أن تنسج قصة من الخيال أسهل بكثير من ان تكتب قصة هي أبشع من أن يتصورها خيالك!!!
قبل أن أنسج لكم خيوط الحكاية..
أقول لكم بأن القصة ليست من نسج الخيال وإن لم تستطع عقولكم إدراكها بل هي حقيقة أدركتها قبل عدة ايام وليتني لم أدركها!!
أيضاً..
أعترف بأنني لست مجيدة في فن القصة وربما هي المرة الأولى التي أكتب فيها قصة عايشتها فالمعذرة على رداءة الحرف وسوء الكتابة فهي وللأسف من المصدر...
جريـــــــمة بشعــــة في أرض الحرمين..
من يتحمل مسؤوليتها؟؟!!
كعادتي كل ليلة..
أصلي التراويح مع الشيخ((عادل الكلباني))
ليلة السبت قبل أن أخرج للجامع قدم أحد أعمامي دعوة لزيارة((معتقلهم))كما يحبون أن يسمونه..
هناك حيث يتواجدون كل ليلة ليستمتعوا بوقتهم بعيداً عن ضجيج الأطفال..
من أجلهم قبلت بالدعوة..
بعد أن أنهينا الصلاة..
خرجت مباشرة إلى معتقلهم حفظهم الله شباباً وكهولا..
تركتهم في صالة الألعاب على أن ألتقي بهم حال انتهائي من بعض البحوث الجامعية..
صعدت إلى غرفة أحدهم..
نثرت أوراقي..
وبدأت أكمل عملي حتى تلك اللحظة!!
أصوات تعالت من الخارج..
لم أرد تصديقها فقد أفزعتني..
أرجعت ذلك لتعب يلحقني بسبب قلة نومي..
لكن...
الأصوات ما زالت تعلو..
حتى بدأت أميز أصوات((سيارات الأمن-والدفاع المدني))
على عجالة نزلت إلى صالة الألعاب حيث تركتهم..
لم أجد سوى((إبراهيم))وملامح القلق علت محياه..
بادرني قبل سؤاله:بيت جارنا عبدالرحمن صاحب السوبر ماركت محترق..
حينها فقط دعوت الله أن يخرج من في داره سالمين..
بعد عدة دقائق..
دخل ثامر
ومن خلفه عبدالعزيز وفيصل..
ملامحهم واجمة..
يعلوها برود مخيف..
دخلوا..وجلسوا دون أن ينطقوا بحرف..
بقيت صامتة خشيت أن اسأل فأسمع ما لا يسرني..
بعد ثواني أجهش ثامر بالبكاء..
ومن ثم بكى البقية..
أدركت حينها أن مصاباً جلل قد وقع فالرجل لا يذرف الدمعة لأمر هين..
بعد لحظات بدأ فيصل الحديث بصوت متقطع..
((يوم وصلنا عند البيت لقينا جارنا عبدالرحمن مغطى بقصدير والبحث الجنائي موجود يرفع بصمات من الموقع))
بعد دقائق عاد الضابط المسؤول وكتب في ملف التحقيق((بفعلة فاعل))
يقول((والحديث لفيصل)):
يعني جريمة قتل يا ابتسام وتدرين من المتهم؟؟!!
لم يتح لي فرصة التساؤل..
قال زوجته الثانية!!!
عقدت حاجبي فحينها لم أكن مصدقة ولن اصدق فأنا في مجتمع مسلم!!
انتهى الحديث على ذلك..
عدت إلى المنزل..
والتقينا من الغد على طاولة الإفطار ليحكوا لي تفاصيل القصة كاملة وياللعجب..
يقول ثامر((جارنا عبدالرحمن عمره بالأربعين متزوج ثنتين الأولى أم عياله أكبرهم عمره 12سنه والثانيه تدرس ثاني ثانوي يعني عمرها 17سنه وعنده منها ولد ما كمل الست شهور..
زوجته الأولى تسكن بالدور الأول من فلته والثانية تسكن بالدور الثاني..
الرجال مشهود له بالخير والأخلاق..
وزوجته الأولى كذلك
زوجته الثانية صديقاتها بالمدرسة اللي في الحي يقولون انها دائما تتشكى من إجبار أبوها لها على هذا الزواج من رجل يكبرها بعقدين من الزمان ويزيد
يقولون صديقاتها إنها طائشة في تعاملها مع الشباب وكأنها ليست أم لطفل رضيع..
في تلك الليلة..
يبدو وأن الشيطان زين لها قتله..
فكان قسمها في المبيت..
بعد منتصف الليل استيقظ((عبدالرحمن))للدخول إلى((دورة المياه))-ومن يقرأ بكرامه-
لحقت به أغلقت الباب من الخارج..
سكبت((القاز))في غرفة النوم..
أخذت طفلها ومن ثم أشعلت((عود الكبريت))وخرجت..
استيقظت زوجته الأول على نداءه واستغاثاته حاولت أن تفعل شيء لكن الباب مغلق..
تقول زوجته الأولى:
آخر ما سمعته منه.
نادى بأن آخذ أبنائي وأخرج من البيت حفاظاً عليهم..
تقول:دخلت بيتي أيقظت أبناءي وخرجنا إلى الخارج...
ونحن نعلم بأنني أصبحت ارملة ويتموا أطفالي فمن لنا!!!
بعد يومين..
وبعد بحثٍ عن الزوجة الثانيه وجدوها في صالة انتظار أحد مستشفيات الرياض تحمل رضيعها في أحضانها..
يتملكها الخوف من القادم المجهول..
الحكم شرعاً بما أنها جاوزت سن الحدث..
القصاص..
أرجئ الحكم حتى يبلغوا الورثة..
عندما يكبر((رضيعها))ويصبح الحكم متعلقاً به وبأخوته..
هل تخيلتم النار التي سيصلاها..
دم والده وثأره!!
وأمه وهو ولدها الوحيد!!
لم أكتب هذه القصة لمجرد كونها قصة حدثت فأردت أن أزيد ألمكم بها!!
لا وربي..
بل هي جريمة بشعة كان أساسها((والد الفتاة))
فهو من يستحق العقاب..
وتلك الفتاة البريئة وإن كانت متلبسة بالخطأ إلا أنها ضحية((عنجهية مجتمع))
أتعلمون ما الذي زاد حسرتي وألمي..
أنني حينما انتهيت من سرد القصة على والدتي سألتها فهي متخصصة في القانون والمحاماة عن جريمة مماثلة لمثل هذه بشاعة حينما كانت على رأس العمل..
أتدرون ما قالت:
يا بنيتي أن يحدث هذا في مجتمع حرم نعمة الإسلام فلا كرامة فما بعد الكفر ذنب يا بنيتي..
ولكن لم اكن لأتخيل أن يحدث هذا في بلاد هي منبع الرحمة ومهد الشريعة...
أجابت علي والدتي وليتها سكتت ولم تجب...
جريـــــــــمة يشهدها المجتمع..
فمن المسؤول؟؟!!!!!
دمتم بخير..
السبت..الواحدة والنصف بعد منتصف الليل....((المجتمع على موعد مع أبشع جريمة)) 
الوضع الشجري
