04/07/2006, 01:59 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 20/09/2002
مشاركات: 4,490
| |
سر تهميش العميد! بقلم عبدالله العجلان
لأنه محمد بن عبد العزيز الدعيع الحارس الأفضل واللاعب الأبرز والرياضي الأول والأوفر شهرة وعطاءً وإسهاماً وتضحية لبلاده، ولأنه المتميِّز في كل شيء وصاحب التاريخ الحافل والناصع وفاءً وألقاباً وأخلاقاً وتواضعاً، ولأنه تشرَّف - كعادته - بإهداء وطنه لقباً عالمياً فاخراً لم يصل إليه أي لاعب عالمي من قبل وهو عميد لاعبي العالم، لأنه كذلك فمن الواجب علينا كمنصفين وكمواطنين سعوديين قبل أن نكون رياضيين أو إعلاميين أن نتساءل عن عدم استثمار المونديال وتكريم الدعيع هناك في ألمانيا بمناسبة حصوله على لقب عميد لاعبي العالم، وعن تهميشه والإساءة له ولتاريخه من قِبل المدرب باكيتا والإصرار على بقائه في الاحتياط حتى في الأوقات التي لم يوفَّق فيها زميله مبروك زايد وأصبحت الاستعانة به فنياً ومعنوياً، بل أدبياً أمراً ضرورياً لا بد منه..؟!!
تكريمه على إخلاصه وولائه وإنجازاته لوطنه يعد عملاً وطنياً يستحقه بلا منة أو هبة من أحد، وواجباً مهنياً وإدارياً مفروغاً منه لا أدري لماذا لم يقم به اتحاد الكرة وبالذات الجهات التابعة له؟!
وأنا هنا على يقين تام بأن موضوع التكريم لو تقدَّمت به أمانة الاتحاد أو إحدى اللجان أو اقترحه أحد أعضاء الاتحاد لكان سمو رئيس الاتحاد الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز حريصاً على إقراره وإقامته بأسرع وقت وبالشكل الذي يليق بالدعيع وبالقيمة العالمية للقب..
برأيي أن تفويت فرصة تكريم محمد الدعيع في ألمانيا كان خطأً إدارياً فادحاً يندرج ضمن أخطاء وسلبيات ودروس مشاركتنا في مونديال 2006م، وبالتالي لا بد من الاعتراف بهذا الخطأ والبحث في تفاصيله وأسبابه والجهات المسؤولة عنه، مثلما هو مفترض أن يتخذ مع الأخطاء والملاحظات الأخرى التي أثَّرت سلباً على أداء الأخضر وشوَّهت صورته في المونديال..
ردكم يفضح مستوركم
في الموضوع ذاته، وعلى أثر التصريحات التي أدلى بها الدعيع ل(الجزيرة)، كنت أتمنى أن يؤخذ كلامه بحسن نيَّة وأن تحظى آراءه بالعناية والاهتمام والاحترام تقديراً لخدماته وخبراته وسلامة تفكيره بدلاً من الرد الانفعالي والمتوتر والمليء بالثغرات من قِبل المصدر المسؤول في لجنة المنتخبات، والذي تطرق في تصريحه المنشور في (الجزيرة) رداً على الدعيع لعدة نقاط وتعليقات أثارت استغراب واستياء الكثيرين، كما أنها لم تكن واضحة ومقنعة بقدر ما زادت الأمور غموضاً وخللاً وتعقيداً..!!
المصدر جعل الدعيع - للأسف الشديد - نداً، ووجَّه إليه اتهامات وعبارات وانتقادات لا تليق بجهة رسمية مسؤولة عما تقول، فهو - أي المصدر - يرى أن تكريم الدعيع في ألمانيا سيدفع البعض إلى الظن بأنه ضم لهذا الغرض وليس من أجل مستواه الفني (!!).. وهو تصوّر غريب وتحليل خطير حينما تحسب لجنة المنتخبات ألف حساب لظنون البعض، وتضع في عين اعتبارها ويتدخل في صميم برامجها وأفكارها ومشاريعها جانب الاهتمام بأهواء وشكوك وقياسات الآخرين، حتى لو كانت على حساب مصلحتها وسمعتها وأهدافها، كما حدث مع تكريم الدعيع، حيث اعترف المصدر المسؤول في اللجنة بأن فكرة التكريم في المونديال لم تكن واردة ليس لعدم استحقاق الدعيع لها أو أنها غير منطقية وإنما لأن البعض قد يظن أن الهدف منها غير ذلك..!
أما بالنسبة لما جاء في رد المصدر بقوله (نرى أن ما تحدث به اللاعب ربما أنه عائد إلى عدم اختياره لحراسة مرمى المنتخب في نهائيات كأس العالم)، فمن المؤسف أن يبني المصدر أفكاره وقراراته واتهاماته على مجرد تكهنات.. علماً بأن الدعيع طالب في حواره مع الزميل المالكي بتكريمه وزميله القائد سامي الجابر وليس وحده فقط، وذلك كحق مشروع لهما بعد مشاركتهما في أربعة نهائيات متتالية أسوة بما قام به الاتحاد البرازيلي مع المدافع والقائد (كافو)، كما أنه أشاد وامتدح أداء زميله مبروك زايد.
وفيما يتعلَّق بانتقاد الدعيع لمستوى باكيتا، واعتراض المصدر على هذا الأسلوب في النقد، فإن الكثيرين أبدوا تذمرهم من طريقة المدرب ووجهوا له لوماً حاداً على سوء تقديره وعدم احترامه لمنتخب أوكرانيا وعلى اختياراته في هذه المباراة وأمام إسبانيا، وكيف تعمد تهميش الدعيع والإساءة لتاريخه وبالذات عندما حرمه من فرصة المشاركة في لقاء إسبانيا الأخير وبعد أن فقد المنتخب الأمل في التأهل للدور الثاني بعد فضيحة أوكرانيا..
زد على ذلك أن المدير الإداري للمنتخب وعضو لجنة المنتخبات نفسها فهد المصيبيح قالها بالحرف الواحد وقبل أن يصرح بها الدعيع.. قال المصيبيح: (إن الجهاز الفني مع الإداري يتحملان تبعات وأسباب عدم ظهور المنتخب السعودي بالمستوى المأمول).. فلماذا لم ترد أو تعلِّق عليه اللجنة، ولماذا لم تتعامل مع كلامه بنفس التفسير الذي كانت عليه مع الدعيع..؟!!
خلاصة القول.. كان حرياً بالمصدر الاكتفاء بالتعليق على ما ذكره الدعيع حول عدم عودته للمنتخب في ظل وجود المدرب باكيتا، أما الخوض في تصورات بناءً على تأويلات تتعلَّق بآراء منطقية ووجهات نظر مقنعة صرح بها الدعيع بعد عودة الأخضر من ألمانيا، ويؤيِّده عليها الكثيرون فهذه غلطة فادحة من اللجنة ستوسع دائرة الانتقادات الموجهة إليها، وستعرقل أية خطوة للعلاج وتصحيح الأخطاء.. |