بسم الله الرحمن الرحيم










اغلبنا ان لم يكن كلنا قد سمعنا باسطورة زورو الشجاع و المقاتل حتى انقطاع النفس...

و الذي يخدم قناعه الاسود و الذي توارثه عن اسطورة زورو التي كانت تسبقه...

قيل ان زورو مجرد اسطورة قام بتخريفها العديد من الناس و لم يثبتوا بدايتها او نهايتها...

و قيل بان زورو حقيقةو كان بالفعل موجودا و انسانا بارعا بكل ما تملكه الكلمة من معاني...

و نحن عشاق كرة القدم سنتبع قول ان زورو حقيقة حين نتكلم عن زورو الفعلي كما يحب

ان يسميه عشاقه و الذين قدم لهم زورو الفعلي اروع الفنون في كرة القدم ...

لعب زرور منذ الصغر في ناد صغير و انفتح على المجد بشكل مباشر و بقي في

القمة و انتهى و هو على القمة....

ان زورو الذي نتحدث عنه هو اللاعب الرائع زفونومير بوبان لاعب ميلان السابق

و سلتا فيجو الحالي...





بوبان الذي ولد في يوم الخميس الثامن عشر من اكتوبر في عام 1968 اختار ان يسير

على طريق الكبار مثل ديور كوفاسيفيتش و دراجان ستويكوفيتش نجوم يوغسلافيا الكبار...

و لعب في منتخب يوغسلافيا قبل الانقسامات السياسية التي حدثت لتصبح يوغسلافيا دولة

مستقلة و كروياتيا كذلك و هي التي استمرت بصقل موهبة الفتى بوبان حتى وصل الى ما

وصل اليه في الوقت الحالي...

كانت حياة بوبان الكروية مهددة بالوقف منذ البداية حيث بزغ نجمه في بطولة لمنتخب

شباب يوغسلافيا ليسجل نفسه كافضل اللاعبين الشباب في اوروبا ككل و لكنه دخل في

عراك مع احد رجال الشرطة في احد الليالي و قام بضرب رجل الشرطة مما ادى الى سجنه

لمدة معينه و من ثم صدر قرار بشطبه من اتحاد كرة القدم ...الى ان اصدر الاتحاد اليوغسلافي

قرار بالعفو عن جميع الموقوفين و المشطوبين ليعيد الامل لكرة القدم لتنجب اسطورة

جديدة من الاساطير الخالدة...





لعب بوبان لفريق دينامو زغرب الكرواتي بعد قرار الشطب الذي صدر في حقه و بدا بداية

باهته مما ادى الى ابقاءه على مقاعد الاحتياط لمدة موسم كامل و لم يشارك الا في ستة

و ثلاثين دقيقة فقط خلال موسم كامل ....

و في الموسم الذي يليه دخل بوبان في التشكيل الاساسي للفريق لبعض المباريات و بدا بتقديم

مستويات بوبان التي عرفت عنه قبل الشطب و لكن ليس بالصورة المطلوبة..... و انضم من

جديد الى المنتخب الكرواتي الذي ضمن استقلاله فيما بعد....

و لكنه ايضا لم يشارك الا في دقائق غير طويلة ...و لكن كان هناك رجل يحمل نظرة ثاقبة

اعجب ببوبان بمجرد متابعة بسيطة و هو السيد سلفيو برلسكوني رئيس ميلان الحالي....

و قرر شرء اللاعب بمجرد ايمانه بانه سيكون شيئا كبيرا في المستقبل على الرغم من عدم

اقتناعه بمستوى اللاعب و كان ذلك في عام 1991 ...

و لم يلعب بوبان في صفوف ميلان في ذلك الموسم حيث قام السيد سلفيو برلسكوني باعارته

لفريق باري الايطالي لموسم واحد ليعتاد على الاجواء الايطالية و ليطور مستواه بمواكبة نجوم

و فرق الكالشيو ... كانت فكرة صائبة و مميزة في سبيل اعادة مستوى موهبة مثل بوبان...

