22/10/2006, 02:35 AM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 16/01/2006 المكان: بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ
مشاركات: 2,683
| |
وماذا بعد رمضان؟ بسم الله الرحمن الرحيم
وماذا بعد رمضان؟
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى،،، وبعد:
أخي الحبيب.. أختي المسلمة
نقف وقفات مع وداع رمضان، نسأل الله أن ينفعنا بها.
الوقفة الأولى: ماذا استفدنا من رمضان؟
ها نحن نودع رمضان المبارك، بنهاره الجميل ولياليله العطرة. ها نحن نودع شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار... وهنا يجدر أن ننبه أن هذه الأمور ليست خاصة برمضان.. فكل الأيام وكل الأوقات تحصل فيها على رحمة الله ومغفرته.. وكلها أوقات يجب أن تحقق فيها التقوى، وتتخلق بأخلاق القرآن فيها. ولكن هذا الشهر تتضاعف فيه الأجور، وتزداد الحسنات، وتكثر الطاعات، قال تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ [القصص:67].
هل حققنا التقوى، وتخرجنا في مدرسة رمضان بشهادة المتقين؟!
هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه؟! وهل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها أم غلبتنا العادات والتقاليد السيئة؟ هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟
هل.. هل.. وهل؟!
أسئلة كثيرة وخواطر عديدة، تتداعى على قلب كل مسلم صادق، يسأل نفسه ويجيبها بصدق وصراحة:
ماذا استفدت من رمضان؟!
إنه مدرسة إيمانية، إنه محطة روحية للتزود منه لبقية العام، ولشحذ الهمم بقية العمر.
فمتى يتعظ ويعتبر ويستفيد ويتغير ويغير من حياته، من لم يفعل ذلك في رمضان؟!
إنه بحق مدرسة للتغيير، نغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11].
الوقفة الثانية: ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها
أخي الحبيب.. أختي المسلمة
إن كنت ممن استفاد من رمضان.. وحققت فيه صفات المتقين، فصمته حقاً، وقمته صدقاً، واجتهدت في مجاهدة نفسك فيه، فاحمد الله واشكره واسأله الثبات على ذلك حتى الممات.
وإياك ثم إياك من نقض الغزل بعد غزله، أرأيت لو أن إمرأةً غزلت غزلاً، فصنعت بذلك الغزل قميصاً أو ثوباً، فلما نظرت إليه وأعجبها، جعلت تقطع الخيوط وتنقضها خيطاً خيطاً بدون سبب.
فماذا يقول الناس عنها؟!!
ذلك هو حال من يرجع إلى المعاصي والفسق والمجون، ويترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان.. فبعد أن تنعم بنعيم الطاعة ولذة المناجاة ترجع إلى جحيم المعاصي والفجور!! فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان.
أحبتي: ولنقض العهد مظاهر كثيرة عند الناس، فمنها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - ما نراه من تضييع الناس للصلوات مع الجماعة في أول يوم للعيد، فبعد امتلاء المساجد بالمصلين في صلاة التراويح التي هي سنة، نراها قد قلّ روادها في الصلوات الخمس التي هي فرض، ويكفر تاركها مطلقاً!!
2 - بالأغاني والأفلام.. والتبرج والسفور.. والإختلاط في الحدائق والذهاب إلى الملاهي رجالاً ونساءً، والمعاكسات... والتفحيط.. إلخ.
3 - ومن ذلك السفر للخارج للمعصية.. فنرى الناس على أبواب وكالات السفر زرافات ووحداناً، يتسابقون لشراء تذاكر السفر إلى بلاد الكفر والإنحلال والفساد وغير ذلك، وما هكذا تشكر النعم.. وما هكذا نختم الشهر ونشكر الله على بلوغ الصيام والقيام.. وما هذه علامة القبول؛ بل هذا جحود للنعمة وعدم شكر لها.
وهذا من علامات عدم قبول العمل والعياذ بالله، لأن الصائم حقيقة يفرح يوم العيد بفطره، ويحمد ويشكر ربه على إتمام الصيام، ومع ذلك يبكي خوفاً ألا يتقبل الله منه صيامه كما كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان، يسألون الله القبول.
فمن علامات قبول العمل أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق، وأن ترى فيه إقبالاً على الطاعة وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم:7] أي: زيادة في الخير الحسي والمعنوي، فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل الصالح.. فلو شكر العبد ربه حق الشكر لرأيته يزيد من الخير والطاعة، ويبعد عن المعصية. والشكر ترك المعاصي كما قال السلف.
