#1  
قديم 17/09/2001, 01:29 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 14/04/2001
المكان: الرياض
مشاركات: 195
تحليل صحفي بريطاني محايد (كلام جميل جدا جدا)

قرأت الكثير من التحقيقات والتحليلات التي نشرت خلال اليومين الماضيين عن خلفيات وآثار ما حدث أمس في الولايات المتحدة. غير أن المقال الذي كتبه روبرت فيسك ونشر في جريدة الاندبندنت الصادرة أمس الأربعاء كان مختلفا، إذ اتسم تحليل الصحافي البريطاني، كالعادة، بالصراحة والعمق والمباشرة وبقدر كبير من الإنصاف والحياد والتجرد.

هنا ترجمة للمقال بتصرّف يسير:

إذن فقد وصلت الأمور إلى هذا الحد! التاريخ الحديث للشرق الأوسط بما في ذلك سقوط الدولة العثمانية ووعد بلفور وأكاذيب لورنس العرب والثورة العربية وإنشاء دولة إسرائيل، كل هذا تم مسحه في غضون ساعات عندما قام أناس يزعمون انهم يمثلون أمة مسحوقة ومهانة بمثل ذلك الهجوم القاسي والشرير!.

هل من الإنصاف والأخلاقية أن اكتب مثل هذا الكلام الآن ودون أن يتوفر بعد أي إثبات، خاصة وان آخر عمل بربري تم ارتكابه في أمريكا – انفجار اوكلاهوما تبين انه من فعل الإرهاب المحلي الأمريكي؟! أخشى أن أقول نعم! فأمريكا اليوم في حالة حرب وما لم اكن مخطئا فإن عدة آلاف أخرى من البشر هم الآن على قوائم الموت في الشرق الأوسط وربما في أمريكا أيضا! لقد سبق وان حذر بعضنا من انفجار قادم ولكن لم نحلم أبدا بمثل هذا الكابوس!.

واليوم بالذات يبرز شبح ابن لادن في الأذهان، أمواله وأفكاره الدينية والتزامه المخيف بتدمير القوة الأمريكية. لقد جلست أمام ابن لادن ووصف لي كيف أن رجاله ساعدوا في تدمير الجيش الروسي في أفغانستان ومن ثم الاتحاد السوفيتي نفسه. لقد سمحت لهم ثقتهم اللامتناهية بأن يعلنوا الحرب على أمريكا. لكن هذه ليست حرب الديمقراطية ضد الإرهاب التي سُيطلب من العالم أن يؤمن بها في الأيام القليلة القادمة. إنها تعني فيما تعنيه أيضا الصواريخ الأمريكية التي تدمر بيوت الفلسطينيين وطائرات الهيلوكوبتر الأمريكية التي أطلقت الصواريخ على سيارة إسعاف لبنانية سنة 1996 م والقذائف الأمريكية التي هشمت قرية تدعى قانا، وهي تعني كذلك الميليشيا اللبنانية التي رعتها ومولتها إسرائيل الدولة الحليفة لأمريكا والتي مارست أعمال القتل والاغتصاب والتدمير في مخيمات اللاجئين في بيروت.

ليس ثمة شك في أن ما حدث في أمريكا يوم أمس عمل شرير بما يجل عن الوصف. وكون أن الفلسطينيين احتفلوا أمس بالمذبحة التي قد تسفر في النهاية عن مقتل 20000 وربما 35000 شخص برئ فإن ذلك لا يرمز فقط لحالة اليأس التي وصلوا إليها وانما يدل أيضا على عدم نضجهم السياسي واندفاعهم لارتكاب ما كانوا يتهمون به الإسرائيليين على الدوام: التصرف من خلال ردود الفعل المفرطة وغير التمييزية!.

سنوات طوال من الشعارات الخطابية والوعود بالضرب في قلب أمريكا وقطع عنق "الحية الأمريكية" كنا نتعامل معها باعتبارها تهديدات جوفاء، ولطالما كنا نتساءل كيف أن بمقدور عدد من الأنظمة المتخلفة والاستبدادية والمحافظة وبضع جماعات ومنظمات تتبنى العنف أن تنفذ مثل تلك التهديدات الكبيرة؟ الآن أصبحنا نعرف الإجابة.

وفي الساعات التي أعقبت عملية الإبادة الرهيبة التي حدثت بالأمس بدأتُ أتذكر تلك الهجمات غير العادية على أمريكا وحلفائها، وهي الآن صورة مصغرة، مقارنة بما شاهدناه بالأمس من ضحايا ودمار. وتذكرت كيف أن الانتحاريين الذين قتلوا 241 جنديا أمريكيا و100 جندي فرنسي في بيروت في أكتوبر 1983 م وقّتوا الهجومين بدقة وتنظيم يصعب تصديقهما. إذ لم يكن يفصل بين حادثة مقتل المارينز وتفجير مقر القوة الفرنسية الواقع على بعد ثلاثة أميال من الأول سوى سبع ثوان فقط. ثم كان هناك الهجوم على الجنود الأمريكيين في السعودية والهجوم على البارجة كول في مياه خليج عدن. وكم كان فشلنا ذريعا في التعرف على السلاح الجديد في الشرق الأوسط والذي لا يعادله، قوة وفتكا، أي سلاح أمريكي أو غربي: المقاتل الانتحاري المدفوع باليأس والإحباط!.

