#1  
قديم 25/09/2001, 06:55 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 12/08/2001
مشاركات: 162
Thumbs up %% جستين بترسن %%

جستين بترسن: متقد الذكاء.. يخترق أعقد الشبكات بحثاً عن المال.. ويشي بأصدقائه


عندما كان الملل يتسرب إلى نفسه، وهو في الثانية عشرة من العمر، كان يندفع كغيره ممن هم في مثل هذه السن، باحثاً عما يخرجه من تلك الحالة الرتيبة. لكن الأشياء العادية لم تكن لتستهويه، لأنها لا تمثل تحدياً لفتى بمثل ذكائه!


وجد جستين ضالته في خطوط الهاتف، فبدأ يعبث بها. ولعدة سنوات، ظل يتخذ من الهاتف وسيلة لا تقتصر على التسلية، بل لاقتحام عوالم الآخرين والتجسس على مكالماتهم، عن طريق العبث ببدالات وأسلاك الهاتف.. وخلال تلك السنين، كان يقرأ كثيراً عن شبكات الكمبيوتر والهاتف، فاكتسب معرفة غنية، عمقتها خبرة جيدة، مع حصوله على كمبيوتر ومودم، استخدمهما في جولات اختراق تجريبية.

في شهر أبريل عام 1989 قرر جستين أن يطلق العنان لخبراته، ويبدأ رحلته في اختراق شبكات الكمبيوتر والهاتف، بهدف جني الأموال بطرق غير مشروعة. كان هدفه الأول شبكة وكالة

TRW

لخدمات بطاقات الائتمان، حيث تمكن من اختراقها وسرقة بيانات لمجموعة بطاقات إئتمان، من كمبيوتراتها. وأتبع ذلك بالنفاذ إلى خطوط شركة

Telnet

وسرقة بيانات منها

وفي شهر سبتمبر من العام ذاته، قام جستين بإحدى مغامراته المثيرة! فنجح باختراق كمبيوترات شبكة باسيفيك بل الهاتفية، وسيطر على خطوط الهاتف المتجهة نحو إحدى محطات الراديو المحلية!

لماذا؟

لأن هذه المحطة كانت تجري مسابقة ترويجية، ذات جوائز قيمة، منقولة على الهواء مباشرة، بحيث تتلقى كمبيوتراتها إجابات المشتركين، عبر الهاتف. قرر جستين أن يحصد هذه الجوائز، مستعيناً بصديقين بارعين، أيضاً، في عالم اختراق الشبكات، هما: كيفن باولسن، ورونالد أوستن، اللذين زوداه ببرنامج كمبيوتري، لمعالجة البيانات الواردة عبر خطوط الهاتف التي سيطر عليها، وإعادة تمريرها إلى محطة الراديو. حققت العملية نجاحاً باهراً، وفاز جستين بعشرة آلاف دولار نقداً، فيما حصل شريكاه على سيارتي بورش، وعشرين ألف دولار نقداً، ورحلة إلى هاواي!

مؤكد أن نجاح تلك العملية، والحصول على مبلغ "محترم"، شجع جستين على المضي قدماً في هذا المجال، فقرر القيام بمغامرة مثيرة أخرى. اخترق ثانية في شهر ديسمبر عام 1991، أجهزة الكمبيوتر التابعة لوكالة

TRW

. لكنه لم يكتف هذه المرة بسرقة البيانات، بل طور عمله بالحصول على بطاقات ائتمان فعلية لأشخاص كان يلتقط أسماءهم من دليل الهاتف، ويدخلها في كمبيوتر الوكالة، مضيفاً إليها كافة المعلومات المطلوبة، بحيث يبدو الطلب نظامياً ومستوفياً لكافة الشروط. وبهذه الطريقة، كان كمبيوتر الوكالة يرسل تلك الطلبات إلى البنك آلياً، فيحصل جستين على بطاقات إئتمان يستخدم كلاً منها لفترة زمنية قصيرة، ثم يستبدلها بأخرى، قبل أن ينتبه صاحب الاسم إلى المبلغ المسروق منه، فيسارع لإبلاغ البنك.

شعر جستين أن مكتب التحقيقات الفيدرالي

FBI

قد اشتبه به، وبدأ بمراقبته، فأقدم على مغامرة من نوع جديد. قرأ جستين في يناير عام 1991، إعلاناً عن بيع سيارة بورش طراز 1986، فذهب لفحصها، فأعجبته وأبدى رغبته في تجربتها. وما إن ركبها حتى سرقها، واستبدل لوحتها بلوحة سيارته المسجلة رسمياً، وهرب بها إلى تكساس.. وهناك تابع عملياته التي بدأها في لوس أنجلوس، لكنه اعتقل بعد فترة قصيرة، عندما ضبطته الشرطة بسبب سرقة السيارة، وعجزه عن إنكار التهمة.