الوقفة الثالثة: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ
هكذا يجب أن يكون العبد، مستمر على طاعة الله، ثابت على شرعه، مستقيم على دينه، لا يروغ روغان الثعالب، يعبد الله في شهر دون شهر، أو في مكان دون آخر، أو مع قوم دون آخرين.. لا.. وألف لا!! بل يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام، وأنه رب الأزمنة والأماكن كلها.. فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو عنه راض، قال تعالى: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ [هود:112]، وقال: فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ [فصلت:6]. وقال : { قل آمنت بالله ثم استقم } [رواه مسلم].
فلئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل: كالست من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض، وعاشوراء، وعرفة وغيرها.
ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ [الذاريات:17].
ولئن انتهت صدقة وزكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة.
وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان، بل هي في كل وقت.
وهكذا... فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان، فاجتهد أخي في الطاعات.. وإياك والكسل والفتور، فإن أبيت العمل بالنوافل فلا يجوز لك أبداً أن تترك الواجبات وتضيعها، كالصلوات الخمس في أوقاتها ومع الجماعة وغيرها.
ولا أن تقع في المحرمات من قول الحرام أو أكله أو شربه أو النظر إليه واستماعه.
فالله الله بالاستقامة والثبات على الدين في كل حين، فلا تدري متى يلقاك ملك الموت. فاحذر أن يأتيك وأنت على معصية ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ).
الوقفة الرابعة: مع العيد
فيشرع لك في يوم العيد عدة أمور منها:
1 - زكاة الفطر قبل الصلاة، وهي صاع من شعير أو تمر أو قط أو زبيب أو أرز أو نحوه من الطعام، عن الصغير والكبير، والذكر والأنثى. والحر والعبد من المسلمين.
2 - أكل تمرات وتراً قبل الذهاب إلى مصلى العيد.
3 - الصلاة مع المسلمين وحضور الخطبة. والنساء يشهدن العيد مع المسلمين.
4 - أن تذهب إلى المصلى ماشياً إن تيسر، فتكبر الله إلى أن تصلي، فيجهر الرجال ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ).
5 - الاغتسال والتطيب للرجال، ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال، ولا تزين بحلق اللحية فهذا حرام. أما المرأة فلا تتبرج ولا تتطيب في ذهابها إلى المصلى، فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال.
6 - صلة الرحم وزيارة الأقارب وتصفية القلوب وتطهيرها من التباغض والتحاسد والكراهية.. وغيره.
7 - العطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم في جميع بلاد المسلمين.
8 - ولا بأس بالتهنئة بالعيد كقولك: ( تقبل الله منا ومنك ) كما ورد عن السلف، والله أعلم.
9 - وإذا انتهى يوم العيد فبادر إلى القضاء إن كان عليك أيام، وإلا فبادر إلى صيام الست من شوال، فصيامها مع رمضان كصيام الدهر كما في صحيح مسلم.
وختاماً
ينبغي أن تحرص على أعمال البر والخير، وأن تكون يوم العيد بين الخوف والرجاء.. تخاف عدم القبول، وترجو من الله القبول. ونتذكر يوم عيدنا يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل فمنا السعيد ومنا غير ذلك.
مر وهيب بن الرود على أقوام يلهون ويلعبون في يوم العيد فقال لهم: ( عجبا لكم.. إن كان الله قد تقبل صيامكم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان الله لم يتقبل فما هذا فعل الخائفين ).
فكيف لو رأى ما يفعله أهل زماننا من اللهو والإعراض، بل مبارزة الله بالمعاصي يوم العيد؟!
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال.. وأن يجعل عيدنا سعيداً.. وأن يعيد علينا رمضان أعواماً عديدة.. ونحن في حال أحسن من حالنا وقد صلحت أحوالنا، وعزّت أمتنا، وعادت إلى ربها عودة صادقة.. اللهم آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العيد لمن
خالد أبو صالح
دار الوطن
الحمد لله الذي شرع لعباده مواسم الفرح والسرور، والصلاة والسلام على خير نبي وأفضل رسول، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم البعث والنشور،،، أما بعد:
أخي الحبيب: ها نحن قد ودعنا شهر رمضان بأيامه الفاضلة، ولياليه العامرة، وقد فاز في هذا الشهر من فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وخسر فيه من خسر بسبب الذنوب والعصيان، فيا ليت شعري! من منا المقبول فنهنيه، ومن منا المطرود فنعزيه؟!
