الحب عاطفة نبيلة سامية تربط بين قلوب الناس، ولا يوجد هناك مانعًا شرعيًّا يحول بينك وبين من تحب إن اقتصر الأمر على المشاعر، إنما يقف الشرع ليضبط السلوك كي يتفق مع النهج الإسلامي الذي يسعى إلى توثيق رابطة الحب بالزواج الشرعي .
****** الفلاسفة والحب
منذ البداية ارتبط تفسير أشكال الحب بالتوجهات الفلسفية والآراء التي كانت سائدة حوله في مختلف الحضارات. فكان لدى اليونانيين القدماء نمط من الحب يعرفونه باسم (إيروس)، وهو الحب الجسدي الخليع.
ويفسر أفلاطون هذه العاطفة من وجهة نظر فلسفية وينقلها إلى الجانب الروحي.
ويرى محمد بن يوسف العامري النيسابوري وهو مؤلف كتاب (السعادة والإسعاد في السيرة الإنسانية) وفي الفصول الخاصة بموضوع الحب يشير إلى وجهات نظر فلسفية سابقة على زمنه، ثم يعلق على تلك الآراء. إن عاطفة الحب في نظر النيسابوري هي (انفعال بلذة المحبوب ونزاع إلى أن يتصل انفعاله وتخوف من القطع وشغف بالمحبوب حتى لا تريد بدلا عنه). وفي موضع آخر من الكتاب يضيف موضحا هذه الفكرة فيقول: (قال بعضهم المحبة إرادة قال والإرادة والاختيار واحد. وقال بعضهم المحبة إنما هي ميلان القلب إلى الشيء واستخفافه له وابتهاجه. قال أبو الحسن المحبة ليست بإرادة ولا باختيار، فإنا قد نحب ما ليس يمكن فيه أن نريده وأن نختاره كمحبتنا للموتى الذين قد بادوا وذهبوا. وأقول ميلان القلب إلى الشيىء إنما يكون من أجل المحبة لا أن يكون هو المحبة.
× ويرى الطبيب الفيلسوف ابن سينا ان العشق والحب مرض مثل باقي الامراض ويجب علاجهما ×
ابن سينا يتعرض في المقالة الرابعة من الفن الأول من كتاب القانون إلى جملة من الأمراض مثل اختلاط الذهن والهذيان والرعونة والحمق وفساد الذكر وفساد التخيل والمانيا وداء الكلب والمالنخوليا والقطرب. ويجمع إلى هذه الأمراض كلها فصلا في العشق، إذ إنه يعده في جملة تلك الأمراض. ويحلل ابن سينا العشق وأعراضه وما يقاسيه العاشق ثم علاج هذا المرض، ويعرف المؤلف العشق بقوله: هذا مرض وسواسي شبيه بالمالنخوليا يكون الإنسان قد جلبه إلى نفسه بتسليط فكرته على استحسان بعض الصور والشمائل التي له ثم أعانته على ذلك شهوته أو لم تعن. وكما نرى فإنه يقارن العشق بمرض الكآبة القوية والحادة التي تتسلط على بعض الأشخاص في ظروف معينة. أما أعراض هذا المرض فهي حسب قوله: (علامته غور العين ويبسها وعدم الدمع إلا عند البكاء وحركة متصلة للجفن ضحاكة كأنه ينظر إلى شيء لذيذ أو يسمع خبرا سارا أو يمزح ويكون نفسه كثير الانقطاع والاسترداد فيكون كثير الصعداء ويتغير حاله إلى فرح وضحك أو إلى غم وبكاء عند سماع الغزل ولاسيما عند ذكر الهجر والنوى. وينسب ابن سينا في رسالته هذه إلى النفس الدونية دور الاشتراك مع النفس العاقلة، بحيث أن حب الجمال الظاهري والحب الجنسي يكونان سندا للتقرب مما هو إلهي، وعليه فإن النفس العاقلة تكسب وتقوى باتحادها مع القيمة الإلهية. وتحليل ابن سينا هذا ينطلق كما نرى من نظريته العامة حول النفس وتركيب أجزائها، ومن خلال ذلك يفسر لنا ظاهرة الحب، محاولا أن يعثر على موضع ضمن هذه النظرية.
