السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
في يوم من الايام وفي صباح جميل مفعم بالجمال والروعة والبهاء .. دخلت الغابة فوجدت فيها الأشجار الكبيرة والأزهار اليانعة والورود ذات الروائح الفواحة .. شممت تلك الزهرة .. وقطفت تلك الوردة .. وتأملت في تلكم الشجرة الطويلة ,, وفي هذه الأثناء أبصرت من بعيــــد شجرة أوراقها خضراء يانعة دهشني منظرها .. وسلب قلبي وسحرني شكلها ومظهرها .. فأبت نفسي إلاَ أن أسير مسرع الخطا تجاهها لأروي ضمأي .. وأشبع فؤادي بالنظر إليها .. مشيت إليها وخطاي تسابق الزمن لأصل إلى تلكم الشجرة .. والغريب أنه في كل خطوة أخطوها تبدأ أوراق الشجرة بالتساقط .. وصلت إليها ولم يبق من الأوراق الى ورقة واحدة مكتوب عليها س ا م ي !!
تأملت الأوراق المتناثرة وجدت أن كل ورقة مكتوب عليها اسماً الورقة الأولى كتب عليها ماجد والثانية فهد المهلل والثالثة عبيد الدوسري والحسن اليامي والكثير والكثير من النجوم الذين تساقطوا على فترات متفاوته ولأسباب مختلفة هؤلاء كانوا يلعبون ويسطرون أجمل المستويات على البساط الأخضر وكان سامي واحداً منهم ولكن ... مع مرور السنين تساقط أولئك ولم يبق منهم إلاّ
السامي إعتزل الثنيان ومن قبله ماجد وسبقهم النعيمة والتيماوي و أبو ثنين والغشيان والهريفي وابتعد النجوم كلهم وهذا ليس غريباً لأنها سنة الحياة ولكن الغريب هو ابتعاد النجوم الأصغر من سامي وبقاء سامي ذهب عبيد .. وهبط مستوى اليامي .. واختفى الشيحان .. وغيرهم وغيرهم مع أنهم أصغر من سامي ..
ولم يبق إلا سامي ذلك الانسان الذي واجه حرباً شعواء من الإعلام ولكنه صبر وصمد وثابر واجتهد حتى وصل إلى ما وصل إليه 16عاماً وهو في المنتخب السعودي بل هو أهم الركائز الأساسية في المنتخب إنك بحق قائدٌ عظيم وقائد كبير .. نجوم يصغرونك بسنوات اعتزلوا وابتعدوا وهبطت مستوياتهم وأنت مازلت تبدع وتسحرنا بإبداعك .. هذه عقلية اللاعب المحترف اللاعب الذي يعرف كيف يوفر جهده الى آخر أيامه لماذا سامي استمر الى سن الـ35 والآخرون توقفوا قبلها
هل لأن سامي يملك قدرة غير طبيعية؟ هل لأنه لا يهرم ولا يشيخ؟ هل لأنه انسان لا تؤثر فيه السنون ولا ترهق كاهله الأيام ؟ كلا فسامي بشر من لحم ودم وجلد ولكنه يملك عقلية غير العقليات التي يمتلكها أولئك يعرف متى يظهر ومتى يختفي متى يلعب ومتى يبرز ..
قبل ثلاثة مواسم هبط مستواه ولكن مع قرب كأس العالم راجع حساباته وأبدع وأرغم كالديرون على ضمه للمنتخب فحصل ذلك ورجعت الروح للمنتخب لأنه قائده العظيم قد عاد .. الكبتنية كانت ضائعة ولكنها عادت الى اليد التي تستحقها وعاد الأخضر الى مستوياته وتأهلنا لكأس العالم وأدخل اسمه مع عباقرة العالم بيليه ومولر وغيرهم .. انت تستحق منا الكثير ..
ألى الأمام يا أبا عبدالله ،،،
عبدالله الريس
[email protected]
الوضع العادي