عبودية العيد
ليس العيد كما يظن كثير من الناس أوقاتاً ضائعة في اللهو واللعب والغفلة، بل شُرع العيد لإقامة ذكر الله وإظهار نعمته على عباده، والثناء عليه سبحانه بها، وشكره عليها، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده عند إكمال العدة بتكبيره وشكره فقال سبحانه: وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185]، فشكر من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه، ومغفرته لهم به وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه، ويتقوه حق تقاته.
الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ( إن كثيراً من الناس تضيع أوقاتهم في العيد بالسهرات والرقصات الشعبية، واللهو واللعب، وربما تركوا أداء الصلوات في أوقاتها أو مع الجماعة، فكأنهم يريدون بذلك أن يمحوا أثر رمضان من نفوسهم إن كان له فيها أثر، ويجددوا عهدهم مع الشيطان الذي قل تعاملهم معه في شهر رمضان ).
عباد الله ! إن العيد شكرٌ وليس فسقاً، فاحفظوا أبنائكم وإخوانكم، وانظروا في ملابس زوجاتكم وبناتكم وأخواتكم التي أعدت للعيد، وألزموهن اللباس الشرعي، ولا تسمحوا بأي مخالفة للإسلام في هذه الملابس، وكونوا عوناً لشباب الأمة على غض أبصارهم وحفظ فروجهم.
ومن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه ومغفرته لذنوبه، أن يصوم بعد رمضان ستاً من شوال، فيكون كمن صام السنة كلها، لقول النبي : { من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر } [رواه مسلم].
العيد لمن؟!
أخي الحبيب: العيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بخالقهم ومولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بفضله ومغفرته، كما قال تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58].
فالعيد لمن أطاع الله، والحسرة لمن عصاه! العيد لمن أحسن في نهاره الصيام، وأحيا ليله بالقيام. العيد لمن سهر على تلاوة القرآن، لا على الأغاني والألحان.
قال بعض السلف: ( ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه ).
وقال الحسن: ( كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد ).
إخواني، ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعته تزيد.
ليس العيد لمن تجمّل باللباس والمركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب.
ليس العيد لمن حاز الدرهم والدينار إنما العيد لمن أطاع العزيز الغفار.
فيا من يفرح في العيد بتحسين لباسه، ويوقن بالموت وما استعد لبأسه، ويغتر بإخوانه وأقرانه وجلاسه، وكأنه قد أمن سرعة اختلاسه. كيف تقر بالعيد عين مطرود عن الصلاح؟ كيف يضحك سنّ مردود عن الفلاح؟ كيف يُسَر من يُصِر على الأفعال القباح؟ كيف لا يبكي من قد فاته جزيل الأرباح؟
إحذر الغفلة
نظر بعض العلماء إلى الناس يوم الفطر وما هم عليه من الغفلة، وانشغالهم بما هم فيه من الطعام والشراب واللباس فقال: ( لئن كان هؤلاء أنبأهم الله عز وجل أنه قد تقبل منهم صيامهم وقيامهم، فقد كان ينبغي لهم أن يكونوا أصبحوا مشاغيل بأداء الشكر. ولئن كانوا يخافون أنه لم يقبل منهم، كان ينبغي لهم أن يكونوا أشغل وأشغل!! ).
أكل الحلال
قال أبو بكر المروزي: ( دخلت على أبي بكر بن مسلم يوم عيد، وقدّامه قليل خرنوب يقرضُه! فقلت: يا أبا بكر! اليوم عيد الفطر وأنت تأكل الخرنوب؟! فقال: لا تنظر إلى هذا، ولكن انظر إن سألني من أين لك هذا؟ أي شيءٍ أقول؟ ).
غض البصر
قال بعض أصحاب سفيان الثوري: خرجت مع سفيان يوم عيد فقال: ( إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر!! ).
ورجع حسان بن أبي سنان من عيد فقالت له امرأته: كم من امرأة حسناء قد رأيت؟ فقال: ( ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت إلى أن رجعت! ).
زكاة الفطر
في الصحيحين عن أبي عمر رضي الله عنهما قال: { فرض رسول الله زكاة الفطر من رمضان، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين } [متفق عليه]. وزكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وإعانة للفقير على الفرح والسرور في يوم العيد، وهي واجبة على المسلم الحر العاقل وكذلك عمن تلزمه مئونته.
أما وقت إخراجها فالأفضل أن يخرجها صباح يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين. ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، فمن أخرها عن صلاة العيد لم تقبل منه.
أعياد المؤمنين
لما قدم النبي المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما فقال: { إن الله أبدلكم يومين خيراً منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى } [رواه أحمد والنسائي والحاكم وصححه]. فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يومي الذكر والشكر والمغفرة والعفو.
