توتي يلقي بكلمة الوداع الحزينة للآتزوري 
إنها كلمة أخيرة وحزينة، لكن لقد اتخذت قراري وأغلقت فصل لعبي مع المنتخب الإيطالي لأسباب بدنية وليست تقنية.. وجدت أنه لا يمكنني لعب عدد هائل من المباريات في سنة واحدة على غرار ما كان عليه الأمر سابقاً"، لقد كان علي الاستغناء عن أمر ما وللأسف كان المنتخب الإيطالي لأن روما هو من أولوياتي, هذا أمر محزن لكن الصحة هي الأمر الأهم".
هذه كانت كلمات صانع ألعاب المنتخب الإيطالي فرانشيسكو توتي التي اختارها لينهي مشواره مع المنتخب, وليعلن صراحة أن روما هي حبه الأول والأخير أوليس هو المتوّج "ملكا" عليها !!!
أوليس فرانشيسكو توتي من رفضت أمه فيوريلا توتي عرضاً مغرياً لضمه إلى أي سي ميلان عندما كان صغيراً, لا بل أنها عقدت العزم على أن لا تدعه يلعب كرة القدم خارج "المدينة الخالدة" (روما), ليوقع بعد ذلك على كشوفات النادي في عام 1989.
لقد كان توتي يبلغ السادسة عشر من العمر عندما خاض أول مباراة رسمية له مع روما في الدوري الإيطالي وكانت أمام بريشيا عام 1993.
فرانشيسكو هو أكثر من ارتدى إشارة القائد مع روما وهو أفضل هداف في تاريخ النادي (470 مباراة و186 هدفاً), كما أنه اللاعب المخلص الذي رفض أن يرتبط اسمه مع أي ناد آخر رغم عديد العروض التي انهالت عليه على مرّ المواسم.
آثر البقاء في روما في أحلك الظروف وأصعبها, كما أنه رفض الرحيل في قمة العطاء والنجاح لأن قلبه وحبه دائماً وأبداً كان للذئاب (لقب روما).
ما قصة هذا العشق لروما الذي يدفعه أن يؤثر ناديه على المنتخب القومي الإيطالي, أوليس الرقم 10 مع المنتخب الأزرق "الآتزوري" حلم كل لاعب إيطالي !!!
طوال 18 عاماً لم يعرف توتي المولود في 27 أيلول/سبتمبر 1976 ملعباً سوى ملعب روما الأولمبي (الأولمبيكو) ولم يرتد قميصاً سوى قميص روما, وهو دائماً وأبدا نجم الفريق الأسطوري وصانع أمجاده, وأمجاد توتي كلها اقترنت بإسمين روما والمنتخب الإيطالي.
مع روما حقق توتي الكثير رغم أن الأرقام قد لا تكون بالكبيرة والإنجازات قد لا تكون بالكثيرة ولكن عندما نعرف أن توتي كان النجم الأوحد في فريق ليس له من الإمكانات ما يتوفر لعمالقة الكرة في أوروبا كميلان وبرشلونة وريال مدريد والإنتر وبايرن ميونيخ ومانشستر... ندرك تماماً أن توتي صنع فارقاً كبيراً في نادي العاصمة الإيطالية.
بدأ توتي مشواره مع روما في عام 1989 عندما انضم لفريق الناشئين, وخاض أولى مبارياته مع الفريق الأول موسم 1992-1993, أحرز لقب الدوري الإيطالي مع الفريق موسم 2000-2001 لأول مرة بعد أن غاب عن خزائن النادي منذ موسم 1982-1983, وحل وصيفاً للبطل أعوام 2002-2004-2006-2007, وحقق لقب كأس إيطاليا عام 2007 كما كان وصيفاً للبطل أعوام 2003-2005-2006, وفي رصيده لقب كأس السوبر الإيطالية عام 2001, والوصيف عام 2006.
مع المنتخب أحرز توتي لقب كأس العالم عام 2006, ووصيف بطل كأس الأمم الأوروبية عام 2000, كما حقق لقب بطولة أوروبا لما دون الـ 21 عاما في عام 1996.
على المستوى الشخصي, توتي هو واحد من أفضل 125 لاعب كرة قدم لا يزالون على قيد الحياة أختارهم الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا", كما كان ضمن فريق النجوم لبطولة كأس العالم الأخيرة التي استضافتها ألمانيا 2006, وكذلك كان ضمن التشكيلة المثالية لبطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2000 والتي اختير نجماً لمباراتها النهائية رغم خسارة فريقه أمام فرنسا, وهو اختير أفضل لاعب إيطالي أعوام 2000-2001-2003-2004, وهو كان أفضل لاعب شاب في الدوري الإيطالي عام 1999, وهداف الدوري في موسم 2006-2007, وحصل على الحذاء الذهبي كأفضل هداف في أوروبا عام 2007.
هذا الأرقام والإحصائيات هي للاعب يبلغ الثلاثين من العمر أي أنه يمكن أن يعطي في الملاعب 3 إلى 4 سنوات بعد, وهي بالتأكيد لن تكون إلا مع روما وقد تحفل بالإنجازات الشخصية لترسخ صورته في نظر الإيطاليين كقائد أسطوري اقترن اسمه بروما.
لن يكون من السهل على روبرتو دونادوني مدرب المنتخب الإيطالي أن يجد بديلاً لتوتي في المنتخب, ليس فقط لإمكاناته الفنية بل لحضوره وقيمته المعنوية كقائد وملهم لبقية اللاعبين.
فرانشيسكو توتي لاعب استثنائي بكل المقاييس وهو أحد القلائل الذين بقوا أوفياء لأنديتهم, في وقت تتحكم فيه الأرقام بمصير اللاعبين وتنتفي فيه قيم الانتماء والبقاء.
الوضع المتطور