في هذا الموضوع سأتطرق للحب ( العفيف ) العذري
الحب العذري : هو حبٌ عفيف لأنه حرم المتعة الجسدية ، وهو عاطفة صادقة لأنه يدوم ويستمر ويبقي على الرغم من الحرمان والفراق القاتل … وهو حب يتسامي فيه صاحبه ، لانه يحرص على القيم الإنسانية والمثل العليا ولا يقف عند مجرد الحسرة والندم على الحرمان .
و من مميزات الحب العذري , وصال الحبيب , فالحب العذري حب جارف قوي عارم فهو حب لا يلتقي فيه الحبيبان مما يجعل صاحبة يقاسي اشد ايام حياته فليله نهار ونهاره عذاب كما عاشها أصحابها .
وفي هذا الحب يصدق فيه الإنسان مع حبيبه بان يعطية الوفاء والعهد
وان نظرت الي غزل الحب العذري تجد انه الغزل المسيطر عليه هو عزل العف الخالي من الشبهات .
وقد نشاء الحب العذري في بادية الحجاز ونجد وكان بمثابة رد فعل للغزل اللاهي في المدن ، فلوعة شاعر البادية بتصوير عاطفتهم في ثوب جديد عف ، يرضي عنه الخلق ، ويوفق بين مطالب الجسد والروح .
وقد نشاء الحب العذري بعد الاسلام ، واتضحت سماته في عهد الأمويين .
ღ 戈 ღ مجروحين الـحـب العذري ღ 戈 ღ
قيس & ليلى
عاش النوع هذا من الحب قيس ابن الملوح وليلي العامريه وقد تجد قصيدة المؤنسة هي القصيدة الأكثر شيوعا في حياة قيس فقد كان يرددها دائما وكانت تؤنسه في خلوته عندما كان يهيم بها . وهي قصيدة طويلة جدا
التي يقول قيس فيها :-
تذكرت ليلى والسنين الخواليا وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا ويوم كظل الرمح قصرت ظله بليلى فلهاني وما كنت لاهيا بثمدين لاحت نار ليلى وصحبتي بذات الغضى تزجى المطي النواجيا فقال بصير القوم : لمحة كوكب بدا في سواد الليل فردا يمانيا فقلت له : بل نار ليلى توقدت بعليا تسامى ضوءها فبداليا فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى وليت الغضى ماشي الركاب لياليا فيا ليل كم من حاجة لي مهمة إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا لحا الله أقواما يقولون : إنني وجدت طوال الدهر للحب شافيا فشب بنو ليلى وشب بنو ابنها وأعلاق ليلى في فؤادي كما هيا ولم ينسني ليلى افتقار ولا غنى ولا توبة حتى احتظنت السواريــا خليلي لا والله مـــا أملك الـذي قضى الله في ليلى و لا ما قضى ليا قضاها لغيري وابتلاني بحبهـــا فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيـــا فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت فما للنوى ترمي بليلى المراميـــا فلو كان واش باليمامـــــة داره وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا أعــد الليالي ليلــة بعد ليلــة وقد عشت دهرا لا أعد اللياليــا وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالليل خاليا أحب من الأسماء ما وافق اسمها أو أشبهه أو كان منه مدانيـــا خليلي ما أرجو من العيش بعدما أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا خليلي إن ضنوا بليلى فقربـــا النعش والأكفان واستغفرا ليـــا
ولا يذكر الحب في شعرنا العربي إلا ويذكر مع مجنون ليلى هذا الاسم الأسطورة ، الذي صار علما على نوع الحب العذري
وهنا سأسلط الضوء على حياة قيس وليلى
