19/07/2006, 02:02 PM
|
مشرف سابق بمنتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/12/2001 المكان: حيث الأمل
مشاركات: 5,603
| |
كيفي كويتية و زوجتي العزيزة أنتما السبب سامحكما الله ، و "صب واي" أساس كل مشكلة. "عند الامتحان ، يكرم المرء أو يهان" . عبارةٌ ترددتْ على مسامعنا كثيراً. و بغضِ النظرِ عن صوابها من عدمه إلا أن محدثكم سمعها حتى ملّ منها. و أنا أحسبُ أن تلكَ المقولةَ هي أحدُ أسبابِ تردي مخرجات التعليم لدينا ، و القائمة تطول. قلةٌ قليلةُ من الطلاب ، وكذلك الطالبات حتى لا يغضب وزيرنا الحبيب غازي ، الذين يتعلمون لأجل التعلم. الأغلبية يتعلم و يدرس لأجل الامتحان في نهاية الفصل أو السنة. و بالتالي أصبح لهؤلاء الطلاب و الطالبات المقدرة على عمل ReSet مباشرةً عقب انتهاء الإختبار.
ما علينا .. أعلم أن آخر ما تريدونه في هذا الصيف هو القراءة عن الدراسة .. لذلك أستميحكم العذر في أن أثقل عليكم بهذه الحادثة و إن شئتم فتجاوزوا موضوعي حتى لا تأتيني دعوة منكم و أنا في غنى عنها.
كان لدي اختبارين الأول في مادة الرياضيات (التفاضل و التكامل) و الثاني في مقرر الحديث. ذهبت في باكر الصباح لقاعة الامتحان تحوطني دعوة الزوجة الحبيبة عند توديعها لي عند الباب و أنا متوتر من شيء ما لا أعلمه و أن كنت أجزم أنه توتر ناجم عن سرعة خفقان القلب من جراء "بعبع" اسمه اختبار ، أجارنا الله و إياكم.
عندما و صلتُ إلى القاعة وقر في نفسي ، لا أدري لماذا ، أنني لم استوعب مادة الحديث بشكلٍ كامل. لكنني قلت ُ لنفسي لا تخش شيئاً فهذه الأمور هي لدي في السليقة.
أنهيت اختبار الرياضيات الجاف كجفاف مناخ نجد. أنهيته بخيره و شره و لن أخبركم كيف كانت الأسئلة لأنني لا أتذكر و لا أريد أن أتذكر. مضيت في سبيلي عائداً إلى سيارتي و وصلت إلى منزلي فاستُقْبِلت بمثل ما ودعت به من دعاء و حرارة ، و أنا أقصد حرارة الصيف اللاهب حتى لا يبتعد خيالكم كثيراً. أخذت قسطاً من الراحة بعد رحلة الجفاف التي تكرم علينا بها "دكاترة" الرياضيات قساة القلوب.
عندما أفقت من قيلولتي ، و القيلولة تصح أن تكون قبل الظهر أو بعده غير أنني جمعت الوقتين ، فزعت عند تذكري لاختبار مادة الحديث. يا الهي لقد نسيت اختبارا كاملاً. أنا سمعت عن أناسٍ ينسون فقرة من سؤال تركوها حتى يرجعوا لها بعد اكتمال حل الأسئلة. لكنهم ينسونها من طول الاختبار . أو إذا " خربت" فينسون سؤالاً كاملاً تركوه لصعوبته على أن يرحعوا له فلا يفعلوا فتأكلهم الحسرة ، إن كانوا طلاباً نجباء مثل قريبة لي حفظها الله. وهذه القريبة لا أظنها تعرف الــ B في حياتها الدراسية. كل حياتها ، أجارنا الله و إياكم ، من أبي عكازين A.
المهم أنني لم أعرف أحداً ينسى اختباراً كاملاً إلا محدثكم. ولو عرفت لسألتُ عن السبيل لحل هذه المعضلة. المهم أنني سألت " كيفي كويتية" فأشارت علي أن أخبر الدكتور بما حصل و سيتفهم الموضوع. لا أدري كيف سيتفهم الموضوع و هذا امتحان نهائي و الأسئلة عادة تختم بالشمع الأحمر ، شمع أحمر !! كأنها مضبوطات للشرطة.
