
16/05/2006, 02:15 PM
|
مشرف سابق بمنتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/12/2001 المكان: حيث الأمل
مشاركات: 5,603
| |
أمــاه .... أحبتي ،
من أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم هو برّه لوالديه و خاصة أمه. و و الله أن ما نرى الآن من منع القطر عنا هو العقوق الذي عم أرجاء البلد. إضافة إلى مخالفة الهدي النبوي و الأحاديث الصريحة التي ترشدنا و تحثنا إلى فضل البر و مغبة العقوق ، أعتقد أن العاق يتربع على عرش اللؤم و الدناءة و لا ينافسه في ذلك أحد. كيف وهو تنكر لصاحبةِ فضلِ عليه عظيم لا يستطيع مهما فعل إيفائه.
نحن الآن في هذا العصر الذي طغت عليه المادة على العاطفة بشكل يدعو إلى الإشمئزاز التفتنا الى أمهاتنا و تفضلنا عليها بيوم واحد في السنة و أطلقنا عليه يوم الأم حتى نتقي به من عذاب الضمير ، إن كان لا يزال حياً.
تأملوا معي هذه القصيدة المشهورة للأستاذ ابراهيم منذر : أغرى امرؤٌ يوماً غُلاماً جاهلاً .. بنقوده حتى ينال به الوطرْ
قال : ائتني بفؤادِ أمك يا فتى .. ولك الدراهمُ والجواهر والدررْ
فمضى وأغرز خنجراً في صدرها .. والقلبُ أخرجهُ وعاد على الأثرْ
لكنه من فرطِ سُرعته هوى .. فتدحرج القلبُ المُعَفَّرُ إذا عثرْ
ناداه قلبُ الأمِ وهو مُعفَّرٌ : .. ولدي ، حبيبي ، هل أصابك من ضررْ ؟
فكأن هذا الصوتَ رُغْمَ حُنُوِّهِ .. غَضَبُ السماء على الوليد قد انهمرْ
ورأى فظيع جنايةٍ لم يأتها .. أحدٌ سواهُ مُنْذُ تاريخِ البشرْ
وارتد نحو القلبِ يغسلهُ بما .. فاضتْ به عيناهُ من سيلِ العِبرْ
ويقول : يا قلبُ انتقم مني ولا .. تغفرْ ، فإن جريمتي لا تُغتفرْ
وإذا رحمتَ فأنني أقضي انتحاراً .. مثلما يوضاس من قبلي انتحرْ
واستلَّ خنجرهُ ليطعنَ صدرهُ .. طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ
ناداه قلبُ الأمِّ : كُفَّ يداً ولا .. تذبحْ فؤادي مرتين على الأثرْ
وقبل قليلٍ حمل إلى بريدي هذه القصيدة التي تحكي قصة أمٍ وضعها ولدها في دار العجزة حتى ينعم بحياته. وين انت يا حمدان امـك تناديـك .. وراك مـا تسمـع شكايـا وندايـا
يا مسندي قلبي على الدوم يطريـك .. ما غبت عن عيني وطيفك سمايـا
هذي ثلاث سنين والعيـن تبكيـك .. ما شفت زولك زايـر يـا ضنايـا
تذكر حياتي يـوم اشيلـك واداريك . . والاعبـك دايـم وتمشـي ورايـا
ترقد على صوتي وحضني يدفيـك .. ما غيرك احدٍ ساكن فـي حشايـا
واليا مرضت اسهر بقربك واداريك .. ما ذوق طعم النوم صبـح ومسايـا
ياما عطيتك من حنانـي وبعطيـك .. تكبـر وتكبـر بالأمـل يـا منايـا
لكن خساره بعتني اليـوم وشفيـك .. واخلصت للزوجه وانا لي شقايـا
انا ادري انها قاسيـه مـا تخليـك .. قالت عجـوزك مـا ابيهـا معايـا
خليتني وسط المصحه وانا ارجيك .. هذا جزا المعروف وهـذا جزايـا
يـا ليتنـي خدامـة بيـن اياديـك .. من شان اشوفك كل يوم برضايـا
مشكور يا ولدي وتشكر مساعيـك .. وادعـي لـك الله دايـم بالهدايـا
حمدان يا حمـدان امـك توصيـك .. اخاف من تلحق تشـوف الوصايـا
اوصيت دكتور المصحه بيعطيـك .. رسالتـي واحروفهـا مـن بكايـا
وان مت لا تبخل علـي بدعاويـك .. واطلب لي الغفران وهـذا رجايـا
وامطر تراب القبر بدموع عينيـك .. ما عـاد ينفعـك النـدم والنعايـا |