عاش مجنون ليلى في عصر الدوله الامويه ،استمرت حياته حتى عام سبعين من الهجرة ، وأسمه الكامل هو قيس بن الملوح بن عامر بن صعصعة .وليلى التي احبها وهام بها وقضي بسبب حبها هي : ليلى بنت مهدي بن سعد بن كعب بن ربيعة … وجميعهما من طبقة الاغنياء والتجار
وبداية قصتهما هي : -
في رحاب الصحراء العريبة وتحت خيامها ، وظلال كثبانها ومنعطفات أوديتها .، نما وترعرع حب الفروسية الأصيل فالبادية ايقضت وجدان الشاعر العربي الحديث عن الحب فقد أحبا قيس ليلى منذو الصغر وترعرعا حتى الكبر وقصتهما طويله جدا ولكن السبب الذي بعد قيس عن ليلى هو التشبيب والغزل الصريح مظنه صله بها قبل الزواج ، ومبعث ريبة في أن الزواج لم يتم بينهما إلا ستر للعار
وتحرم ليلي على قيس وتجبر على الزواج من غيره ولا يحتمل قيس وقع الكارثة ، فيهيم على وجهه ويختبل عقله وتدركه المنية وهو علي هذا الحال ..
عنترة & عبلة
قصة حبهما عذرية لكنها حصلت في العصرالجاهلي
هو عنترة بن شداد بن قراد أحد أفراد قبيلة عبس , ولد من أم حبشية فجاءت بشرته كاحله السواد حتى عد من اغرب العرب ، وقد تنكر له والده في مطلع حياته ، ولم يلحقه بنسبة شانه شان أبناء الإماء لا يعترف بهم آباؤهم إلا إّذا ذاع لهم صيت يغنون به عن النسب ، وقد دفع عنترة إلى رعاية الأغنام والإبل ، يحيا حياه قاسية ، ظلمة جاحدة ، يلقي احتقار القوم بمضض وتمرد وهو لا يبرح يتوقع واقعة ممكنة من إظهاره تفوقه وبطولته وحاجة قبيلته إلى قوه ساعده .
ولم يلبث عنترة أن فتن بابنة عمه (عبلة ) التي لا سبيل لها ،يمنعه من الوصول إليها سواد لونه واحتقار عمه وسائر أفراد القبيلة له . ولم يقبل عنترة هذا المصير فاعلن عصيانه ، وتمرد على واقعة وجعل حياته سلسله من التحدي ، جاعلا قيمة المرء في أفعاله وقدرته الخاصة ، وسعى إلى الحرية ، وأبى أن يعاقبه المجتمع على أمر لا يد له فيه ، ولون لا دلاله إنسانية له . حتى تنازل الكثير من ساده القبيلة واعترف بنسبه أخيرا ، ولكن عمه رفض أن يزوجه عبلة فضل يهيم بها ويكتب الأشعار . وعبلة أخذها أبوها من القبيلة وهاجر بها وبقي عنترة يقتفي أثرها فلا وصل إلى مطلبه حتى لاقى حتفه .
ومن أحد قصائده الرائعة نأخذ مقتطفات يقول في مطلعها :-
هل غادر الشعار من متردم**** هل عرفت الدار بعد توهم
يا دار عبلة بالجواء تكلمي**** وعمى صباحا دار عبلة واسلمي
إن تغدفي دونى القناع فانني ****طب بأخذ الفارس المستلئم
أثني علي بما عملت فانني ****سمح مخالطى إذا لم أظلم
ولقد ذكرتك والرماح نواهل****مني وبيض الهند تقطر من دمي
هلا سألت الخيل با ابنه مالك ***ان كنت جاهله بما لا تعلمي
يدعون عنتره والرماح كنها ****أشطان بئر في لبان الادهم
مازات أ رميهم بثغرة نحره****ولبنانه حتى تسربل بالدم
قيس & لبنى
قيس ابن ذريح بن الأحباب بن سنه وينتهي نسبة إلى حزيمة من عرب الشمال ويقولون انه من أعراب الحجاز . أما لبنى هذه التي تغنى بها قيس ، وصار منسوبا أليها ، فهي : لبني بنت أحباب أم معمر ، من بني كعب من خزاعة . يصفونها بأنها كانت مديدة القامة ، يخالط سواد عينها زرقة ، حلوه المنظر والكلام ويقولون أنها كانت بهية الطلعة ، عذبه الكلام سهله المنطق .
