المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 17/10/2006, 06:39 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ iq1399
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 19/12/2004
المكان: رياض القلب
مشاركات: 3,780
.:. رجال ومواقف .:. (2)




( بايع صغيراً , ووفى كبيراً )

في السنة التاسعة للهجرة كان الإسلام قوياً صلباً ، وجاءت وفود العرب تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام .
وكان في جملة هذه الوفود وفد بني حنيفة ، فجاؤوا وأعلنوا إسلامهم وكان على رأسهم مسيلمة بن حبيب الحنفي ، ولما عادوا إلى منازلهم ارتدَّ مسيلمة بن حبيب ، وقام في الناس يعلن لهم : أنه نبي مرسل أرسله الله إلى بني حنيفة كما أرسل محمداً إلى قريش .

ولما قوي ساعِدُ مسيلمة ، والتف الناس حوله كتب إلى رسول الله كتاباً جاء فيه : " من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك: أما بعد فإني أُشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشاً قوم يعتدون ... "

ازداد شر مسيلمة وانتشر فساده ، فرأى رسول الله أن يبعث إليه برسالة يزجره فيه عن غَيِّه ، وبعث هذه الرسالة مع حبيب بن زيد

فكتب له رسول الله رسالة جاء فيها : " بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدى أما بعد : فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " .
مضى حبيب إلى حيث أمره رسول الله حتى بلغ ديار بني حنيفة ، فما كاد مسيلمة يقرأ ما فيها حتى اشتد غضبه ، وبدا الشر والغدر على قسمات وجهه ، وأمر بحبيب أن يُقيَّد ، وأن يؤتى به إليه في ضحى اليوم التالي ..


فلما كان الغد تصدَّر مسيلمة مجلسه ، وأذن للعامة بالدخول عليه ، ثم أمر بحبيب فجيء به وهو مقيد .

قال له مسيلمة : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟
قال : نعم أشهد بذلك .
قال مسيلمة : وتشهد بأني رسول الله ؟
قال حبيب في سخرية : إن في أذني صمماً عن سماع ما تقول .

فغضب مسيلمة وقال لجلاده : اقطع قطعة من جسده .
فأهوى الجلاد بسيفه وقطع قطعة تدحرجت على الأرض .

ثم أعاد مسيلمة عليه السؤال نفسه : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟
قال : نعم أشهد بذلك .
قال : وتشهد أني رسول الله ؟
قال حبيب : قلت لك إني لا أسمع ما تقول .

فأمر بأن تُقطع من جسده قطعة أخرى ، فقطعت والناس ينظرون .
ومضى مسيلمة يسأل ... والجلاد يقطع ... وحبيب يقول : أشهد أن محمداً رسول الله .
حتى صار نصفه قطعاً منثورة على الأرض ، ونصفه الآخر كتلة تتكلم..
ثم فاضت روحه الطاهرة واسم محمد لم يغادر شفتيه .
ولما وصل خبر استشهاد حبيب إلى أمه ( نسيبة ) قالت : " لمثل هذا الموقف أعددته .. وعند الله احتسبته , لقد بايع رسول الله صغيراً ليلة العقبة ... ووفَّى له اليوم كبيراً " .

-------------------------------
.:. رجال ومواقف .:.(1)
اضافة رد مع اقتباس
   

 

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:25 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube