24/04/2006, 11:50 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 14/12/2000
مشاركات: 423
| |
يا صالح الورثان اعتزل الكتابة وأرح عقولنا . بسم الله الرحمن الرحيم
لو تأمل المتتبع للصحافة الرياضية في محيطنا السعودي لوجد أن الصحف الرياضية المتخصصة والملاحق الرياضية في الصحف السعودية كثيرة جدا بل واكثر منها هم الكتاب الذين يدعون متخصصون في المجال الرياضي كذبا وزورا !!
كيف لا وأنت تقرأ العديد من المقالات التي تتحسر عند النهاية منها على قراءتها وإضاعة الوقت فيها .
فلا تجد فكرة واضحة ولا معنى سامي ولا جرأة في الطرح ولا واقعية في الإلقاء ولا صدقا فيما يذكر ولا حقيقة مرجوة , بل الحاصل أن الكذب والخداع والنفاق ومسح الجوخ والحسد والكره والبغض والضغينة ومحاربة الأشخاص بالباطل والطعن في النيات و ترقب الزلات هو السائد في الصحافة الرياضية مما لا يبشر بتطور قريب للصحافة الرياضية .
بل إن كثيرا من الكتاب إن لم أقل أكثرهم يفقتقد لأبسط مقومات الكتابة من أسلوب إبداعي وربط الأفكار بعضها ببعض , فتجد أن الكثير يمزج بين اللغة العربية واللهجة العامية بل ووصل بأحدهم الأمر بأن يدخل بعض المصطلحات من اللغة السواحلية ( كما أشار إلى ذلك حجة الهلال صالح السليمان في مصطلح ( مردغ ) لكاتب الساحل الغربي ) .
فتجد أن أمانة القلم قد انتهكت وأن شرف الكلمة قد ضاع وأن الناس في هرج ومرج ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وفي خضم ما ذكرت من واقع مأساوي وصفحة سوداوية يعيشها المجتمع الرياضي في صحافته يبرز لك من جوف الظلام قلم جعل الحق شعاره والأمانة هدفه ونشد الحقيقة همه فشاع ضوءه في الآفاق ومحى بنور قلمه جحافل الكذب والنفاق , لا يكاد يذكر معلومة إلا وأتبعها بالمصدر , ولا يجادل خصومه إلا أفحمهم وأكثر .
آتاه الله قوة في التعبير , مع سلامة في الطرح , وحسن في النية ( نحسبه والله حسيبه ) , فكاشفت مقالاته القلوب , ولا مست كلماته الآذان , وسرت بأحرفه العيون , فكان لها وقع إيجابي على من نشد الحقيقة وتحراها , أما على من دس رأسه في التراب رغبة وطمعا في الدنيا فكانت سما زعافا لا يكاد ينجو منه أحد .
إذا كتب المقال علمت أن من كتبه فنان وليس بكاتب , فينتقي من الكلام أجوده , ومن الأفكار أصدقها , ومن والمعاني أعذبها , يتراقص قلبك طربا بما يكتب , وتهيج نفسك فرحا بما يلقي .
أوتي سحرا في الكتابة , فينتقي الكلمات كأنها درر , ويختار المفردات كالصائغ ينتقي جواهره , ويصف معانيه كالشاعر يصف محبوبته , لا يكتب بالفصحى فقط بل يكتب بالفصحى الراقية التي يعجز كثير عن فهم معانيها , ويفرح كثير ممن عشقها , فلله درك .
أخي صالح لم أعرفك إلا بمقالاتك فكانت نعم المعرفة , أحببنا زعيم الأندية ( الهلال ) فكان حبنا له صدقا في السراء والضراء , لم نبرز عند البطولات ونندثر عند الهزائم , فاستمر على ما أنت عليه فإن لك جماهيرية طاغية , تعادل جماهيرية كثير من الأندية , بل الواجب على جماهير الهلال أن تفخر بك وبثلة الكتاب الذي يعشقون هذا الكيان والذي هو استمرار لزعامة الهلال في جميع الميادين .
وأعتذر عن التقصير في المقال , والاقتصاد في الطرح , فقد كتبته على عجالة مع ضيق في الوقت و تواضع في الأسلوب , غير أن هذه مشاعر مني لك عجزت عن كتمانها فاطلقت سراحها فتسابقت إليك كل منها يطمع في أن تنال رضاك .
وأختم بلقب لا أظن بل وأجزم أنه لا يستحق مثل هذا اللقب إلا أنت , ألا وهو :
متنبي الصحافة الرياضية
ودمتم بخير
أخوكم
عبقري الهلال |