واليوم سيكون هناك حتما العديد من المحاولات المتكررة وغير الأخلاقية لحجب الأخطاء التاريخية والمظالم التي تكمن خلف عاصفة النار التي اجتاحت الولايات المتحدة أمس! وسيحدثوننا عن " الإرهاب المجنون " وكلمة المجنون هنا ضرورية طالما انه لا يراد لنا أن ندرك قدر الكراهية التي اصبح ُينظر بها إلى أمريكا في الأرض التي شهدت ميلاد الأديان الثلاثة الكبرى في العالم.

إسأل أي عربي عن رد فعله على مقتل 20000 إلى 30000 ضحية بريئة وسيكون رده رد أي إنسان مهذب وسيقول إن ما حدث كان جريمة بشعة! لكن العرب سيسألونك عن السبب الذي يدفعنا نحن الغربيين إلى عدم استخدام نفس الكلمات عن العقوبات التي دمرت حياة حوالي نصف مليون طفل في العراق، ولماذا لم نغضب على مقتل حوالي 17500 مدني أثناء غزو إسرائيل للبنان سنة 1972 م، وعن أسباب اشتعال النار في الشرق الأوسط في سبتمبر الماضي: احتلال إسرائيل لأراضي العرب وتهجير الفلسطينيين وقصف بيوتهم بالطائرات وعمليات الإعدام التي ترعاها الدولة الإسرائيلية! كل هذه العوامل والأسباب يتعين حجبها والتغطية عليها خوفا من أن توضع في سياق المقارنة، ولو جزئيا، مع ما حدث بالأمس من قتل وتدمير جماعي في أمريكا!!.

إن أحداث التاريخ وآثاره البعيدة والقريبة ونصيبنا – نحن الغربيين - في تحمّل الكثير من تبعاتها لا بد وأنها كانت ملقية بظلالها على ما حدث أمس في الولايات المتحدة. لقد موّلت أمريكا حروب إسرائيل على مر سنوات طوال وكانت تعتقد أن مواقفها تلك ستكون بلا ثمن! وطبعا تريد أمريكا الآن أن ترد بعنف على " الإرهاب الدولي ". ولكن من يستطيع أن يشير بإصبع الاتهام اليوم إلى الأمريكيين على طريقة استخدامهم لمصطلح الإرهاب بطريقة تحمل مضامين احتقارية وأحيانا عنصرية؟!!.

منذ ثمان سنوات ساعدتُ في إعداد فيلم وثائقي حاول أن يجيب على هذا السؤال: ما الذي يدفع الكثير من المسلمين لكراهية الغرب؟ وليلة أمس تذكرت بعض المسلمين الذين ظهروا في البرنامج، وتذكرت أفراد عائلاتهم الذين احترقوا بالقنابل والأسلحة ذات الصنع الأمريكي. لقد تحدثوا في البرنامج وقالوا أن لا أحد مد لهم يد المساعدة إلا الله. الدين في مقابل التكنولوجيا، والمحارب الانتحاري مقابل القنبلة النووية. واليوم عرفنا ماذا يعني ذلك!

(روبرت فيسك، الاندبندنت، 12 سبتمبر 2001 م)





المقال بالانجليزية

wickedness and awesome cruelty of a crushed and humiliated people

By Robert Fisk

12 September 2001

So it has come to this. The entire modern history of the Middle East - the
collapse of the Ottoman empire, the Balfour declaration, Lawrence of
Arabia's lies, the Arab revolt, the foundation of the state of Israel, four
Arab-Israeli wars and the 34 years of Israel's brutal occupation of Arab
land - all erased within hours as those who claim to represent a crushed,
humiliated population struck back with the wickedness and awesome cruelty
of a doomed people. Is it fair - is it moral - to write this so soon,
without proof, when the last act of barbarism, in Oklahoma, turned out to
be the work of home-grown Americans? I fear it is. America is at war and,
unless I
am mistaken, many thousands more are now scheduled to die in the Middle
East, perhaps in America too. Some of us warned of "the explosion to
come''.
But we never dreamt this nightmare.

And yes, Osama bin Laden comes to mind, his money, his theology, his
frightening dedication to destroy American power. I have sat in front of
bin Laden as he described how his men helped to destroy the Russian army
in Afghanistan and thus the Soviet Union. Their boundless confidence
allowed them to declare war on America. But this is not the war of
democracy versus terror that the world will be asked to believe in the
coming days. It is also about American missiles smashing into Palestinian
homes and US helicopters firing missiles into a Lebanese ambulance in 1996
and American shells crashing into a village called Qana and about a
Lebanese militia -paid and uniformed by America's Israeli ally - hacking
and raping and
murdering their way through refugee camps.