وتبدأ قصة قيس من هنا :
في أحد زيارات قيس لأخواله ، اشتد به الحر فشعر بالظماء ، فوقف على خيمة والرجال غائبون ، فطلب ماء فبرزت له لبني فسقته واعجب بها ، وطلبت له أن يستريح عندهم حتى تخف وطاه القيظ( الصحراء) فلبها وتحادثا ، فملكت عليه فؤاده . وملك عليها فؤادها ، وقدم أبوها فرحب به ونحر له ، واحتفي وأكرمه . وانصرف قيس وقد غلب عليه الهوي . فأنطقه شعر وراه الرواة ، وشاع في المجالس .
ونأتي هنا كي نقول أن الحب العذري قد وصل إلى اللقاء وهذا شئ كبير . وتزوج قيس من لبنى واجتمع شمل المحبين ، واقاما أمدا في ظل السعادة ورافه وهناء متصل . ولكن قيسا وحيد والدية الثريين – وانشاه حبه لـ لبنى وزواجه منها كل شئ أخر في حياته - .فغضبت أمه لما رأته من تعلقه الشديد بها فأكادت لزوجته وتتفنن في الإيقاع بينهما .. وخاصة أن لبنى لم تنجب من قيس ويستمر الحال على هذا عشر سنوات ، ويجتمعون عليه أبوه وقومة ناصحين له بالزواج من أحد بنات عمه لعل الله يهب له ولد يرث ثروه الاسراه من بعدة . ولا ستجيب لهما قيس .. فيأتيه القوم يعظمون عليه الأمر حتى استطاعوا أن يجعلوه يطلق لبني فيطلقها . في لحظة ضعف قاتله .
ثم لا يلبث قيس أن يستشعر وقع الفجيعة ، فجيعته في حبه ويحس بالفراغ الذي خلفته لبني في حياته ، واللوعة التي ملكت كل جوانحه فينطلق لسانه بالأشعار الباكية .
وها نحن نقف إمام قصة من قصص الحب الذكري بطلها عاش مستهل القرن الأول الهجري – فالروايات تذكر لنا أن قيسا ولد بين عامي أربعة وسته للهجره واختلطت قصتهما بما تمتلي به من حكايات الأشعار .
اما في شعر قيس بن ذريح ما نجدة في شعر العذريين من رقه وجزاله وعاطفة صادقة مشبوبه .. و أطول قصائدة واشهرها هي قصيدته العينية والتي نطالع فيها صوره صادقة لحبة العميق لـ لبنى متظمنة ندمة ولوعته بعد طلاقها ولكن هيهات ينفع الندم ، إن الخلاصة الوحيد في البكاء ..وبث شجونه ولوعة هيامة خلال أبيات يرسلها وقد حملت زفرات من سعير قلبه حرارة معاناته .
