اللامبالاة تعصف بالآمال
ـ لم يكاد الشارع الرياضي السعودي يفيق من نكسة مونديال كوريا واليابان حتى عاجلت الكتيبة الأوكرانية شباك المنتخب السعودي برباعية ثقيلة أردته في وحل أراضي مدينة هامبورج الألمانية .
ـ وقد آثرت عدم التحدث إلى ما قبل المونديال عن الأمور الفنية كنوع من الدعم للمنتخب الذي قطع أشواطاً عديدة في مراحل الاستعداد وقد تصورنا أن الأمور تسير على أحسن ما يرام وأن اللاعبين يحملون على عواتقهم مهمة تمثيل الوطن بالشكل اللائق والمشرف وهم عند مستوى المسؤولية والتطلعات التي وضعهم فيها الجمهور السعودي الذي كان يمني النفس بتحقيق الفوز على أمل تدارك الدور الثاني بعد التعادل الأشبه بالخسارة أمام تونس .
ـ فالارتباك كان السمة البارزة لحالة الحارس مبروك زايد والذي نتج عنه هدف مبكر من ماركة الكوبري ، والدفاع كان يضيء إشارة اللون الأخضر باستمرار للطلعات الهجومية الأوكرانية نتيجة إنعدام الانسجام فيما بين المنتشري وتكر ، وقد شهدت خانة الظهير الأيمن لمنتخبنا حالة من الضعف الواضح نتجت عنها طلعات وغارات أوكرانية متعاقبة استوجبت التدخل من باكيتا ولكن للأسف لم يحدث هذا ، أما الطامة الكبرى فتتمثل في المحاور الثلاثة الذين شرعوا الأبواب على مصراعيها أمام الأوكرانيين وهذا ما وضح من الهدف الثاني البعيد المدى .
ـ الغريب في المنتخب أن الهدوء كان بادياً على أداء اللاعبين حتى بعد ولوج الهدف الأول لكن كان هذا الهدوء مخلوطاً بنوع من اللامبالاة وعدم المسؤولية ورأينا كيف كانت الاستجابة وردة الفعل لدى اللاعب السعودي بطيئة وتحتاج إلى وقت طويل حتى تأخذ حيز التنفيذ وبالتالي كانت الانطلاقات الأوكرانية بعد إنقطاع الكرة تأخذ مسارها تجاه المرمى السعودي واللاعبون يعودون إلى الخلف بتباطؤ وتؤدة .
ـ كذلك من المفارقات البديهية في اللقاء إصرار اللاعبين على إرسال الكرات الطويلة الأمامية بعد دخول الهدف الأول على الرغم من تفاوت التكوين الجسماني بيننا وبين الأوكران .
ـ وفي المحصلة المنتخب الأوكراني لا يستحق الفوز لكننا نستحق الخسارة بكل جدارة والسؤال الذي يفرض نفسه الآن ما هو المبرر الذي سيبديه اللاعبون أمام الجماهير الغاضبة ؟؟ أعتقد بأن أي عذر غير مقبول لدى هذه الجماهير التي افتقدت الثقة في لاعبينا والله يستر من لقاء إسبانيا .
مقالي الأسبوعي المنشور بجريدة شمس ليوم الخميس 22 يونيو 2006 م العدد 164