No, there is no doubting the utter, indescribable evil of what has
hap ened in the United States. That Palestinians could celebrate the
massacre of 20,000, perhaps 35,000 innocent people is not only a symbol of
their despair but of their political immaturity, of their failure to grasp
what they had
always been accusing their Israeli enemies of doing: acting
disproportionately. All the years of rhetoric, all the promises to strike
at the heart of America, to cut off the head of "the American snake'' we
took for empty threats. How could a backward, conservative, undemocratic
and corrupt group of regimes and small, violent organisations fulfil such
preposterous promises? Now we know.

And in the hours that followed yesterday's annihilation, I began to
remember those other extraordinary assaults upon the US and its allies,
miniature now by comparison with yesterday's casualties. Did not the
suicide bombers who killed 241 American servicemen and 100 French
paratroops in Beirut on 23 October 1983, time their attacks with
unthinkable precision?

There were just seven seconds between the Marine bombing and the
destruction of the French three miles away. Then there were the attacks on
US bases in Saudi Arabia, and last year's attempt - almost successful it
now turns out - to sink the USS Cole in Aden. And then how easy was our
failure to recognise the new weapon of the Middle East which neither
Americans nor any other Westerners could equal: the despair-driven,
desperate suicide bomber.

And there will be, inevitably, and quite immorally, an attempt to obscure
the historical wrongs and the injustices that lie behind yesterday's
firestorms. We will be told about "mindless terrorism'', the "mindless"
bit being essential if we are not to realise how hated America has become
in the land of the birth of three great religions.

Ask an Arab how he responds to 0,000 or 30,000 innocent deaths and he or
she will respond as decent people should, that it is an unspeakable crime.
But they will ask why we did not use such words about the sanctions that
have destroyed the lives of perhaps half a million children in Iraq, why
we did not rage about the 17,500 civilians killed in Israel's 1982
invasion of Lebanon. And those basic reasons why the Middle East caught
fire last September - the Israeli occupation of Arab land, the
dispossession of Palestinians, the bombardments and state-sponsored
executions ... all these must be obscured lest they provide the smallest
fractional reason for
yesterday's mass savagery.

No, Israel was not to blame - though we can be sure that Saddam Hussein
and the other grotesque dictators will claim so - but the malign influence
of history and our share in its burden must surely stand in the dark with
the suicide bombers. Our broken pr mises, perhaps even our destruction of
the
Ottoman Empire, led inevitably to this tragedy. America has bankrolled
Israel's wars for so many years that it believed this would be cost-free.
No longer so. But, of course, the US will want to strike back against
"world terror'', and last night's bombardment of Kabul may have been the
opening
salvo. Indeed, who could ever point the finger at Americans now for using
that pejorative and sometimes racist word "terrorism''?

Eight years ago, I helped to make a television series that tried to
explain why so many Muslims had come to hate the West. Last night, I
remembered some of those Muslims in that film, their families burnt by
American-made bombs and weapons. They talked about how no one would help
them but God. Theology
versus technology, the suicide bomber against the nuclear power. Now we
have learnt what this means.


visit www.abd l.com
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17/09/2001, 02:20 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ تيماوي
مشرف سابق بمنتدى الجمهور الهلالي
تاريخ التسجيل: 11/02/2001
مشاركات: 6,535
@@ لعلمك اخي صقر بان اكثر الغربيين ولأمريكيين بالذات ورغم بشاعة ما حصل في وطنهم الا انهم لم يستغربوا ان يحصل لهم مثل هذا لأنهم يعلمون انه لابد ان ياتي اليوم والذي ينفجر العالم المضطهد في وجه القوة الامريكيه المتغطرسه ..

@@ اخي صقر اثناء الهجوم وفي سـاعاته الاولي كان برفقتي اكثر من زميل عمل امريكان وكان الجميع متاثر مما يحدث على الشاشه , وقبل ان نعرف من اين هم الفاعلين قال لي احدهم بان المسؤلين الامريكان سيتهمون ابن لادن رغما انهم يعرفون ان هذه ربما تكون لتسديد بعض من فواتير مساندتنا دوما لإسرائيل !!!

@@ اذا هم يعرفون انهم يساندون الباطل على الحق ويعلمون انه سياتي اليوم الذي يدفعون فيه الحساب ..ولكن من الذي شجعهم على ذلك ?? اعتقد اى واحد ممكن يجيب على هذا التساءل . والاجابه ضعف وهوان وتشتت وابتعاد الأمتين العربية ولإسلاميه عن الدين ..

@@ اخي صقر تسلم على ترجمة المقال وفعلآ كلامه كله سليم ..
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17/09/2001, 08:40 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 08/01/2001
المكان: Riyadh
مشاركات: 124
يعطيك العافية اخوي صقر على ترجمة ها الموضوع الحلو .....
بصراحة شي حلو اننا نحصل بعض الاشخاص من الغرب يكتبون بهذي الطريقة ...
لان الاعلام الغربي والذي يدار بايدي اليهود يعمل على تشويه صور العرب والمسلمين....
وكمثال على ذلك عندما قالوا بان القرآن يقول "بان قتل الاطفال والنساء وجميع الناس هو الطريق الى الجنة " وهذا غير صحيح اطلاقاً ولكن !!؟؟
شكراً لك مرة ثانية ..
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:56 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube