رحلـــــت ... فضاقـــت علي الأرض بما رحبــــت ... - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

اليزابيث هيرلي · #1 11/07/2006, 04:22 AM

كانت الساعه تقترب من السادسه مساء عندما كنت أستعد لزفاف صديقتي الغاليه لين ..

لم أنم تلك الليله فقد سهلرت أفكر بها , آه كم هي قلقه ومضطربه وقد كنت كذلك ..

أذ أني أعلمتها بالأمس بعدم حضوري لأنني ببساطه لا أتحمل ذالك الموقف .. وهي كعادتها تفهمت شعوري

وعذرتني .. لكنني بعدها حزنت بشده وأخذت أبكي بحرقه لم أستطع النوم .. كنت متردده لا أريد الذهاب وفي نفس

الوقت أريد أن أكون بجانبها في ليلة عمرها بعدها غلبني النعاس ..

وحالما استيقظت عقدت العزم على الذهاب ,وهرعت بسرعه لأعد نفسي .. وفور وصولي لمقر الحفل صعدت إليها لتعانقني بشده

وتهمس : كنت أعلم أنك قادمه لا محاله .. لأجيبها : لم أستطع المكوث في المنزل وتركك في ليلة كهذه ..

بدت كملكة في فستانها الأبيض اللذي يعكس طهرها وصفاء روحها .. نزلت للأسفل وأنا خلفها لأداعبها ضاحكه :أنتي

الملكه وأنا وصيفتك فلترمي لي بباقة الزهور ...

كنت أحس بقلقها رغم الإبتسامات اللتي ارتسمت على محياها ..

وقد كنت أحاول قدر الإمكان حبس دموعي لكي لا تبكي هي الأخرى ..

بعدها تم زف لين الرائعه لتجلس على كرسيها ووقفت بجانبها طوال الوقت أستقبل المهنئين ..

كانت هنالك نظرة حزينة في عينيها لم يرمقها غيري ..

نظرتها تلك ذكرتني بمقولتها الدائمه لي : (( ليز ماودي .. ماابي الرياض)) ذرفت الدموع رغم اني حاولت جاهده أن أكتمها ...
بعدها حان وقت دخول زوجها , فقبلتها وأنا أهمس في أذنها : سأنتظر منك مكالمه بفارغ الصبر ..وسأفتقدك كثيرا ..

وبسرعه انسحبت من الحضور وهرعت للخارج والدموع تنهمر على خدي .. مكثت في الخارج طويلا .. أتأمل وأسترجع ذكرياتنا معا ..

منذ المرحلة المتوسطه وحتى التخرج كنتي لي يالين أعز صديقه .. كنت القلب الحنون الدافئ اللذي يحتضنني ويهدهدني .. كنت البلسم الشافي لجروحي والآمي ..

من لي بعد رحيلك؟ ولمن سأبوح؟ وبينما أنا في غمرة احزاني إذا بهاتفي النقال يرن :

مرحبا ليز .. هل انتهيت؟ أنني في طريقي إليك ..

نعم .. أني أنتظرك ..

كان المتحدث أخي .. هرعت لأودع والدة لين وزميلاتي .. وبينما أهم بالخروج تذكرت قول لين لي : إياك أن تخرجي قبل أن تكتبي لي ..

فذهبت بسرعه لأدون لها بالإنجليزيه كلمات لم ولن تعبر عما أكن لها في قلبي ...

وحالما انتهيت رفعت رأسي لأرى خالتها تبتسم لي وتقول : لين دائما تتحدث عنك .. أن لك في قلب لين محبه ومعزه كبيره .. فابستمت لها : وهي كذلك كانت وستظل الأغلى في قلبي .. أسال الله لها كل التوفيق ..

وبعدها عدت للبيت .. وفد كنت طيلة طريق العوده لم انبس ببنت شفه .. كنت مستغرقه في حزني ..

وحالما وصلت للمنزل . انفجرت باكيه وكأني طفلة يتيمه فقد للتو عائلتها ..

ذرفت الدموع وكل دمعه تقول : أحبك يالين وسأفتقدك .. ستفتقدك مدينتنا الصغيره ..

وسأفتقد الحب والحنان ..

تركتيني يالين .. تركتيني للوحده والحزن والألم ..

صدقيني مدينتنا أصبحت حزينة كئيبه بعد رحيلك ..

كنت دائما بجانبي في السراء والضراء ..

كنت الأمل اللذي يضيء لي حياتي ..

آتي إليك والآسى يعتصر قلبي .. وأعود منك والفرح يغمرني ..

لن أنسى مهما طال الزمان ماقدمته لأجلي ..

كنت سندي ,, والعصا اللتي اتكئ عليها في محنتي ..

آه كم سأشتاق لتلك الإبتسامة الحنونه ..

صدقيني .. كل سعادتي تدين لك بالفضل .. بحثت عن كل شيْ سعيد بحياتي لأجد بصمتك عليه

فلولاك لما كنت عضو من أعضاء هذه الشبكه ..

كنت ورغم قسوة ظروفي الملجأ لي بعد الله ..

كنت تبسطين الصعب لي ..

وكنت وكنت وكنت .......

وستظلين في سويداء القلب ...

بربك يالرياض كوني لها الصدر الحنون ... احتضنيها وآنسي وحدتها ..

كوني كريمة معها لا تتركيها ,, فهي قرة العين .. وريحانة القلب ونبض الفؤاد ..

وها أنا غاليتي أسطر لك هذه الكلمات ودموعي لم تفارقني ...

لاعدمتك صديقتي ...

رحلت؟كــــلا,ولكن قلبي ارتحـلا ** فمن يقــــول إذا أقبــلت حيـــهلا؟

ومن يسافر في قلبي يرى أمــلا ** عذبا, ويبصـــر في اطرافـه وجــلا؟

ومن يلقن ضوء البـــــدر أغنيـــــة ** كنا نكتمـــها عن غيـــره خجـــــلا؟

ومن يطمئن نفسي بعد وحشتها؟ ** ومن يجفف دمعـــي بعدما انهمــــلا؟

رحلت؟كلا, ولكن بسمتـــي رحلت ** وكل ما يجــلب الأفراح لـــي رحــلا

هذا هو الفجـــر قد جفت منابــــعه ** كأنه شفـــة لم تعـــرف القـــــــبـلا

أقفلت بتب الرضا بعد الرحيل فهل ** علمت أن حصان الشـــوق قد جفلا؟

وأن أرضي اللتي غادرتها,لبست ** ثوب الجفاف وصارت بعدكـــم طللا؟

وأن ذاكرتــــي صارت مغـــــــلقة ** عن غير ذكراك,لم تحفل بما حصلا؟

وأن طعم حياتـــي صار بعدكمـــو ** مرا,وكان بكم فيما مضـــى عسلا؟

** الأبيات اعلاه هي للمبدع : د.عبدالرحمن العشماوي ...