بسم الله الرحمن الرحيم
وتنطلق الصافرة معلنة بداية المباراة :
بعد إنقطاع طويل نسبيا عن التعصب الكروي , جيزي في هالشي جيز غيري من اللي قاطعوا الملاعب وحضور المباريات , وبعد ماتغيرت أسماء كثيرة في عالم الكرة , وطلعت مواهب جديدة , تستحق من يشاهدها , بعد أن كنا نعتقد بعدم جدوى الكرة من بعد صالح النعيمة وماجد عبدالله ومرحوم المرحوم وفهد المصيبيح وعبدالرحمن التخيفي , وكنا نعتقد أيضا بعدم قابليتنا لفهم الكرة الجديدة والعكّ الكروي الحاصل ماقبل سنتين , حيث كانت الفرق تبحث عن الصدارة والكؤوس بعيدا عن المتعة والنكهة وغياب الطعم .
كنا كمن فرغ من وليمة دسمة , وحينما جاء وقت الحلى , لم يعجبنا , فأنكففنا عنه .
تلك هي حالتنا , دوما نترنم بأن الكرة هي الكرة العالمية الأوربية , وأن كرتنا المحلية لم يعد لها لون ولا تستحق قضاء ساعة ونصف لمشاهدة مباراة , وإن كنا لانزال نرى في الكرة الأوربية الطعم الأجمل دوما , إلا ان كرتنا المحلية تحسنت ايضا .
جس نبض من الفريقين :
ثم جاءت الطامة الكبرى حينما بدأ رجال الأعمال بالنظر للكرة على أنها الطريق الأسهل لقلوب الجماهير فنثروا فيها إستثماراتهم بطريقة غبية , إلى أن أصبحت الملاعب ساحة عراك تجاري لا فن مهاري .
كل هذا كان يحدث ونحن نتحسر على أيام محمد عبدالجواد , وشايع النفيسة وصالح خليفة , بل حتى صمدو , لا أخفيكم أني كنت أتحسر حتى على أيام مصطفى ادريس !! .
حينما كانت الكرة موهبة دون النظر للمادة , وكانت حماسا وإخلاصا وكان تفكير اللاعب منحصرا بنتيجة المباراة وترتيب الفريق بالدوري إلى أن أصبحت صورة الريال هي مايشغل عقل اللاعب , ولاعيب في ذلك , شريطة أن تكون هناك بذور إخلاص تسقى من ماء حب الفريق .
كثير من اللاعبين إنتهوا من الملاعب وتم نسيانهم , وإذا ما نظر اللاعب الناشيء لحال أولئك اللاعبين , من الطبيعي أن يفكر بمستقبله أولا , ولاضير في ذلك أيضا , لكن ان يكون المال هو كل شيء هنا فقط تختفي متعة اللعب .
ركلة حرة مباشرة :
في الملاعب الأوربية المال هو كل شيء وأتفه شيء . انظروا لهذه المفارقة العجيبة .
دعونا ننظر لبعض اللاعبين المنتقلين من اندية اوربية لأنديه أخرى , تجدهم ينتقلون بالفعل من أجل المادة ولكن لايغيب عن بالهم ماهية الدوري الذي ينتقلون إليه , وهنا النقطة الحرجة والفاصلة المنقوطة المشروطة , مثلا اللاعب الفرنسي تييري هنري جاءه عرض من برشلونه وتشيلسي , لماذا رفض الإنتقال اليها , بغض النظر عن مدة العرض , وان كانت مدة العرض عائقا , ولكن لأنه اذا انتقل الى فريق مثل تشيلسي يلعب الكرة لأجل الفوز دون المتعة فسوف تعيقه تكتيكات المدرب , قد تعيقه على الأرجح , عن متعته في اللعب , كذلك الفريق لايتناسب مع امكانات هنري , ثم إنه في برشلونه مثلا لن يكون الإنتقال مفيدا له لأن برشلونه لديه مهاجم جاهز قد يواجه , وأقول " قد " حتى لايغضب أحد , البقاء في دكة الإحتياط , أو حتى أن يكون مهاجم يستبدل في الشوط الثاني , وهنا تغيب عنه فرص الظهور ومزايدة سعره ايضا عندما يستمر الإبداع .
اللذي أريد أن أصل له , هو طريقة التفكير لدى اللاعب في الملاعب الأوربية . قد يخسر بضعة ملايين ولكنه يعوضها في سنوات قادمة .
لدينا يظل اللاعب حبيس الشيك , فهو قد ينتقل لأي فريق حتى وإن كان الفريق لايلائمه ويوائمه فنيا ولكن لأجل المادة كل شي يهون .
الكرة في منتصف الملعب :
أترحم على أيام خالد التيماوي وفيصل أبوثنين , وفهد الهريفي و ابراهيم ماطر , وغيرهم .
حينما كان الوفاء والإخلاص ديدن هؤلاء .
ولن أبكي على الأطلال كثيرا .
في وقتنا هذا أجدني اعود تدريجيا وبدون شعور إلى عالم الكرة , ومتابعة فريقي المفضل , والسؤال عن آخر أخباره , فحينما يعود فريقي اللذي لم يغب عن البطولات بشكل ملحوظ , ولكن حينما يعود فريقي الى اللعب المهاري واللوحات الجمالية , والتكتيك المنظم , تعود معه الكرة السعوديه بأكملها , وتستعيد نكهتها وقوتها , رغما عن الجميع ورغما عن أدب الحوار أجدني اتجاوز كل هذه الآداب وأقولها بكل غطرسة فالتاريخ يقف معي والتاريخ يشهد لي والواقع يصادق على هذه الشهادة .