ويقول قيس في طلعها :
عفا سرف من اهله فسراوع **** فجنبا أريك فالتلاع الدوافع لعل لبني أن يحم لقاؤها **** ببعض البلاد أنا ما حم واقع بجزع من الوادي خلا عن انيسه **** عفا وتخطة العيون الخوادع ولما بداء منها الفراق كما بدا **** بظهر الصفاء والصلد الشوق الشوائع اتبكي على لبني وانت تركتها **** وكنت كآت غيه وهو طائع فلا تبكين في إثر شئ ندامة**** إذا نزعته من يديك النوازع فليس لامر حاول الله جمعه **** مشت ولا ما فرق الله جامع وكيف ينام المرء مستشعر الجوي **** ضجيع الاسي فيه نكاس روادع فلا خير في الدنيا إا لم توتنا **** لبني ، ولم يجمع لنا الشمل جامع ألست لبينى تحت سقف يكنها **** وإياي هذا إن نات لي نافع فقد كنت ابكي والنوي مطمئنة **** بنا وبيكم من عالم ما البين صانع فيا قلب صبرا واعترافا لما تري **** ويا حبها قع بالذي انت واقع أحل على الدهر من كل جانب **** ودامت فلم تبوح على الفجائع فمن كان محزونا غدا لفراقنا **** فملآ قلبك لما هو واقع
جميل & بثينة
وقد لحق بقيس ابن الملوح جميل بن معمر وحبيبته بثينه
ومن هذا الشاعر نتعرف على ارقي نماذج الحب العذري واصفها وأصدقها وترا وأشدها حرارة ، وهو شعر يمتلى بشكاوي النفس وما يلاقيه المحب المتيم من تباريج الوجد وقسوة البعد ومرارة الحرمان ولكن مع ذلك صادق اللوعة ، عف الضمير واللسان ‘ رصين التعبير غني القلب مرفوف الحي والشعور . ثم هو شاعر عاشق يرضي من محبوبته بالقليل ، بل اقل القليل وقد نجده انه دائم الحديث عن بخل حبيبته . ولكنه حديث الرضي المستسلم لا يسخط ولا يغضب ولا يتمرد ولا يهدد ولا يتوعد أو يثور ، وانما هو مكتف بمجرد الاشاره الي بخل بثينه بكل ما من شانه يملا حياته نعيما وبهجة ، بخلها بالوصال ، باللقاء بري الصدي المتعطش .
ويحدثنا التاريخ أن جميل بن عبد الله بن معمر العذري قد سبت فؤادة بثينه بنت حبا بن جن بن ربيعة العذري . فالشاعر وحبيبته ينتميان لشجره واحدة في النسب ويقيمان معا في مكان واحد هو وادي القري وهو موضع في الحجاز قرب المدينة
وكما حدث لقيس بن الملوح وليلاه بعد أن ذاعت قصة حبهما وتناقلت أخبارهما الركبان ، فحرمت عليه وزوجت غيره ، حدث هذا لجميل وبثينه بعد أن ذاع شعره فيها وهيامه بها ، وتحدث به الناس في القبيلة وخارج القبيلة جتئ إذا جاء جميل إلى أبيها خاطبا ورففضه أبوها خشية أن يقال انه زوجها ستر لعارها . وتزوجت بثينة إلي فتي من عذره : هو نبيه بن الأسود ، ولكن زوجهما لا يمنع جميلا عنها ، فهو يزورها خفية في بيت زوجها ، ويقول فيها القصيدة بعد القصيدة ، وهي تساعدة أحيانا ثم تصد عنه أحيانا أخري ، وهو في الحالين مستطار اللب طائر العقل ، مسلوب القلب وتمضي الأيام ويدب اليأس في قلب جميل ، فيهاجر إلى مصر ويمرض فيها مرضة الأخير .. حتى إذا حضرته الوفاء كانت أخر كلماته من اجل بثينه حبا وتذكرا وتعلقا ووفاء ( ما اجمل الوفاء يا من تحبون ) حتى الرمق الأخير ، ويموت جميل سنة اثنين وثمانون للهجره . ويبقي من بعده صوته الشعري المتوهج بالحرارة والصدق ، ينطبق بعذريته وصدق حبه ومكابدته ..
وهكذا يظل الحب العذري مستحيل ان يوجد في هذا الزمان المرفرف بأجنحته في عالم الضياع .....
