاري نيفيل. وفي الوسط ثنائي مانشستر ديفيد بيكهام وبول سكولز ونجم ليفربول الشاب جيرارد فضلا عن ماكمانمان.
وفي المقدمه مهاجم ليفربول مايكل اوين واميل هيسكي. ومتوسط اعمار اللاعبين لا يتجاوز الـ 25 عاما، بيد ان خبرة اللاعبين في المناسبات الكبرى عاليه. فاوين مثلا لا يزال في سن الـ 21، لكنه خاض مباراته المحليه الاولى في 6 مايو 1997 وشارك في مونديال 1998 مع هدف اكثر من رائع في مرمى الارجنتين وقد احرز 6 اهداف في التصفيات. عدد مبارياته الدوليه 31 برغم صغر سنه مع 31 هدفا. وقائد الفريق بيكهام في سن الـ 26 وخاض حتى اليوم 42 مباراه.
هدف مايكل اوين لولا تلك الدقيقه الاضافيه!
مجلة (( فرانس فوتبول )) سالت فينجر ومهاجم الارسنال الفرنسي الدولي تييري هنري، عن مستوى المنتخب الانجليزي فماذا قالا؟؟؟
يري فينجر ان معظم الانجليز فوجئوا بتعيين ايركسون حيث اعتبروا ان ذلك سيعمل على ضياع هوية المنتخب، لكنهم وافقوا ولو على مضض على امل ان تتغير حال المنتخب (( وما مهد لقبولهم ان اندية انجلترا الكبيره سلمت مقدراتها لمدربين من خارج البلد امثال فيرجسون وهوييه وخوليت وفياللي واونيل فضلا عني شخصيا.
وقد روج عدد من النقاد خبرا مفاده ان الاتحاد المحلي سيقترح علي ان اقوم بالمهمه... كيغان لعب ضد فرنسا 1-1 صيف 1999 بتشكيله شابه كالتشكيله الحاليه ثم داهمه الخوف واشرك تشكيله اخرى عندما خسر امام المانيا في افتتاح التصفيات.
حضر ايركسون وكثف من وجود الشبان في التشكيله، والان راح الجميع يمتدحونه، لكن لو لم يحتسب الحكم دقيقه اضافيه في مباراة اليونان لفازت الاخيره 2-1 وللعبت انجلترا في الملحق، ما يعني ان لهجة النقاد بحق ايركسون كانت ستختلف كليا.. الكره الانجليزيه عموما تمر بفترة زاهره وقد جاء ايركسون في الوقت المناسب.
وعن اسلوب اللعب مع ايركسون يقول فينجر: (( هو 4-4-2 يتبدل الى 4-5-1 اذا ما كانت الصوره دفاعيه. والاهم من ذلك انه مدرب مرن وقادر على تكييف الاسلوب مع امكانات لاعبي. انه ذكي وخبير ويعتمد على جيل متمكن واثبت قدراته في انديته. لم يحطم الاسلوب الانجليزي لكنه حاول تطويره مستفيدا من كون التشكيله الاسلاسهي تنتمي الى 3 او 4 انديه فقط من كثرة اللاعبين الاجانب في انديتهم لكنهم غيروا رايهم اليوم بعدما لمسوا ان وجود الاجانب لم يمنع من ظهور جيل جديد وواعد ولا يوجد مثيله في اماكن كثيره من العالم. خذ مثلا قلب دفاع مانشستر يونايتد دزموند براون. لقد تعلم الكثير خلال اسابيع عده من الفرنسي الجديد والمخضرم لوران بلان فصار اساسيا. ثم ان اللاعبين الانجليز لا يتركون انديتهم لان هذه الانديه غنيه جدا، وهذا يصب في مصلحة المنتخب على المدى الطويل )).
ما هي نقاط الضعف والقوه لدى المنتخب الانجليزي؟
يجيب فينغر: (( انه تقني وشاب وحيوي. لاعبون من امثال بيكهام واوين وجيرارد وسكولز وهيسكي لا تجدهم معا دائما وفي كل زمان ومكان. بيد ان المنتخب لم يجد بعد كل التوازن المطلوب ولم يقتنع بعد انه قادر على الفوز في اي مباراه يخوضها. هذه القناعه موجوده لدى منتخب فرنسا لذا يصعب هزيمته. مثل هذا النقص النفساني ترجم بوضوح في المباراه الاخيره ضد اليونان وعلى ارض الانجليز. ولولا تلك الدقيقه الاضافيه لتبخر المديح بحق المنتخب الانجليزي )).
ما هي حظوظ انجلترا في مونديال 2002؟؟
ويواصل الحديث فينغر: (( قادره على ان تمضي بعيدا جدا، اي الى ما بعد ربع النهائي، اذا ما حللت لاعبي المنتخبات واحدا بعد الاخر فان الانجليز في القمه، ولا يوجد فرق كثيره قادره على الفوز على المانيا 5-1 في المانيا. فعلا، انجلترا حصان اسود في المونديال المقبل. قلت دائما ان مشكلة الانجليز تكمن في التاهل، وما داموا تاهلوا يمكن ان ينافسوا على اللقب بجد... لكن هناك من يؤكد ان الخبره لها دورها. خذوا مثلا منتخب فرنسا. عندما فاز بكاس العالم 1998 كان لاعبوه يملكون متوسطا في عدد المباريات الدوليه يراوح بين 60 و 70 مباراه، لذا يؤكد هؤلاء الخبراء ان الانجليز سيكونون خطيرين في مونديال 2006 )).
ويقول مهاجم ارسنال وفرنسا تيير هنري (( 23 عاما )): " اجد نفسي عندما اجد زميلي المدافع اشلي كول (( 20 عاما )) صار اساسيا في منتخب انجلترا. لعبت دوليا وانا في سنه، لكن ما يميز الشبان الانجليز هو انهم لا يشكون ابدا ولا يتعرضون للضغط مع انديتهم ومع المنتخب. انهم لا يخافون احدا، ولولا ذلك لما هزموا المانيا في عقر دارها. كان الانجليز يلعبون بطريقه رتيبه في عهد كيغان ثم اتى ايركسون وصلح بعض الخلل في كل خط " .
شكرا خاص للاخوين العزيزين على قلبي الاخ مالديني والاخ دينو باجيو في توفير الصور للموضوع .. وشكر واعتذر للاخ دينو باجيو لاني اخذت صور ولقطة الهدف من موضوعه .. واقول كلمه للاخ دينو انا سنفتقد غيابك.. مع تمنياتي للجميع بقضاء امتع الاوقات في قراءة الموضوع .. واسف اذا لم يعجبكم موضوعي .. مع تحياتي اخوكم بوحميد 
الوضع العادي