خلال وجوده في السجن حدثت تطورات مهمة لصالحه، حيث زاره مسؤولون من مكتب التحقيقات الفيدرالي، وطلبوا منه أن يعمل معهم.. لم يطلب جستين حتى وقتاً للتفكير، بل وافق على الفور، إذ وجد خلاصه في هذا العرض، إضافة إلى السخاء المادي المرافق له. ونقل بعد ذلك مباشرة إلى كاليفورنيا كي يعمل فيها. وتأجلت محاكمته إلى ما بعد تقييم مكتب التحقيقات الفيدرالي لسلوكه. أما عمله فكان ينصب على ملاحقة واصطياد الهاكرز، الذين يمكن أن يسببوا مشاكل للمؤسسات التجارية والسلطات

ونتيجة لهذا الاتفاق حصل جستين على شقة وراتب شهري، وقدم له جهازا كمبيوتر وخطا هاتف، بالإضافة إلى هاتف خليوي

ولم يقصر بيترسن في تقديم أية معلومات أو وثائق كان يحصل عليها عن أشهر من يقومون بعمليات الاختراق، حتى أنه لم يتردد في تقديم معلومات عن صديقه باولسن، الذي اشترك معه في عملية محطة الراديو. وأرشد، أيضاً، عن مكان كيفن ميتنيك، الذي كان هارباً من المراقبة في تلك الفترة، فتم اعتقاله

لكن، هل توقف جستين عن الأعمال غير المشروعة التي كان يقوم بها، بعد أن أصبح عميلاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي؟

لا، إذ وجد أن عمله مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، وفّر له غطاء شرعياً حسب مبدأ "حاميها حراميها"، فتابع ما كان يقوم به من عمليات اختراق وسرقات عبر الشبكة، وقد غاب عنه أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يراقبه، ليتأكد من نزاهته، والتزامه بالاتفاق المبرم بينهما.

لم يمض وقت طويل، حتى سأله مكتب التحقيقات الفيدرالي، عما إذا كان قد قام بأي عمليات غير قانونية. أنكر جستين ذلك، لكن ما إن انتهت المقابلة حتى هرب واختفى لمدة أكثر من سنة

في شهر أغسطس عام 1994 نفذ جستين أهم وأمهر عملياته، إذ اخترق مؤسسة مالية في كاليفورنيا، ونفذ خطة ذكية بقيت تراوده خمس سنوات، تمكن خلالها من اكتشاف نقطة ضعف في أمن الشبكة بين بدالتي كمبيوتر، تظهر البيانات فيها بدون تشفير، فطلب تحويل مبلغ 150 ألف دولار من تلك المؤسسة لحساب خاص به في أحد البنوك، ولكي يصرف انتباه موظفي البنك عن عدم شرعية عملية التحويل، اتصل ليبلغ عن وجود قنبلة ستنفجر في البنك. وتمت العملية بنجاح، لكن المؤسسة اكتشفت في اليوم التالي، عملية الخداع، فأبلغت مكتب التحقيقات الفيدرالي. وتعتبر هذه العملية فريدة من نوعها في تاريخ سرقة البنوك إلكترونياً، لأن كافة العمليات المماثلة الأخرى، جرت بتواطؤ مع أحد الموظفين داخل البنك، فيما أنجزها جستين وحده. وكان بإمكانه تحويل أي مبلغ، لكنه أدخل 150 ألف دولاراً على سبيل التجريب، إذ لم يكن متأكداً من نجاح العملية.

كان مكتب التحقيقات الفيدرالي، في تلك الفترة يطارد جستين، الهارب، وتمكن من تتبع أثره، واعتقله بعد ثلاثة أسابيع من تحويله المبلغ، لكن المكتب لم يكن يعلم أن جستين هوالمسؤول عن تلك العملية!

وقد توقع المدعي العام أن يحكم على جستين، لمدة ستين سنة سجناً ومليوني دولار غرامة .. لكن، عندما صدر الحكم، جاء مخالفاً تماماً لتوقعات المدعي العام، فقد حكم عليه بمدة 41 شهراً في السجن وثلاث سنوات تحت المراقبة! وقد فوجئ الكثير من المهتمين بهذا الحكم واعتبروا أنه لا يتناسب مع ما قام به جستين، من عمليات سرقة أموال وسيارات بشكل مباشر، وعدم توقفه عن الأمر حتى أثناء عمله مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، بل جعل من عمله ذاك غطاءً لها!

هل كان ذلك الحكم المخفف مكافأة لجستين على تعاونه مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، وتقديمه معلومات مهمة عن أشخاص قاموا بعمليات اختراق، أدت للإيقاع بهم؟

أُطلق سراح جستين بيترسن عام 1997، فأعلن عقب خروجه، أنه توقف نهائياً عن العمليات غير المشروعة التي كان يقوم بها، وبدأ يعمل كمطور لصفحات ويب ضمن ويندوز

NT

وركز على تطوير مهاراته في مجال ويب. وافتتح العام الماضي موقعاً شخصياً له، على الشبكة

وعمل بالإضافة لذلك مروجاً لملهى ليلي في لوس أنجلوس، ولا ندري ما العلاقة بين اهتمامه بالكمبيوتر والشبكة، والترويج لملهى ليلي؟‍!

في 27 يوليو 1998 اعتقل جستين مرة أخرى، قبل يوم واحد من عيد ميلاده الثامن والثلاثين الذي أمضاه وراء قضبان السجن. ولم يكن سبب اعتقاله هذه المرة، عملية اختراق للشبكات، بل لأنه غير مكان إقامته بدون إعلام الشرطة، قبل أن ينهي مدة الثلاث سنوات التي عليه أن يبقى فيها تحت المراقبة، وفق نص الحكم الذي سبق أن صدر ضده. ويبدو أنه كان يقصد بهروبه ذاك لفت الأنظار إليه، والبقاء في دائرة الاهتمام التي تشكلت حوله، باعتباره أحد أشهر وأذكى وأقدم "الهاكرز"، وربما لأنه يريد أن يخط نهاية مثيرة للفيلم الذي تعده هوليود عنه، حالياً
   

 

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 01:34 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube