في سابقة هي الاولي من نوعها منذ تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر خرج مئات الامريكيين في واشنطن ونيويورك حاملين الاعلام السوداء والفلسطينية والحمراء ،ومنددين بالحرب الامريكية والسياسيات الامريكية العامة في العالم ومطالبين بالعمل من اجل الانسانية وعدم التصرف بحماقة ضد الدول الفقيرة . وكان المتظاهرون خرجوا من احد الشوارع الكبري في واشنطن في اتجاه وسط العاصمة وبعض المباني الحكومية الامريكية حاملين شعارات "لاللحرب ضد الابرياء "لاللدمار " وبعضهم رفع الاعلام الفلسطينية دليلا على تاييده للقضية الفلسطينية ورافضا للدعم الامريكي المتواصل لاسرائيل والبعض رفع الاعلام الحمراء والسوداء دليل الفوضي والدماء التي ستخلفها الحرب التي تعد لها الولايات المتحدة . ورغم ان عدد المتظاهرين لم يتجاوز المئات رافقتهم الطائرات المروحية التابعة للشرطة الامريكية خوفا من احداث اعمال تخريبية كالتي حدثت في سياتل من قبل او التي حدثت في ميامي قبل اشهر بسبب مظاهرات ضد العولمة . وكانت ولاية نيويورك قد شهدت تجمعات ضخمة ضد السياسة التى تتبعها الإدارة الأمريكية ، حيث تجمع عدد كبيرمن المواطنين الأمريكيين ممن اطلقوا على انفسهم جماعة " ملتقى مناهضة الرأسمالية " أمام مبنى البنك الدولى مطالبين الولايات المتحدة بضرورة تغيير نهجها فى الحياة والتخلى عن مبادئها التى قسمت العالم إلى مجموعة عوالم بما أدى إلى جلب الضرر والمعاناة للإنسان فى كل مكان . و أكد أعضاء جماعة "ملتقى مناهضة الرأسمالية " الأمريكية أن سياسة الولايات المتحدة الامريكية هى السبب فى إنتشار الإرهاب ومعدلات الجريمة فى انحاء العالم ، مضيفين أن ما حدث من تفجيرات لمبنيى التجارة العالمية ومبنى البنتاجون إنما يأتى ضمن موجة الحصاد الأمريكى لنتائج سياسة الإدارة الأمريكية الوخيمة والتى لم تولد سوى العنف والإنقسام فى مختلف أنحاء العالم . ويري المراقبون ان هذه المظاهرات كانت معده سلفا ضد قرارات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي كان مقررا عقد اجتماعهم المشترك هذا الاسبوع الا ان الاحداث الاخير ة في الولايات المتحدة قد أجلت او بالاحري ألغت الاجتماع فجمعت منظمات البيئة والجمعيات العمالية الافراد في الموعد نفسه ولكن ليس للهتاف ضد العولمة هذه المرة بل للهتاف ضد الحرب التي تقودها امريكا ضد افغانستان وهو ما يعتبر تحول جزئي في المشاعر الامريكية التي سيطرت عليها مشاعر الانتقام والثأر من المنفذين لتفجيرات الحادي عشر . واشار المتظاهرون الى انهم سيستهدفون حرب الرئيس جورج بوش ضد الارهاب ويدعون للسلام بدلا منها ،وحمل المتظاهرين الاقنعة الواقية والخوزات العمالية دليلا على شمول الحرب والدمار الذي سستخلف نتيجة التصرف الحكومي الاعمي . يذكر أن جماعة "ملتقى مناهضة الرأسمالية " هى إحدى الجماعات الأمريكية الرافضة للاسلوب الذى تتبعه الولايات المتحدة الأمريكية فى إدارة المجتمع الدولى ،وترفض كل المستجدات التى طرحتها الولايات المتحدة على أعضاء المجموعة الدولية وعلى رأسها مفاهيم العولمة والرأسمالية التى ترى فيها مثل هذه الجماعات انتهاكا كبيرا لحقوق الإنسان وتشجيعا واضحا على تكريس عملية الإنقسام والطبقية الدولية . ولعل ما قامت به جماعة ملتقى مناهضة الرأسمالية التى يزخر المجتمع الأمريكى بالعديد من الجماعات المماثلة لها خير دليل أن الولايات المتحدة الأمريكية تعانى من حرب داخلية تنظم على جبهات محلية دقيقة ويتزعمها أعداء امريكيين يكنون كل الكره والعداء لما تنتهجه بلادهم من سياسات ، وبالتالى فإن احتمالات أن تكون التفجيرات الأخيرة من تدبير الأمريكيين أنفسهم قوية جدا ولايستهان بها