وهناك عيد ثالث يتكرر كل أسبوع وهو يوم الجمعة، وليس للمؤمنين في الدنيا إلا هذه الأعياد الثلاثة.
أعياد مبتدعة
إذا تقرر أن أعياد المسلمين هي تلك الأعياد الثلاثة، تبين أن كل ما يطلق عليه إسم "عيد" سوى هذه الثلاثة فهو من الأعياد المبتدعة كيوم النيروز، ويوم المهرجان، ورأس السنة الميلادية (الكريسمس)، والمولد النبوي، وشك النسيم، وعيد الأم أو الأسرة وغير ذلك، فيحرم على المسلم الإحتفال بهذه الأعياد، ومشاركة أهلها أو تهنئتهم بها لكونها أعياداً مبتدعة أو منسوخة، وبعضها أعياد كفرية كأعياد اليهود والنصارى وغيرهم.
العيد آداب وأحكام
1 - يحرم صيام يوم العيد لحديث أبي سعيد: { أن النبي نهى عن صيام يومين، يوم الفطر ويوم النحر } [متفق عليه].
2 - يشرع التكبير ليلة العيد، ويبدأ بعد غروب شمس ليلة العيد، ويستمر إلى صلاة العيد، ويستحب أن يجهر الرجال بالتكبير في المساجد والأسواق والطرقات والبيوت إعترافاً بالعبودية وإظهاراً للفرح والسرور.
3 - لا بأس أن يهنئ المسلمون بعضاً بالعيد، فإن ذلك من مكارم الأخلاق.
4 - يستحب التوسعة على الأهل والعيال في المأكل والمشرب والملبس دون إسراف أو تبذير، ويستحب كذلك صلة الرحم وزيارة الأهل والأقارب والإخوان.
5 - ينبغي المحافظة على صلاة العيد وعدم إضاعتها، والسنة تأخير صلاة عيد الفطر، حتى يتمكن المسلمون من توزيع زكاة الفطر.
6 - يستحب الغسل قبل الصلاة والتطيب والتجمل بلبس أحسن الثياب مع الحذر من إسبال الرجال ثيابهم فإنه محرم.
7 - من السنة الأكل قبل صلاة عيد الفطر، وإخراج النساء والبنات حتى الحيض منهن ليشهدن العيد مع المسلمين، إلا أن الحيض يعتزلن المصلى.
8 - من السنة أن يخرج الإنسان إلى العيد ماشياً، وأن يخالف الطريق الذي أتى منه، فيرجع من غيره، حتى يشهد له الطريقان وما فيها من ملائكة يوم القيامة.
9 - صلاة العيد ركعتان، يقتتح الأولى بسبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، والثانية بخمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، وإذا سلم من الركعتين قام الإمام، فيخطب خطبتين يجلس بينهما كما في الجمعة.
10 - لا تشرع النافلة قبل صلاة العيد أو بعدها.
11 - يستحب الخروج إلى المصلى خارج البلد لأداء صلاة العيد، وعدم صلاتها في المساجد لفعل النبي ، ولم يكن يتخذ منبراً في مصلى العيد.
مخالفات تقع في العيد
1 - إحياء ليلة العيد بالصلاة والقيام والقراءة، واعتقاد أن لذلك فضلاً على غيرها من الليالي.
2 - السهر ليلة العيد مما يؤدي إلى تضييع صلاة الفجر والعيد معاً.
3 - إختلاط الرجال بالنساء في مصلى العيد وغيره، وخروج النساء إلى المصلى في كامل زينتهن وتبرجهن وتعطرهن!
4 - إستقبال العيد بالغناء والرقص والمنكرات بدعوى إظهار الفرح والسرور.
5 - تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر والدعاء للأموات.
6 - الإسراف والتبذير ولو كان في أمور مباحة.
فيا من عزم على المعاصي في شوال، أللشهر احترمت أم لرب الشهر؟ ويحك! رب الشهرين واحد.. تقول: أُصلح رمضان وأُفسد غيره، وعزمك في رمضان على الزلل في شوال أفسد عليك رمضان.
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولَّى وانقضى، ومن كان يعبد رب رمضان فإنه باقٍ أبدا.
أخي الحبيب!
إذا طالبتك نفسك بالمعاصي والمنكرات في شوال، فذكّرها الوقوف بين يدي الكبير المتعال، يوم تشيب الرئوس من الأهوال، لعل ذلك يكفُّ الهوى والشهوات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |