الحربي يعدّل لائحة الاحتراف بوفائه


سجل لاعب الهلال الشاب أحمد الحربي حالة من الوفاء النادر كادت أن تختفي من ملاعبنا خصوصاً بعد الدخول في منظومة الاحتراف والتي دأب كثير من اللاعبين على تطبيقها بطريقة خاطئة وكأن من الاحتراف التنكر للنادي الذي وقف معه منذ أن كان شبلاً صغيراً ورعاه وصقل موهبته وغمره بالحب وأوصله للشهرة والأضواء من أجل البحث عن المادة دون النظر لأمور أخرى منها الاجتماعية والنفسية والمستقبلية والقدرة على التأقلم أو التكيف مع النادي الجديد.
ورغم ان البحث عن تأمين المستقبل حق مكفول للاعب ولا ضير في ذلك ولكن أن يكون انتقاله يضر بفريقه الأول مادياً باعتبار ان اللاعب المنتقل في الغالب يخفي مع إدارة ناديه الجديد المبلغ الحقيقي الذي تحصل عليه لتأتي حصة ناديه القديم ضئيلة مع مسطرة الاحتراف.

والحربي الذي طلب من إدارة ناديه توقيع عقد جديد بعد انتهاء عقده ولمدة موسمين تقريباً دون مقابل تعويضاً عن الفترة التي قضاها بعيداً عن المشاركة مع الفريق بعد تعرضه لاصابة في الرباط الصليبي قبل موسمين قد ضرب مثالاً رائعاً في الوفاء الذي يظهر معدن الرجال في أحلك الظروف.

هذا وقد تعرض الهلال لموقف معاكس من لاعبه السابق خميس العويران الذي صدر قرار بشطبه وعقده ساري المفعول وبعد موسمين قضاهما بعيداً عن الكرة والإدارة الهلالية متواصلة معه في تسليمه مرتباته الشهرية بانتظام في انتظار صدور قرار عفو شامل ولكن ومع صدور القرار بقي على عقد العويران من الانتهاء حوالي شهرين من الزمان والتي قضاهما في مرحلة تأهيل ما ان انتهى منهما إلا وحزم حقائبه في اتجاه الساحل الغربي ضارباً بمواقف ناديه الوفية عرض الحائط وباحثاً عن مصلحته الشخصية.

وبقي على الإدارة الهلالية الحالية أن تثمن موقف الحربي وتكافئه على حسن صنيعه وهي التي بدأت في ذلك بعد أن قررت إرساله لأحد المراكز الأوروبية المتخصصة لإعادة تأهيله للعودة مجدداً للمستطيل الأخضر وخدمة فريقه بالشكل الذي يرغبه خصوصاً وانه من أبرز المواهب الشابة في وسط الملعب الأيمن قبل أن يتعرض للإصابة.