ـ لم يتبقى على إنطلاق الحدث الكروي الأبرز المتمثل في كأس العالم إلا أسبوعين من الزمن والإعلام السعودي بكل أسف لا زال يتمادى في الصراع ما بين مؤيد ومعارض للأسس التي أستند عليها المدرب باكيتا في إختياره للعناصر التي ستمثل الوطن في هذا المحفل العالمي ، فذاك الإعلامي يتساءل بإندهاش عن السبب خلف عدم الاستعانة باللاعب زيد المولد ، وآخر يرى بأن المدرب قد ظلم هداف الدوري ووصيفه في عدم منحهم الفرصة لتمثيل الوطن ، وذاك يتصور بأن الاختيار لم يكن إلا مجاملة من قبل باكيتا للعناصر الهلالية نظراً لإشرافه السابق على الهلال قبل توليه المهام الفنية للمنتخب ، فإلى متى ونحن نستهلك الوقت والجهد في صراعات واحتقانات غير مجدية خصوصاً بعد صدور التشكيلة وإرسالها للجهات المختصة ؟ أليس من المجدي تسخير جميع الوسائل الإعلامية لخدمة المنتخب ولتوفير الدعم الكامل له؟ أما يحتاج شباب الوطن إلى الكلمة الصادقة البعيدة عن مظاهر التعصب ؟ لماذا نسعى إلى تكسير مجاديف اللاعبين الذين هم الآن في أمس الحاجة إلى مد جسور الدعم على إختلاف أنواعه وأشكاله؟

ـ ولتحقيق ما نصبو إليه ما علينا إلا الابتعاد عن هذه التفاهات الغير مجدية وأن ننصب تركيزنا على ما يحدث واقعاً الآن في مناقشة المراحل النهائية من الإعداد وتهيئة اللاعبين نفسياً لخوض معترك المنافسات الشرسة ، ولا ننسى بأن الإعلام شريك أساسي في تحقيق أي نجاح يجير لصالح المنتخب والوطن ، فعلينا إدراك هذه المهمة الجسيمة على إختلاف جوانبها وأن نسعى إلى إعلاء شأن بلادنا ودعم المنتخب الوطني في تجاوز ما حدث من نكسة في اليابان وكوريا بإبهار العالم بمستوى يعيد ذكريات 94 م وهذا ليس ببعيد طالما وجدت العوامل الكفيلة بتحقيق ذلك المسعى ، وستكون المباراة الأولى أمام تونس هي المحك لمدى قدرة المنتخب على الظهور بالشكل الذي يتوازى مع درجة الاستعدادات الجدية التي بدأت منذ وقت مناسب وحجم الاهتمام الذي يلقاه من المسؤولين والقائمين على شؤون المنتخب بقيادة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف .

مقالي الأسبوعي المنشور بجريدة شمس ليوم الخميس 25 مايو 2006 م