محمد نور ذو أصول نيجيرية ، هكذا جاء الخبر في موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم ، ليفجر قضية أو أزمة تجعل الاتحاد السعودي لكرة القدم يجتمع ، لمعرفة من أرسل معلومات مغلوطة عن اللاعب السعودي ، أو من أساء لمحمد نور كما تقول الجريدة ، وأًضافت الجريدة أن المعلومات مستقاة من الداخل ، كإشارة منها أن أعداء نادي الاتحاد هم من يريدون تشويه صورة نجم الاتحاد الأول .
فيما بعد أٌعلن براءة الاتحاد السعودي والاتحاد الدولي والمصادر "الداخلية أعداء الاتحاد" ، وأن ما حدث كان بسبب شركة هولندية تعاقد معها الاتحاد الدولي لتزودهم بالمعلومات عن المنتخبات واللاعبين ، وأقسم المسئول الإعلامي في الاتحاد الدولي ماريوس شنايدر أن (فيفا) ليس لديه أي أغراض خاصة أو أهداف شخصية ضد أي لاعب أو اتحاد أو فريق أو جمعية ، وأن المعلومات توضع كما تأتي من الشركة الهولندية ، فيما أكد أمين عام الاتحاد السعودي فيصل عبدالهادي أن الأمر لن يمر هكذا ، وأن لك حادث حديث .
وكانت الجريدة قد وضعت عنوانا على صفحتها الأولى تشير أن من أساء لمحمد نور هو شركة هولندية ، وطبعا الإساءة أنها قالت : "محمد نور ذو أصول نيجيرية" .
تخيلوا نحن من نزعم أن ثقافتنا وتعاليمنا نستمدها من الإسلام ، نرى أن وصف أحدنا بأنه "ذو أصول نيجيرية" أو من القارة الأفريقية إهانة لنا ، وكأن من يسكنون القارة السمراء أقل مرتبة من البشر ، مع أنك حين تقرأ في الإسلام لن تجد ما يكرس العرقية ، بل هي ممقوتة ونتنة كما قال سيد الخلق .
ومع هذا تجد هذه العرقية في لا وعي الإنسان السعودي ، الإعلامي السعودي الشهير تركي الدخيل حين سئل ما رأيك بالشيعة بعد أن التقيت بهم قال : "وجدتهم ناس مثلنا تاكل وتشرب" ، فغضب منه "زاهي وهبة" ورد عليه وهل كنت تحتاج للذهاب لهم لمعرفة هذا ؟
لم يجب (الدخيل) ، ولا هو (زاهي) عرف من أين تنبع هذه الفوقية لدينا ، ولا نحن كففنا عن ترديد "نحن نتبع كتاب الله وسنة رسوله" .
كنت كل مرة أرى بها إنسان صاحب بشرة سمراء في الغرب يعلن وبفخر عن انتمائه لأفريقيا أتساءل : متى تموت هذه العنصرية لدينا التي تمنعنا من التعلم من الآخر ، هذا الآخر الذي سبقنا بكل شيء ؟
المشكلة أن أصحاب الجذور الأفريقية لدينا أصبحوا يرون وصفهم بأنهم من جذور أفريقية إهانة لهم ، ما يثير الحزن أن تلك الشركة الهولندية لو كتبت أن محمد نور من قريش لما رأينا الأمر إساءة ، مع أنه تزوير .
يبدو أنه علينا النبش في اللاوعي لنعرف لماذا لم نتخلص من هذه العنصرية النتنة ، مع أن من جمع الحديث "البخاري رحمة الله عليه" لا يمت بصلة للعرق العربي ؟
لنرى متى أصبح التزوير حلالا ؟