الطلبة السعوديون يناشدون حكومتهم إعادتهم من أميركا:
أميركيون وعرب يتبادلون الاتهامات عبر الإنترنت

قراءة : نبيل شرف الدين:
في نداء عاجل من الطلبة السعوديين بأميركا، عبرت رسالة أحد المشاركين في ندوة (إيلاف) عن طبيعة وحجم المخاوف التي تعتري تجمعات العرب المقيمين في الولايات المتحدة في أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة، وما تلاها من احتقان في الشارع الأميركي تجاه العرب والمسلمين، ولندع نص الرسالة التي نشرت في عدة منتديات حوارية، موجهة إلى حكومة المملكة العربية السعودية تعبر عن واقع الحال، وهذا نصها :
"الوضع هنا مأساوي جدا في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركيه، نحن الطلبة السعوديون محاصرون في بيوتنا، كل دقيقه نسمع عن اعتداء على مسلمين في مدن أميركا. نريد العودة إلى وطننا، أو على الأقل أعيدوا عوائلنا، لا أريد لزوجتي او طفلي ان يعتدى عليه. رجاء لكل مسئول أن يبادر بعمل المستطاع لحمايتنا فهذا وقتكم , نحن شعبكم ومن واجبكم ان تحموننا. نريد العودة فالاعتداءات كثرت ووصلت إلى حد القتل".
انتهى نص الرسالة التي أشار كاتبها أنها وصلته شفاهة من أحد الأصدقاء السعوديين وهو طالب يدرس هناك في أميركا، وقال له أنه أرسل رسالة إلى إحدى الصحف السعودية المحليه واتصل بأحد المحررين واعتذر المحرر عن نشرها. ولعلمه بأن (إيلاف) مقروءة فكلفه بنشر هذا النداء
وتأتي هذه الرسالة متزامنة مع معارك من نفس النوع تدور في غرف الحوار الأميركية عبر الإنترنت، وهنا نستعرض أبرز ما جرى طرحه فيها من آراء ومعارك بعد ان استعرضنا ما يجري في المواقع الحوارية العربية..
ففي إحدى تلك الغرف التي كرسها العرب الأميركيون لمساعدة بني جلدتهم في التوصل إلى ذويهم من المفقودين في نيويورك، تحولت إلى ما يشبه ساحة قتال، عندما قال أميركي غاضب، أعرب عن أمله في إلا تنذر أحداث "الثلاثاء الأسود" بحرب بين المسلمين والمسيحيين "بدأها العرب الآن سنريكم غضب الأميركيين".
وكتب محاور آخر مطالبا بالثأر من الهجمات التي قام خلالها مختطفو ثلاث طائرات بمهاجمة برجي مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون "فلتسقط القنابل النووية في كل انحاء الشرق الأوسط، بارك الله أميركا".
بينما كتب محاور ثالث يقول : نحن نشهد في السنوات الأخيرة بشكل قوي انتشارا سرطانيا للإسلام الراديكالي، إن هذا لم يسبب لي صداع الرأس فقط، بل إنه بالنسبة لي يمكن مقارنته بالحرب الصليبية التي خاضها المسيحيون، ويقترح الكاتب الذي يصف نفسه بأنه ليبرالي بأن تتم إعادة تنظيم الشرق الأوسط وإعادة رسم خارطته بطريقة جديدة تكفل إنهاء الأزمات.
وبعد إدلائه بهذا الرأي الذي لا يناظره أي نص في القانون الدولي، استطرد يقول لقد حان الوقت كي يتصدى الغرب الحر للأصولية الدموية، وللدول المنحطة، كي تعرف البلدان مثل أفغانستان والسودان وليبيا وحتى السلطة الفلسطينية ما هو حجمها الحقيقي، على حد تعبيره.
أما لورا التي قالت إنها تتحدث من جورجيا حيث يعمل زوجها جنديا في الجيش، فقالت: "لي صديق عربي اميركي وانا لا انحي باللائمة على اي شخص قبل اثبات التهمة عليه".