تغيير :
حينما يبرز الهلال , ترتج المدرجات , وتعود للكرة السعودية بعضا من هيبتها المسروقة أو الضائعة لافرق .
حينما يسطع نجم لاعب في الهلال تجد الأندية تبحث بمنقاشها في كومة القش عن لاعب تبرزه ليضاهي روعة اللاعب الجديد في الهلال . وهنا لا اكون متعصبا , ولكنها الغيرة الرياضية المحمودة , أتمنى ان يخرج كل يوم لاعب هلالي جديد ويبرز لتنجب الأندية السعودية الأخرى لاعبين موهوبين كردة فعل .
يااااا أيام المواهب الشابة عودي , ولاتبخلي فقد أخرجتي لنا من هم بكفاءة احمد الصويلح ومالك معاذ وسعد الحارثي وبدر الخراشي , وابخلي علينا بأمثال محمد العنبر فلسنا بحاجة لمثل هذه المواهب المفلسة أو المتأثرة بالغرور , فإني والله أرى فيه إمتدادا لفهد الحيائي , و حسين هادي وعلي يزيد , بل وحتى حمزه ادريس .
دربكة أمام المرمى :
* حينما شاهدت المباراة السابقة بين فريقي الهلال والإتحاد , حينما كان الملعب مكتضا بالجماهير , ايقنت تمام الإيقان بأن ايام العودة للملاعب قد حانت , وان كنت اتمنى ان تعود أيام الذهاب للملعب من العصر لحجز مكان قبل المباراة .
* كما اتمنى ان يرتقي فريق النصر وأن يتطور مستواه حتى تعود تلك اللذة اثناء مبارياتهم , بل وحتى الدموع التي نذرفها اذا مافاز النصر والتبريكات التي ننثرها إذا مافاز الهلال , فيا إدارة النصر كفاكم عبثا وقوموا بفريقكم حق القيام وأبلغوه ذروة المجد , فالإتحاد ليس بند حقيقي للهلال وقد مللنا عبثه معنا ليكون منافسا وندا . ولتكن نصيحتي لكم أن تتركوا تفخيم اللاعبين ووضع كل مقدرتكم الإعلامية لتلميعه فلن يكون هنا لاعب بعد الدلال ولكم في فهد الغشيان العبرة , ولكم في حسين هادي العظة , ولكم في علي يزيد أكبر الأدلة . لاتدمروا الحارثي أرجوكم .
انظروا بتمعن الى تاريخ النصر المعاصر لم يبرز فيه لاعب اكثر من سنتين فقط , ثم يتساقط كأوراق الخريف .
*أما الإتحاد فلاحاجة لنا لأن نذكر بأنه كان ممتعا أيام الزمن السابق لهواميره , حينما كان الإتحاد متحدا بصدق , قبل ان تكون المادة مخربا ليس له فقط وإنما لكل الكرة السعودية , لأنه يتباهى الأن في زمن البلوي ويترنم " يا أرض اتهدي محدش أدي " .
* وذاك اليافع دوما إسم على مسمى الشباب , دائما مايكسب رهان رؤساءه فبعده عن الضغط داعم له إضافة لقربه من الأحياء في الرياض , أيضا إتاحته الفرص لكل موهبة شابة لأخذ حقها ثم التنازل عنها لأي فريق يرغب اللاعب الإنتقال إليه بعد أن يأخذ النادي من مهاراته وفنه مايكفيه لأن يستمد قوته من لاعب جديد موهوب .
* الأهلي , منذ ثلاثين سنه وهو يبنى فريق المستقبل , ولا أعلم متى سينتهي .
كرة حايرة :
* شكرا لك يا محمد بن فيصل على الإستمرار في الرئاسة وسنشكرك أكثر إذا ما تم الإستغناء عن خدمات كاندينو .
* الهلال وصله دعم بمئة مليون ريال , لنرى كيف سيتم الإستفادة منها , بعدما تم بعثرة ما مجموعة تسعين مليون ريال في السنتين الأخيرة في مالا فائدة منه .
* إعارة النصر للحارثي , تنبئ عن فكر جديد للإدارة النصراوية ولا أستبعد أن تسمح له بالإنتقال بعد إنتهاء مدة إعارته .
* الشباب مع إحترامي لك , إلا أن المركز الأول محجوز مسبقا للهلال .
* أبارك للحزم المركز المتقدم في ترتيب فرق الدوري وليته تتم معجزة ويدخل المربع , يعجبني الفريق الطموح .
تسلل :
* لا أنظر بتفاؤل للمنتخب في كأس العالم ولا كأس آسيا , ولا أظن أن يفيد باكيتا المنتخب , إلا بعد سنتين وزيادة , لأنه مدرب طويل الأجل , ليس عجل ( سريع ) . ولذلك لن يفيدنا في كأس العالم وياخوفي من النتائج المخيفة عساها تبقى على هدف أو هدفين بس .
صفيرة النهاية :
* اسف على هذا الموضوع واعتبروني ما نزلته وإنما كان طيف من ذكريات الماضي وترسباته مليئة بشحن الحاضر ومأساته
الوضع العادي