=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=+=
وقبل الختام :- لدي اسئلة اريد اجابات لها : هل قيس بن الملوح وليلى العامرية أشد العرب عشقاً ؟ هل جنون قيس و لوعة ليلى كافية لأن يسمي أمير الشعراء أحمد شوقي أبرز مسرحياته باسم مجنون ليلى ؟ هل يستحق قيس أن يكون مثالاً للعشق لدينا ولدى شعراءنا ؟
اعتذر عن الإطالة وآمل أن يحوز الموضوع على رضاكم واستحسانكم
هل جنون قيس و لوعة ليلى كافية لأن يسمي أمير الشعر أحمد شوقي أبرز مسرحياته باسم مجنون ليلى ؟
هو اشهر نفسه عن طريق قصتهما
إقتباس
هل يستحق قيس أن يكون مثالاً للعشق لدى شعراءنا ؟
لماذا تقول :لدى شعراءنا؟؟
وانتم اليس لديكم قلوب؟؟
اقصد الاناس العاديين اليس لديها قلوب؟؟
بمعنى انها لاتحب!!
والشاعر دائماً لايبقى شاعرا الا اذا عشق
,,,,,,,,
ادري ماها اي داااااااااااااعي بس عجبتني
والله تجنن!!
انا كنت مستمتعه بالقراءه ومن يوم ماشفت الصورة هذي وقسم بالله الدمووووع تجمعت في عيني
وقلبي بدأ يخفق!!
ما ادري ليش!!؟؟
..
تنسيقك رائع
,,,,,,,,
تسلم حموووووووودي موضوعك رائع!!
مالحب الا للحبيب الأولي ,,
ندر الحب العذري العفيف في هذا الزمان ,,
وكثر في وقتنا الحاضر الحب لغرائز معينه .. اما طمع وجشع ... او شهوه ..
او حب من اجل مال ..وقل الحب في الله .. وتجاهلوا ماسينله المتحابون في الله ..
ولو ان الحب الحقيقي والعفيف ندر .. الا انه لازال يقاوم في هذا الزمان ..
موضوع اكثر من رائع .. وكلام جميع في معنى الحب ..
وتنسيق اكثر من متميز ..
اشكرك اخي المتميز كعاتدك .. على موضوعك الجميل وتنسيق الرائع..
دمت بخير .. ولاتحرمنا من ابداعاتك ..
يعطيك كل العافيه أخوي محمد
إستمتعنا كثيراً بهذه الرائعه
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
قال الشلبي ...المحب إذا سكت هلك والعارف إن لم يسكت هلك.
ّّّّّّّّّّّّّّّّْْْْْْْْْْقال ابن القيم...المحبه لاتظهر على المحب بلفظه وإنما تضهر عليه بشمائله ونحوله
قال سمنون...ذهب المحبون لله بشرف الدنيا والآخره
والرسول عليه الصلاة والسلام قال <<المرء مع من أحب>> ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ذكر ابن القيم في كتاب (الداء والدواء)أن المحبوب قسمان:
محبوب لنفسه ومحبوب لغيره وكل ماسوى المحبوب الحق محبوب لغيره
وليس شيء يحب لذاته الا الله وحده لأنه سبحانه المتفرد بالكمال المطلق
والجمال التام وكل ما سواه هو تبع لمحبته كحب الملائكه والأنبياء والأولياء
وهي محبه لازمه لمحبة الله عز وجل لأن محبته توجب محبة من يحبه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ قال الرسول عليه الصلاة والسلام<<ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان,
أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما,وأن يحب المرء لايحبه الا لله
وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار>>
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ قال الغزالي... كمال الحب أن يحب العبد ربه عز وجل بكل قلبه وما دام
يلتفت الى غيره فزاويه من قلبه مشغوله بغيره
