09/06/2006, 01:54 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 30/12/2003 المكان: في بيت امها
مشاركات: 2,107
| |
اساس كل خير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساس كل خير :
أن تعلم أن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن .
فتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه فتشكره عليها وتتضرع إليه أن لا يقطعها عنك ، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته ، فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها ، ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك.
وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد ، وكل شر فأصله خذلانه لعبده ، وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك ، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك. فإذا كان كل خير فأصله التوفيق ، وهو بيد الله لا بيد العبد ، فمتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه . فمتى أعطي العبد هذا المفتاح فقد اراد أن يفتح له ، ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه.
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : إني لا أحمل هم الإجابة ، ولكن هم الدعاء ، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه .
وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك ، يكون توفيقه سبحانه وإعانته . فالمعرفة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم ، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك . فالله سبحانه أحكم الحاكمين ، وأعلم العالمين ، يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به ، والخذلان في مواضعه اللائقة به وهو العليم الحكيم
وما أُتي من أُتي إلا من قبل إضاعة الشكر ، وإهمال الافتقار والدعاء ، ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر ، وصدق الافتقار والدعاء ، وملاك ذلك الصبر ، فإنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد.
دمتم بحفظ الله |