و في الموسم الذي يليه عاد بوبان الى ميلان بمستوى و لياقة افضل و لكنه و رغم ذلك لم

يستطع ان يشارك في الدوري الايطالي بشكل كبير لوجود لاعبين كبار و موهوبين في ذلك الوقت

في صفوف ميلان ....





اضافة الى قانون الكالشيو في ذلك الوقت و الذي لم يكن يسمح الا بثلاثة لاعبين اجانب داخل

الملعب في كل مباراة.... مما سبب ابقاء بوبان على مقاعد الاحتياط خلال موسمين لعب فيهما

بشكل متقطع...

في الموسم التالي بدات الفرصة تتاح لبوبان و خاصة بعد رحيل اللاعب الكبير رود خولييت و الذي

انتقل الى صفوف سمبادوريا في ذلك الوقت ....

و تفجرت مواهب هذا اللاعب الكرواتي في تلك الفترة و اصبح صانع الالعاب الاول في الفريق بلا

منازع حتى في قدوم اللاعب ليوناردو البرازيلي....

و بدات اسطورة بوبان في ذلك الوقت و حتى وقتنا الحالي...

و استطاع بوبان ان يدحل التاريخ من اوسع ابوابه بتحقيق البطولات مع ميلان الكبير سواء

على مستوى الدوري الايطالي او على مستوى اوروبا و تحديدا بطولة دوري ابطال اوروبا...

ليسجل نفسه كاسطزرة من اساطير الميلان الى جانب خولييت و ريكارد و فان باستن و باريزي

و غيرهم ...





استمر زورو باللعب في صفوف الشياطين الحمر حتى جاء عام 1999 و هو العام الذي

حدد مصير بوبان مع ميلان حيث تعرض الى اصابة بالغة ابعدته لموسم كامل و من دون

استفادة لتبدا معاناة ميلان في مركز صناعة اللعب...

عاد زورو الى اللعب في صفوف الميلان من جديد و ابدع كعادته و لكن ليس كعادة بوبان

في ايام الشباب حيث وصل الى سن الواحد و ثلاثين سنة ليبدا بالتفكير في مصيره مستقبلا

سواء التدريب او اتباع طريق اخر غير لعب كرة القدم ....

و لكن بقيت مجرد افكار و لعب لموسم اضافي في الميلان و اعطى ما استطاع اعطاءه للفريق

حتى تبينت ادارة الفريق بانها بحاجة الى صانع العاب جديد و تعاقدت مع اللاعب البرتغالي الرائع

مانويل روي كوستا ليتيقن بوبان بانه لن يجد مكانا شاغرا في الفريقق و لن يرضى ان يبقى على

مقاعد الاحتياط حتى موسم الاعتزال ...

و لذا قبل اول عرض قدم اليه من قبل نادي سلتا فيجو الاسباني رغم بقاء سنة واحدة في عقده

مع ميلان و لكن زورو فضل الرحيل عن نادي الامجاد الذي قدمه للعالم...





انتقال زورو الى اسبانيا و مع سلتا فيجو كان لموسم واحد يقرر بعده الاعتزال بشكل نهائي

لكرة القدم و لكنه فضل ان ينهي حياته الكروية قبل الوصول الى مرحلة ينسى فيها الناس

من يكون بوبان الذي حفر اسمه بين افضل صانعي الالعاب في العالم و فضل ان يعلن اعتزاله

قبل ابتداء الموسم بشكل فعلي و هو في قمة مستواه مع سلتافيجو... منهيا بذلك احد الروائع

التي قدمتها كرة القدم الى العالم و الى ذواقي كرة القدم الكثيرين شمالا و جنوبا...

