امتي
لن اطيل السؤال عن حالك...
حتى لا افاجؤ باحد ابنائك وهو يقول الضرب في الميت حرام!!
لكن امتي اسمحي لي ان ارثي قليلا وضعا اصبحنا فيه
بالامس كنا نسمع ان الجيل المنصور قادم
وايته انه جيل يكثر من الكلام عن الصحوة
ويسترسل في البحث عن مواهب ابنائه المدفونة
جيل همه العلم والتقدم لكل البشرية
جيل يحقق الوسطية والحرية والعدالة والنصر
سمعنا ذلك وكنا ننتظر جيل الصحوة بفارغ الصبر
ترى متى يأتي هذا المجتمع الفاضل,,,,
اتدرين يا امتي اطلنا الانتظار ولم يفكر احدنا بأن جيل الصحوة قد يكون بين ظهرانينا!!
سئمنا.. وقلنا حتى موعد قدوم ذلك الجيل دعونا نشغل اوقاتنا الثمينة بامداد العالم
بدروس في التمثيل والرقص والغناء و لنترك قتلى الحروب عندنا يتولون تدريس الكون كيف يكتب شعر الرثاء..
بلا فخر العالم يدين لنا بتعليم ابنائه فنون البكاء
نعم يا امتي نحن لا نجيد من الفنون الا البكاء..
نحن لا نريد ان نصنع القنابل النووية حتى لا يسئ الاخر فينا الظن..
ولا نريد ان نصل سطح القمر حتى لا يقولون عنا اننا نملك فكرا استعماريا او احتلاليا غاصبا..
ولا نريد ان نخترع الادوية حتى لايتهموننا باننا مروجي مخدرات من الفئة الثانية حسب قوانين منظماتهم الصحية..
ولا نريد ان نصنع الطائرات والسيارات حتى لا يتهموننا بمحاولة تفخيخها وتفجيرها في مبانيهم المقدسة..
امتي نحن نحترم الاخر بل لنكون اكثر شفافية نحن نخشى الاخر لكن المضحك المبكي اننا لا نحترم انفسنا ,,,,ولا نخشى على مستقبلنا,,,
بالامس استهزأوا بخير البشر فغضبنا وتظاهرنا و اعلنا المقاطعة فلم يخشونا و لم يقيموا لمقاطعتنا وزنا!!!!
و اليوم سخروا من ديننا على لسان اعلى سلطة دينية يملكونها ...( سلطة لازلت أجهل سبب تسميتها بالبابا)
و كأنهم يقولون لنا افعلوا ما شئتم لان كل ما تفعلونه ليس الا فقاعات من الصابون لا تلبث أن تنفجر دون أن تترك أثرا سوى الصوت والزعيق.....
اما نحن فلا زلنا ننتظر كرامة الهيه تخرجنا مما نحن فيه من الذل والهوان
لكنها فلسفة الحياة و نواميس الكون التي لا يحابي فيها الخالق سبحانه احدا,,,,
لان الله سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..السماء لا تمطر ذهبا والارض لا تنبت فضة
و عجلة الحياة دائرة بالرغم عن أنوف الضعفاء والاقوياء على حد سواء........
كلمات بل دموع تلك يا امتي التي نثرتيها لنا على صحيفة تاريخ البشرية,,,
..
.
و اخيرا امتي كل نكسة وانت بخييييييييييير
هذه أبيات شعر لنزار القباني( مع تحفظي الشديد على هذا الشاعر) الا أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها ألتقطها:
هل في العيون التونسية شاطيء
ترتاح فوق رماله الأعصاب ؟
أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب ؟
أمشي على ورق الخريطة خائفا
فعلى الخريطة كلنا أغراب
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد ... لكن ما هناك جواب
لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت أحسب أنهم أعراب
يتقاتلون على بقايا تمرة
فخناجر مرفوعة وحراب
قبلاتهم عربية ... من ذا رأى
فيما رأى قبلا لها أنياب
وخريطة الوطن الكبير فضيحة
فحواجز ... ومخافر ... وكلاب
,,,
ماتت خيول بني أمية كلها
خجلا ... وظل الصرف والإعراب
فكأنما كتب التراث خرافة
كبرى ... فلا عمر ... ولا خطاب
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها
وعزيز مصر بالفصام مصاب
,,,
هل لي بعرض البحر نصف جزيرة ؟
أم أن حبي التونسي سراب
أنا متعب ... ودفاتري تعبت معي
هل للدفاتر يا ترى أعصاب ؟
حزني بنفسجة يبللها الندى
وضفاف جرحي روضة معشاب
لا تعذليني أن كشفت مواجعي
وجه الحقيقة ما عليه نقاب
إن الجنون وراء نصف قصائدي
أوليس في بعض الجنون صواب ؟!
,,,,
,,
أخيرا أعتذر عن الأطالة انما هي حرقة في القلب وأخرجتها
.....
....
..
أختكم لميـــــــــــس
الوضع الشجري
