السلام عليكم ..

تحية طيبة للجميع ..


في هذه الحياة يعيش الانسان في تقلبات متنوعة .. في فرح وحزن .. في غضب ورضا .. في صحة ومرض .. يعتريه النقص ولو حاول الوصول الى الكمال .. الخطأ وارد من بني البشر "كلكم خطاء وخير الخطائين التوابون" .. نخطأ ونستغفر ونطلب العفو والصفح .. ماأجمل الاعتذار ...
قد نخطئ ولكن دائما لدينا الأسباب التي دفعتنا إلى ذلك... فتجدنا أبرع من يقدم الأعذار لا الاعتذار! نحن لا نعاني فقط من الجهل بأساليب الاعتذار ولكننا أيضا نكابر ونتعالى ونعتبر الاعتذار هزيمة... ضعفاً... إنقاصاً للشخصية والمقام ..

أنا آسف" كلمتان لماذا نستصعب النطق بهما؟ كلمتان لو ننطقهما بصدق لذاب الغضب... ولداوينا قلباً مكسوراً أو كرامة مجروحة... كم يمر علينا من الإشكاليات التي تحل لو قدم اعتذار بسيط بدلا من تقديم الأعذار التي لا تراعي شعور الغير أو إطلاق الاتهامات للهروب من الموقف...

فالاعتذار مطلب اساسي لدوام أية علاقة..ووقاية للمجتمع من تفشي سوء الظن، وتقاذف التهم، التي إن استقرت في القلوب، لم يعد ينفع معها اعتذار.
وسواء كان الخطأ أو الاختلاف حول أمور صغيرة أو كبيرة فإن جملة "أنا آسف" غالبا ما تصفي الأجواء وتفتح الابواب أمام التعاطف والتواصل وتمنح فرصة للبدء من جديد، كما انها تجلب الثقة والأمانة والتواضع وهذه من أجمل الصفات التي يمكن ان يتشاركها الشخصان.

لماذا غابت ثقافة الاعتذار والاعتراف بالخطأ عن حياتنا ؟ وما الذي يجعل الواحد منا فظّاً الي هذه الدرجة، وتأخذه العزة ؟!! فكلنا ندعو الي التسامح ، كلنا نرفع شعار: دعونا لا ننكأ الجراح بل نضمدها..
كيف يمكن لأغصان التسامح أن تتعافي من دون أن يعتذر المخطئ منا ويكفّر عن خطاياه
وأنّي للتسامح أن يشقّ طريقه قبل أن تُستعاد هذه الثقة؟..

الكل مطالب بالاعتذار لمن اخطأ بحقهم .. الزوجة لزوجها والزوج لزوجته، والصديق لصديقه وهكذا ..

حقا ان فن الاعتذار لا يجيده إلا القليل : أصحاب النفوس الكبيرة والقلوب المتواضعة ، والصدور الواسعة ، والخُلق العظيم .

فهل نتعلم ( فن الاعتذار) ؟..