تميز زورو لم يقتصر على الاندية فقط فقد كان له باع طويل في عالم كرة القدم الدولي سواء مع المنتخب

اليوغسلافي او المنتخب الكرواتي و الذي انهى معه حياته الكروية على المستوى الدولي في عام استطاع

بوبان ان يحقق كاس العالم للشباب و الناشئين مع المنتخب اليوغسلافي و كان له الدور الاكبر في ذلك مع

رفيق دربه المهاجم الذي انتهى مبكرا دافور سوكر و الذي رافقه في المنتخب اليوغسلافي في الصغر و في

المنتخب الكرواتي في الكبر ....





استمر بوبان مع توام روحه سوكر بالابداع و نالوا مجدا كبيرا لم تشهده كرواتيا في تاريخها

مطلقا و هو الوصول الى نهائيات كاس العالم اولا و من ثم الوصول الى الادوار النهائية و بعدها

الظفر بالمركز الثالث في تلك البطولة التي يطمح اي فريق في العالم لان ينال مركزا متقدما فيها...

و اخرج المنتخب الالماني من البطولة في مباراة لا تنسى بقيادة و تنسيق من بطلنا بوبان اضافة

الى الخروج بشرف امام بطل كاس العالم في ذلك الوقت و هو المنتخب الفرنسي و من ثم الفوز

بالميدالية البرونزية على حساب المنتخب الهولندي الكبير....

و يا له من شرف تحقق على يدي بوبان و زميله سوكر...






يقول بوبان :
الحياة هي تجربة لا نهاية لها في تحقيق السعادة المرجوة و تعتبر السعادة في هذه الحالة هدفا

و يمكنني ان اصف نفسي بالرجل السعيد لانني حققت هذا الهدف ...

تعلمت بان اعيش بسعادة طوال عمري و ارمي كل المشاكل و الاشياء البائسة خلف ظهري

و انظر الى الحياة بشكل جميل...

من الصعب ان تعيش على الذكريات السعيدة فقط انما طريق الحياة السهل هو النظر الى المستقبل

مع تجميع ذكريات الماضي و محاولة اعادتها...

احب دائما ان احيي الذكريات و اتفرج على الصور القديمة و قصاصات الصحف التي كتبت عني...

كرواتيا هي بقايا العالم الغير مرغوب فيه و خاصة بعد الانقسام السياسي....

و لكنني اعشق بلدي كما يعشق الجميع بلادهم حتى ولو تظاهروا بعكس ذلك فحب الوطن من

الحب الخالد و الذي لا يتلاشى على مر الازمان و هو ليس نوعا من الغلو في الوطنية و مغاير

تماما لما تتبعه النازية...

مستقبلي القادم و الذي يتبع اعتزالي لكرة القدم غير واضح المعالم حتى الان ....

و لكنني ساتبع شيئا يخدم بلادي و قد اكون مدربا للمنتخب الكرواتي و خاصة بعد ان طلب

مني الاتحاد الكرواتي هذا الامر مؤخرا ...

و اتجاهي الاخر هو الاتجاه السياسي و هو الذي تعلمت الكثير عنه من قبل اعز الناس علي

في ايطاليا و هو سلفيو برلسكوني و الذي اعتبره من اعز الاصدقاء قبل ان يكون رئيسا لناد

رياضي كنت قد لعب في صفوفه كما ان زميلي ليوناردو يقاسمني نفس الرغبة السياسية...

و اتمنى ان اوفق في حياتي المستقبلية سواء في عالم كرة القدم او غيره...





كرة القدم بدات تخسر المع نجومها و خاصة في الفترة الاخيرة....

فهاهو بوبان يرحل و في القريب العاجل سيرحل مارادونا كما فعل بيليه و بلاتيني....

و املنا في النجوم الباقين ليستمروا في امتاع الانظار....

و اتمنى حياة سعيد لنجم النجوم و احد افضل اللاعبين الذين رايتهم في

حياتي و خلال متابعتي لكرة القدم...


لن ننساك يا من ترفع اصبعك بالرقم واحد بعد تسجيل
الهدف ايقانا بانك كنت الافضل ...ما اروعك يا بوبان...
ما اروعك....!!
ما اروعك....!!
ما اروعك....!!