عندما غادر نايف ابن السبعة عشر ربيعاً منزل أسرته لقضاء حاجاته لم يكن يعلم أنه لن يعود إلى منزله حيث كان أحد الأشخاص ينتظره ليقوم بطعنه دون أن يكون هناك أي سابق معرفة بينهما ليتحول الشارع الذي أمام منزل أسرته إلى بركة من الدماء ليفارق الحياة مباشرة قبل ان يصل إلى مستشفى الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
خمس سنوات والقضية تدور بالمحكمة حتى أصدر القاضي صك القصاص على القاتل إلا ان الشيخ محمد بن مسفر بن جفين بن سفران والد القتيل نايف اعتقه لوجه الله شرط أن يغادر الرياض ولا يعود إليها هو وأفراد أسرته.
الحادثة المؤلمة التي يرويها الشيخ محمد بن سفران بعد أن تم إطلاق سراح القاتل انه في عام 1421ه وفي منتصف رمضان خرج ابني نايف لكي ينهي عدداً من حاجاته وبرفقته أحد أقاربه وكان شقيقه في المنزل وإذا بأحد الأشخاص الذي شاهداه للمرة الأولى وتبدو عليه الكبر والغطرسة يطلب المفاهمة مع ابني بالرغم من انه ليس هناك أي شيء بينهم اتصل ابني على شقيقه نايف الذي عاد مسرعاً ويستفسر من الأشخاص ماذا تريدون ليس هناك شيء بيننا لينزل شخص آخر من السيارة وهو يحمل سلاحاً أبيض بيده ويقوم بطعن نايف في عضده الأيسر لكنها الطعنة وصلت إلى قلبه ليسقط على الأرض ويبدأ شقيقه بالاشتباك مع هؤلاء قبل أن يولوا هاربين وهو يطاردهم إلا ان وصلوا منزلهم بحي شبرا وصلت دوريات الأمن وقامت بتطويق المنزل بالكامل لأكثر من ساعتين حيث رفضوا الخروج وتسليم أنفسهم لرجال الأمن وفي النهاية سلموا أنفسهم لرجال الأمن وكان عددهم ثلاثة لكن الذين خرجوا رجل واثنان كانا يرتديان زي النساء للتمويه على رجال الأمن إلا ان فطنة رجل الأمن حالت دون ذلك حيث تم القبض على القاتل.
ويشير الشيخ محمد إلى ان نايف قام أناس يعرفونه بنقله إلى مستشفى الأمير سلمان بن عبدالعزيز لكنه توفي قبل ان يصل إلى المستشفى.
وأضاف: مات نايف وتحول المنزل إلى أشبه ما يكون بالمقبرة فأبنائي كل شخص في غرفته يبكي ووالدته لا تسمع سوى أصوات بكائهم فنايف له مكانة مختلفة عند الجميع حيث كان رحمه الله محبوباً مطيعاً من قبل كل من يعرفه.
قمت بتوكيل ابني الكبير فهد لحضور الجلسات التي تعقد في المحكمة والمتابعة ففي البداية كان جميع الأبناء وأمهم رافضين وبشكل قاطع التنازل.
ويضيف الشيخ محمد استمرت الجلسات والقاتل يبرر بأن تصرفه هو دفاع عن النفس ولازلت حتى ذلك الوقت رافضاً التنازل.
قمت بتوكيل ابني الكبير فهد لحضور الجلسات التي تعقد في المحكمة والمتابعة ففي البداية كان جميع الأبناء وأمهم رافضين وبشكل قاطع التنازل.
ويضيف الشيخ محمد استمرت الجلسات والقاتل يبرر بأن تصرفه هو دفاع عن النفس ولازلت حتى ذلك الوقت رافضاً التنازل.
وبعد مدة ليست بطويلة وإذا بمعالي الشيخ ناصر بن عبدالعزيز الشثري المستشار بالديوان الملكي يتصل بين عن القضية ويطلب مني الصلح والتنازل حيث بعثت والدة القاتل رسالة إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام جهوده للصلح وفي البداية لم أكن أتقبل أي كلام في هذا الموضوع نهائياً واستمر الشيخ الشثري في جهوده وأبلغني ان هناك لقاء مع سمو ولي العهد الذي قال «اننا نحن لا نحب أن نجبر أحداً أو نلزمه وأنا أتوجه لكم ان تعتقوا رقبة القاتل الذي قتل ابنكم وما تريدونه من مالي خذوه».
وقلت له يا سمو ولي العهد ابنائي جميعهم هم تحت أمرك ونحن توجهنا لك وأعطيناك بدون مقابل لوجه الله بشرط أن يغادر الرياض ولا يعود لها.
ويضيف: تابعت انهاء الصك حتى قمت بتسليمه لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي نسأل الله ان يجزيه خيراً عما قدمه.
ويضيف الشيخ محمد اصبحت في موقف حرج كيف نبلغ أمه بأننا تنازلنا وفي ذلك اليوم واثناء لقائي بأفراد أسرتي وإذا بأمه تطلب مني ان نتنازل عن قاتل نايف عسى الله ان يصلح ابناءنا ويهديهم فأبلغتها بما حدث.
انتهت هذه القضية وطويناها ونسأل الله ان يسكن ابننا فسيح جناته ويغفر له.
من جانبه قدم مدير الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام «إنسان» صالح اليوسف والشيخ عبدالرزاق القشعمي مدير فرع الشمال شكرهم إلى مقام سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وإلى معالي الشيخ ناصر الشثري على جهودهم التي بذلوها في صلح هذه القضية وإعتاق رقبة القاتل الذي تقوم الجمعية بكفالته هو وأسرته كما عبر عن شكره لأسرة القتيل الشيخ محمد بن مسفر بن سفران وزوجته وأبنائه على التنازل لوجه الله وأن يجعل ما قاموا به في ميزان حسناتهم.
ويبين القشعمي إلى ان الجمعية بدأت فعلياً في اجراءات نقل الأسرة خارج الرياض إلى مدينتهم وذلك من خلال نقل الوظيفة التي أمنتها الجمعية لوالدتهم وذلك بعد أن اطلق سراح ابنها قبل قرابة عشرة أيام.