أخذت كلامها ، و لم لا أفعل و القصيبي يربط بين توظيف المرأة و الاقتصاد كما جاء في صحيفة الحياة عدد أمس الثلاثاء ، و ذهبت إلى الدكتور و شرحت له القصة و خيبتي " المتنيلة بستين نيلة". ففاجئني صراحةً بهدوئه و تفهمه. أنا أعرف أن للنساء حدس قوي لكنني لم أظن أن حدسهن قوي لهذه الدرجة.
خلاصة الأمر أن الدكتور قال لي لا بأس تأخذ الإمتحان متى ما شئت!!!؟ "يا سلام .. طيب و الأسئلة يبو الشباب" ... هكذا و بكل بساطة ... لكنني ، و لأنني أمرءٌ كثير القلق ، سألته لم لا آخذ الامتحان الآن و أجنبك ، يا دكتورنا ، المشاكل و الأحراج. قال لي لا لا ... لا بأس . فازداد قلقي .
لماذا أقلق !؟ اسئلوا أبا ريمان . لكنني أظن و الله أعلم أنه إضافة إلى أنني "مقرود" نمرة و استمارة فأنا كذلك "ماني بوجه نعمة". أنا الآن يا سادتي مطالبٌ ، و بطريقة الدكتور هذه ، بالعلامة الكاملة مثل تلك التي تحظى بها دوماً قريبتي ، حفظها الله من عين العنا .
ليت الدكتور قال لي " ضف وجهك و أشوفك الترم الجاي لحالك بدون وجهك" أو قال "امتحن الآن". عوضاً عن هذا وذاك فاجئني بقوله " متى ما شئت" !!! حسبي الله و نعم الوكيل.
لكن ما دخل الــ " صب واي" في هذا الموضوع الشائك. هذا الــ "صب واي" يا أحبة هو أساس المشكلة كما أن أمريكا هي وراء كل مصيبة في المنطقة بل و العالم أجمع.
في ليلة هذا الحدث المهم ، الذي أثقلت عليكم به ، طُلب مني أن أحظر عشاءاً للعائلة الكريمة و الضيوف. فوقعت شهيتهم المباركة على اختيارين اثنين ، كالعادة امعاناً في التعذيب ، الأول من المطعم الصيني وهو يشبه من يعدني الجاحظ دوماً بدعوة فيه و الثاني من "صب واي".
أخذت العشاء من هذين المكانين ، و لا أنس أن أشيد بمتعة القيادة في شوارعنا الجميلة ، وكان نصيبي شطيرة طولها أربعين سنتيمتراً فيها ما لذ وطاب من شرائح الديك الرومي بجميع أنواعه و أشكاله مع شرائح الطماطم و الخس قام باختيارها لي أحد الثقلاء. في رأيي أن هذه الوجبة تكفي خمسة مثلي لكن القوم أصروا أنها كلها لي فقط. سميت الله و أكلتها و لم أبق شيئاً ، للمرة الثانية .. العنا قل ماشاء الله . أما لماذا أكلتها كلها فلأن أمي حفظها الله و أبقاها دائما ما تنهرني و أخواتي و أبنائهن أن لا أبقي شيئاً من طعامي و إلا سيلاحقني يوم القيامة!! كيف سيلاحقتني لا أعلم !؟
لكن ماذا حدث في اختبار الحديث !؟ حقيقة لا أعلم !! أو بمعنى أصح حتى لا أكذب ، لا أذكر. فقد كتبت هذا الموضوع مباشرة بعد استيقاظي و العلماء يقولون أن ما تراه في الحلم هو آخر ثواني تقضيها في النوم و أنك إذا أردت تجنب الكوابيس و الأحلام ، من قبيل ما أثقلت عليكم به ، فابتعد عن الإثقال في وجبة العشاء.
دمتم بخير .. |