قال ابن القيم...من احب شيء سوى الله لم تكن محبته له الا لله ولا لكونه
معينا على طاعة الله عذب به في الدنيا قبل اللقاء
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ المأمون سأل يحي بن أكثم ما هو العشق؟فقال:هو سوانح تسنح للمرء
فيهيم بها قلبه وتؤثرها نفسه. فقال له ثمامة:اسكت يا يحيى!إنما عليك
أن تجيب عن مسألة طلاق أومحرم صاد ظبياَ او قتل نمله فأما هذه فمسائلنا نحن
فقال له المأمون:قل ياثمامة ,ماالعشق؟فقال ثمامة العشق جليس ممتع واليف
مؤنس وصاحب ملك مسالكه لطيفه ومذاهبه غامضه وأحكامه جائره ملك الأبدان
وأرواحها والقلوب وخواطرها والعيون ونواظرها والعقول وآرائها وأعطي عنان
طاعتها وقود تصرفها توارى عن الأبصار مداخله وعمي في القلوب مسلكه
فقال له المأمون:أحسنت يا ثمامة وأمر له بألف دينار
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ وما في الأرض أشقى من محب
وإن وجد الهوى عذب المذاق
تراه باكيا في كل وقت
مخافة فرقة او لشتياق
فيبكي إن نأوا شوقاً اليهم
ويبكي إن دنوا خوف الفراق
الحب عاطفة ومشاعر لا تستطيع التحكم بها فهو أمر فطري موجود في دواخلنا .. ينمو بطريقة تلقائية بدون قصد أو نية إذا وجدت الشخص الذي يثير هذه العواطف من سباتها .. فلست أنت من يقرر إن كنت تريد أن تحب أم لا .. وإنما يقتحم هذا الحب قلبك من دون سابق إنذار .. ولا تعلم له أي تفسير ...
يا ناس أحبه و المحبة مقادير..
هذي هوى نفسي وهذا قدرها..
والحب ماله يا هل الحب تفسير..
قلبيــن والله بالمحبة أمــرها..
ولكن الإنسان العاقل هو من يضع الزواج كهدف لهذا الحب .. وأن يتخذ الحب العفيف الطاهر الخالي من الشبهات مثالاً له .. حتى لا يقع في خطوات الشيطان فيخرج هذا الحب من حدود الشريعة ,,
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لم نر للمتحابين مثل النكاح ) .
الحب ..يلطف من أخلاق الإنسان . .تجعله نبيلاً متسامحاً .. و يمنح بلا حدود .. قد تصبح له هوايات و اهتمامات جديدة .. نظرته للأشياء تتغير .. قد تكون علاج للإخفاقات التي تحدث للإنسان .. ولكنه متى ما تجاوز حده أو وضع في غير موقعه فحتماً سيتحول إلا داء يحتاج للعلاج ,
وما العشق في الإنسان إلا فضيلة
تدمث من أخلاقه وتظــرف..
يعظم من يهوى ويطلب قربه..
فتكثر آداب له وتلطــف..
ربما قد خرجت عن صلب موضوعك أو المغزى منه .. وسأعود إلى حيث أسئلتك التي كانت هدفاً لموضوعك أخي محمد , ولكن هنالك أمراً دائماً ما يشدني .. لما قصص الحب الموجودة في التاريخ عادة ما يكون الفراق هو نصيب المحبين فيها ؟! هل سنسمع بقيس ليلى لو أن قيساً تزوج ليلى ؟! صحيح أن والدها لم يزوجها لقيس وكما هي القصص الأخرى خشية من كلام الناس , ولكن ماذا عن قيس لبنى عندما كان متزوجاً بها قبل طلاقها ؟!! هل كانت له قصائد عن لبنى عند ما كانت زوجته ؟!! لما لم نسمع عن محبين كانت نهايتهم سعيدة ؟!
إقتباس
هل قيس بن الملوح وليلى العامرية أشد العرب عشقاً ؟
قد لا يكونوا كذلك .. فربما هنالك الكثير من لم نسمع عنهم .. ولكن ميزة عشق قيس وليلى أن قيساً شاعراً وقد نطق بمكنونات قلبه فانتشرت في كل مكان ..