وحسب بيان بث على موقع "اسلام انفونت"، اعلنت جماعات المسلمين الاميركيين ان المسلمين "أدانوا بشكل قاطع الهجمات" وأضافوا في رسالة بعثوا بها الى الرئيس جورج بوش "المسلمون يقفون إلى جانب الأميركيين الآخرين الذين يشعرون في هذا اليوم بالحزن والضياع الفظيع".
وقال أحد المشاركين "إن صوت العدالة الإسلامية قد هز نيويورك".
وكتب محاور آخر مطالبا بالثأر من الهجمات فلتسقط القنابل النووية في كل انحاء الشرق الاوسط. بارك الله في أميركا. وحسب بيان بث علي موقع "إسلام انفونت"، قالت جماعات المسلمين الأميركيين ان المسلمين ادانوا بشكل قاطع الهجمات. واضافوا في رسالة بعثوا بها الي الرئيس جورج بوش المسلمون يقفون الي جانب الأميركيين الآخرين الذين يشعرون في هذا اليوم بالحزن والضياع الفظيع.
وفي المقابل فقد أشاد محاور ذكر انه فلسطيني باستخدام الطائرات المخطوفة في الهجمات الانتحارية على مصالح العدو، معتبراً إياها "سلاح العصر الحديث"، وقال عربي آخر يبدو أنه متعاطف مع الأصوليين ان صوت العدالة الاسلامية هز نيويورك.
ويرد عليه أميركي بعبارات ملتهبة بعد أن يصف رد فعله علي حوادث الثلاثاء الدامي بأنها تتراوح بين الحزن العميق والغضب الذي لا يحده قيد علي كل ما هو إسلامي.
وعلى نفس المنوال قالت جوردانا وهي اسبانية متزوجة من اميركي "انني غاضبة لان العديد من الابرياء سيدفعون الثمن", وتوقعت ان تشن واشنطن ضربة انتقامية ضد العرب
غير أن كلمات الغضب والتشفي والكراهية قابلها على الجانب الآخر، دعوات الى الصلاة والتعاطف مع الآلاف من الضحايا الذين فقدوا أرواحهم ومواساة أصدقائهم وذويهم، قال احد سكان نيويورك الذي أشار إلى أن ضحايا من كل الأديان السماوية لقوا حتفهم في الهجمات "لنصلِ من اجل من رحلوا سواء كانوا مسيحيين أو يهودا أو مسلمين".
وقالت شهيرة، وهي عربية تعيش في اونتاريو، ان هناك ممن أغضبتهم الهجمات قد وجهوا ألفاظا نابية الى ابني خالتها اللذين يدرسان في احدى المدارس الإسلامية، وأضافت : "وقف بعض الناس عند البوابة يصرخون في الاولاد وينادونهم بالارهابيين ويرمونهم بالفاظ قذرة".
جدير بالذكر أن الجالية العربية والمسلمة عاشت ظروفاً مشابهة تسببت في تعرضهم بقدر أقل لمضايقات بعد تفجير سيارة ملغومة في اوكلاهوما سيتي عام 1995 أدى إلى مصرع 168 شخصاً، ثم اتضح مؤخراً أن تيموثي ماكفي أحد قدامى الضباط في الجيش الاميركي هو مرتكب الجريمة وجرى تنفيذ حكم الإعدام فيه منذ شهرين تقريباً.
وفي النهاية فقد بات واضحاً أن اليمين المتطرف المبغض للأجانب عموماً، والعرب بشكل خاص، انتهزوا هذه الفرصة الذهبية، وتسللوا إلى مواقع الإنترنت في أعقاب كوارث أميركا لتفريغ شحنات من الكراهية الإلكترونية على المسلمين والعرب، والمطالبة بطردهم من البلدان الغربية وعدم التسامح معهم بأي شكل من الأشكال، وهي الدعوات التي يصعب الإفصاح عنها بصراحة في الأوقات العادية لأنها لا تخلو من العنصرية التي يعاقب عليها القانون.

المصدر "ايلاف"