إقتباس
هل يستحق قيس أن يكون مثالاً للعشق لدينا ولدى شعراءنا ؟
بالإضافة إلى كون قيس شاعراً وهذا ما أشهره .. فقد أخذ الحب من عقله الكثير وجعله يهيم من مكان إلى آخر ومات كصريع للهوى فكان في نظر الجميع وفياً لليلى ومخلصاً في حبه فكان مثالاً للعشق ,,
رغم أنني من وجهة نظري أرى بأن المحب يجب أن يخشى على محبوبه أكثر من نفسه .. فيحاول أن يخفي أمر محبوبته خشية عليها من الوشاة .. حتى لو وضح عليه الهوى .. وكان شاعراً كقيس .. فليستخدم اسماً آخر مخافة على ماقد يتناقله الناس من إشاعات لا تمت للحقيقة بصلة وتضر محبوبته ,
يقول البهاء زهير
أفدي حبيبا لساني ليس يذكره..
خوف الوشاة وقلبي ليس ينساه..
ويقول كذلك..
سميت غيرك محبوبي مغالطة..
لمعشر فيك قد فاهوا بما فاهوا..
أقول زيد وزيد لست أعرفـــه..
وإنما هو لفظ أنت معنــــــــــاه..
إقتباس
هل جنون قيس و لوعة ليلى كافية لأن يسمي أمير الشعراء أحمد شوقي أبرز مسرحياته باسم مجنون ليلى ؟
شهرتهما وقصتهما .. تجبر أي شخص كان مهما كانت شهرته أن يستخدم اسميهما
إقتباس
وهكذا يظل الحب العذري مستحيل ان يوجد في هذا الزمان المرفرف بأجنحته في عالم الضياع .....
لما يستحيل وجوده ؟
أعتقد بأن هذه الفقرة تحتاج لموضوع كامل
اخي iq1399 ... استمتعنا كثيراً بما كتبت ..
جعلتنا نعيش في عالم قيس ونتألم معه لفراق ليلى ..
ثم عنترة ومشكلته مع سواد بشرته ..
وانتقلنا لقيس لبنى لنلوم لحظة ضعفه التي فرقته عنها ,,
وبكينا لحال جميل بثينة ,
أولا ... دعني اخي ان ارحب بطلتك البهية .. واسمح لي ان اعرض وجهة نظري في استفساراتك ..
إقتباس
هل قيس بن الملوح وليلى العامرية أشد العرب عشقاً ؟
اشد لا اظن ... لكن اعتبر قيس ... ابرع من وصف ... وافضل من اجاد .. التنفيس عن حبه بشعره... لذلك هو المثل ..والاشهر ...
إقتباس
هل جنون قيس و لوعة ليلى كافية لأن يسمي أمير الشعراء أحمد شوقي أبرز مسرحياته باسم مجنون ليلى ؟
لما لا ؟؟!
إقتباس
هل يستحق قيس أن يكون مثالاً للعشق لدينا ولدى شعراءنا ؟
هنا اعذرني ... لانه قل ان يوجد عاشق حقيقي في زمن الاخ يجحد اخاه .. والصديق يخدع صديقه ..
ختاما /: شاكر لك اخي .. ع الموضوع اكثر من راع ... واسمح لي ان اعترض على مقولة ..
إقتباس
وقد نشاء الحب العذري بعد الاسلام ، واتضحت سماته في عهد الأمويين .
لاني ومن وجهة نظري ان هناك عشق عذري منذ الأزل ... وطلنا نعلم قصة الثلاثة الذين اغلقت عليهم الصخرة في كهف ...<< المذكورة فالحديث .. و هناك العديد لكن هذا ماعلمه واتذكره ..
الف شكر ع المجهووووووووووووود الراااااااااااااااااائع ...